منوعات

تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بالنذير العريان دليل على

جدول ال

تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بالنذير العريان دليل على أمر هام جدًا وهذا ما سنبينه في هذا المقال، فقد أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لإخراج البشر من الظلام إلى النور، وهدايتهم لعبادة الله وحده لاشريك له، وقد تحمل نبينا الكريم الأذى الشديد في سبيل إعلاء كلمة الله عز وجل، كما سنوضح في هذا المقال وظائف النبي عليه السلام التي أمره الله تعالى بها.

تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بالنذير العريان دليل على

إن تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بالنذير العريان دليل على حرصه صلى الله عليه وسلم في تبليغ قومه وإنذارهم من عذاب الله عز وجل، وقد ورد هذا التشبيه في حديث صحيح، فقد ذكر في صحيحي البخاري ومسلم: فعن أبِي بُرْدَةَ عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ مَثَلي ومثَل ما بعثني الله به كمثَلِ رجل أتى قومه فقال: يا قوم إنِّي رأيت الجيش بعَيْنَيَّ، وإنِّي أنا النذير العُرْيانُ، فالنَّجاء)[1]، قال العلماء أن معنى النذير العريان: أصله أن الرجل إذا أراد إنذار قومه وإعلامهم بما يوجب المخافة نزع ثوبه، وأشار به إليهم إذا كان بعيدا منهم ليخبرهم بما دهمهم، وأكثر ما يفعل هذا ربيئة القوم، وهو طليعتهم ورقيبهم[2]، ويقول ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر: “خُصَّ العُريان، لأنه أبيَن للعين، وأغرب وأشنع عند المُبْصِر، وذلك أن رَبِيْئَةَ القوم وعينَهم يكون على مكان عالٍ، فإذا رأى العدو قد أقبل نزع ثوبه وألاح به لينذر قومه”.[3]

وظائف النبي صلى الله عليه وسلم

أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وفيما يلي وظائف النبي التي كلفه الله تعالى بها:[4]

  • البلاغ المبين: أوكل الله إلى نبيه الكريم إيصال الأوامر والنواهي التي نزلت على حقيقتها دون أي تحريف، فتحمل عليه السلام مشاق الدعوة وأذى الناس في سبيل الإبلاغ عن دين الله تعالى، ومن الجدير بالذكر أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعة الله عز وجل.
  • الدعوة إلى الله: لا تنتهي مهمة الرسول عليه السلام بإيصال الرسالة؛ بل يجب عليه حث العباد للامتثال لأوامر الله عز وجل وطاعته، فقد استمرت دعوة النبي عليه السلام، 23 سنة منها 13 سنة في مكة المكرمة يدعو أقاربه وأبناء عشيرته، و عشر سنوات في المدينة المنورة بعد أن كثر أذى قريش فهاجر عليه السلام من مكة إلى المدينة مرغماً.
  • التبشير والإنذار: قرن الله تعالى دعوة الرسل بشكلٍ دائم بالتبشير والإنذار، وورد بيان هذه الوظيفة في العديد من الآيات، فمن أطاع الله عز وجل فمصيره إلى الجنة، ومن كفر بالله تعالى فإن مصيره إلى نار جهنم خالدًا فيها.
  • إصلاح النفوس وتزكيتها: أراد الله أن يخرج العباد من الظلمات إلى النور بتعليمهم أوامره وتزكية نفوسهم، فالغرض من إرسال الرسول عليه السلام، إصلاح النفوس وتقويمها، وبيان الطرق المؤدية إلى محبة الله تعالى، ولم يعذب الله تعالى قومًا قبل أن يرسل اليهم رسول.
  • تقويم الأفكار المنحرفة والعقائد الباطلة: خلق الله تعالى الناس على الفطرة السليمة إلّا أنّ البعض منهم انحرفوا عنها، فقد بعث النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، إلى قوم كانوا يعبدون الأصنام التي لاتضر ولاتنفع، لأن آباءهم وأجدادهم كانوا يعبدونها.
  • إقامة الحُجّة: بعث الله تعالى الرسول محمد عليه السلام، لِئَلّا يكون هناك حجة للناس يوم القيامة، بأنه لم يرسل إليهم نبي يدعوهم للهداية وطاعة الله تعالى وعبادته، ولذلك يُحضر الله كلّ قومٍ يوم القيامة ومعهم رسولهم ليُقيم عليهم الحُجّة بأنّ رسولهم قد بلّغهم الدعوة.
  • سياسة الأمة: تحتاج الأمم لمن يدبر أمورها وشؤونها ويقودها؛ فأرسل الله تعالى نبيه الكريم، للقيام بهذه المهمة، ويكون حكمه عليه السلام بين الناس بحكم الله عزّ وجلّ.

إن تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بالنذير العريان دليل على حرصه صلى الله عليه وسلم في تبليغ قومه وإنذارهم من عذاب الله عز وجل، وبينا في هذا المقال وظائف النبي محمد عليه السلام التي أمره الله تعالى بها، لإخراج قومه من الظلمات إلى النور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button