ما هو الصراط المستقيم وما هي صفاته والعبور على الصراط وكيفيته
جدول ال
ما هو الصراط المستقيم هو الموضوع الّذي سيتحدّث عنه هذا المقال، فقد ذُكر في القرآن الكريم أنّ يوم القيامة هو يومٌ عظيمٌ له من الأهوال والكربات ما لا يتحمّله العقل ولا يقدر على تخيّله وذُكرت بعضٌ من أحداثه في العديد من الآيات القرآنيّة في ترتيبٍ معيّنٍ أوّلها البعث من القبور وآخرها دخول الجنّة أو دخول النّار ودخول الجنّة يكون بعبور الصراط المستقيم.[1]
ما هو الصراط المستقيم
كثر ذكر لفظ الصراط المستقيم في القرآن الكريم وتعدّدت معانيه حسب كلّ موضعٍ ورد فيه هذا اللّفظ، ما هو الصراط المستقيم هو السّبيل الّذي دعا إليه الرّسل والأنبياء عليهم السّلام الّذي يوصل إلى الجنّة والفوز العظيم في الآخرة وهو طريق التّوحيد والهداية والحقّ كما أنّه الطّريق الّذي أوصى الله تعالى رسله وعباده بأن يثبتوا عليه ولا يحيدوا عنه مهما كانت الظّروف ولو كان ثمن ذلك بذل الرّوح والنّفس، وكذلك من معانيه أنه طاعة الله تعالى ورسوله عليه الصّلاة والسّلام من بعده واتّباع الأوامر الّتي نزلت في القرآن الكريم وهو العمل الصّالح الّذي يورث رضا الله تعالى وحبّه والتّقرّب منه جلّ وعلا، ولا يمشي فيه إلّا ذوي الإيمان القويّ الرّاسخ المطيعين لله تعالى ورسوله وقد وصفهم الله تعالى في كتابه بأنّهم هم الّذين قد أنعم عليهم، وأمّا من حاد عن هذا الصراط فهو من المغضوب عليهم الخاسرين في الدّنيا والآخرة، وآخر معنىً قد ورد في لفظه هو أنّه أحد محطّات الآخرة وهو صراطٌ ينصب فوق جهنّم ليعبر منه النّاس إلى الجنّة والله أعلم.[2]
شاهد أيضًا: معنى الصراط المستقيم
صفات الصراط المستقيم
ذُكر فيما سبق ما هو الصراط المستقيم وذكر أنّه هو أحد المحطّات الّتي يمرّ عليها النّاس يوم القيامة وهو جسرٌ ممدودٌ ينصب فوق جهنّم يعبر النّاس منه وقد ذُكِرت في السّنّة النّبويّة الشّريفة أوصاف الصراط الّذي يكون في الآخرة حيث ورد ذلك في العديد من الأحاديث وصفاته هي ما يأتي:[3]
- هو جسرٌ أدّقّ من الشّعرة وأحدّ من السّيف له حافّتان تُسقِطان النّاس فوق بعضهم إذا ما أرادوا العبور عليه كما أنّه جسرٌ زلقٌ لا تثبت عليه الأقدام فيقع العابرون، ومن الصّفات الّتي وردت أيضاً أنّ فيه خطاطيفٌ وكلاليبٌ تلتقط النّاس العابرة من فوق هذا الجسرو أشواكٌ وحسكاتٌ عريضةٌ من حديدٍ يعلق بينها النّاس فلا يستطيعون إكمال العبور إلا من شاء الله تعالى له أن يعبر وينجو.
- ولا يعبر من هذا الجسر المليء بالعقبات والعثرات إلّا من شاء الله تعالى وهو كلّ من خفّت آثامه وثقلت حسناته وأعماله الصّالحة فيعبره بإذن الله تعالى وأمّا من ثقلت عليه أوزاره وآثامه فيسقط في جهنّم المستعرة المضرمة نارها تحت هذا الصّراط ويلقى فيها العذاب إلى أن يأذن الله تعالى لمن لهم حقٌ وإذنٌ بالشّفاعة كالشّهداء والملائكة أن يشفعوا لمن وقعوا في النّار والله أعلم.
شاهد أيضًا: من اسماء يوم القيامة
العبور عن الصراط وكيفيته
ورد فيما سبق إجابة سؤال ما هو الصراط المستقيم كما ورد في القرآن الكريم وذُكرت أيضاً صفاته الّتي ذكرها النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام في عدّة أحاديث صحيحةٍ وثابتة، كما ورد في الأحاديث أيضاً وصفٌ للعبور على الصراط وكيفيته حيث أنّ من يعبر الصّراط هم فقط من آمنوا بالله عزّ وجلّ و اتبعوا الرّسل عليهم السّلام من جميع الفئات أي من الصّدّيقين والصّحابة إلى المنافقين والعاصين وإنّ أوّل من يجتاز الصّراط هو النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وأمّته ويكونون على فئاتٍ كلّ فئةٍ منهم تعبر بسرعةٍ وطريقةٍ تختلف عن الأخرى فكلّ فئةٍ تثقّل بما عملت وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في وصف هذا المشهد: “فَيَمُرُّ المُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ العَيْنِ، وكالْبَرْقِ، وكالرِّيحِ، وكالطَّيْرِ، وكَأَجاوِيدِ الخَيْلِ والرِّكابِ، فَناجٍ مُسَلَّمٌ، ومَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ، ومَكْدُوسٌ في نارِ جَهَنَّمَ”.[4]ويكون أسرع النّاس هم الفئة الّتي تعبر مع النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام فيعبرون كطرفة العين ورمشتها ثمّ من بعدهم فئةٌ تعبر بسرعة البرق وتعبر فئةٌ من بعدهم كالرّيح العاصفة الشّديدة وبذلك تتباطئ سرعة العابرين مع مرور فئةٍ جديدةٍ حتّى يأتي آخرهم زحفاً لا يستطيع المشي وذلك من شدّة ثقل الذنوب و الفئة الأخيرة تسقط في نار جهنّم والعياذ بالله فتلقى العذاب فيها حتّى يشفع من لهم حقٌّ في الشّفاعة كالنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام والملائكة فيخرجون بإذنٍ من الله تعالى منها إلى الجنّة والله أعلم.[5]
شاهد أيضًا: من اول من يقرع باب الجنة يوم القيامة
ما هو الصراط المستقيم مقالٌ تحدّث عن يوم القيامة وما هو الصراط المستقيم وذكر صفاته ووصف مشهد العبور عن الصراط وكيفيته.