كم لبث اصحاب الكهف موقع
جدول ال
كم لبث اصحاب الكهف ؟ من الأسئلة التي يسألها الكثيرون، فقصة أصحاب الكهف قصة مشهورة بين الناس، ويهتمون بمعرفة التفاصيل الدقيقة التي وردت بها، كعدد أصحاب لكهف أو عدد السنين التي ناموا فيها في الكهف، والسبب الذي جعلهم يلجؤون للكهف، وهذا ما سنعرفه في هذا المقال.
سبب لجوء الفتية للكهف
قبل الإجابة عن السؤال: كم لبث اصحاب الكهف ؟ لا بدّ من ذكر السبب الرئيس الذي جعلهم يؤوون للكهف، وقد كان السبب هو إيمانهم بالله تعالى وتحيده سبحانه، في حين كان ملك البلاد في ذلك الزمان مشركًا يعبد الأوثان، ولكنّ الفتيّة رفضوا الشرك بالله وأصروا على التمسّك بدينهم، وعبادة الله وحده لا شريك له، وقال الله تعالى عنهم: “وربطنا عَلى قُلوبِهِم إِذ قاموا فَقالوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ لَن نَدعُوَ مِن دونِهِ إِلـهًا لَقَد قُلنا إِذًا شَطَطًا”[1]، فالشرك بالله هو افتراء وظلم للإنسان، ولذلك اعتزل الفتية القوم المشركين وذهبوا للكهف وناموا فيه مدّة طويلة بإذن الله.[2]
كم لبث اصحاب الكهف
في الإجابة عن السؤال: كم لبث اصحاب الكهف ؟ فإنّها عند أهل الكتاب هي ثلاثمئة سنة شمسية، أمّا العرب فيقولون أنّها تزيد عن ذلك بتسع سنين قمرية، وقد جاء في قوله تعالى في سورة الكهف: “وَلَبِثوا في كَهفِهِم ثَلاثَ مِائَةٍ سِنينَ وَازدادوا تِسعًا قُلِ اللَّـهُ أَعلَمُ بِما لَبِثوا لَهُ غَيبُ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَبصِر بِهِ وَأَسمِع ما لَهُم مِن دونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا يُشرِكُ في حُكمِهِ أَحَدًا”[3]، وبهذا فإنّهم لبثوا في الكهف ثلاثمئة سنة شمسية وثلاثمئة وتسعة سنة قمرية.[2]
العبرة المستفادة من قصة أهل الكهف
بعد معرفة الإجابة عن السؤال: كم لبث اصحاب الكهف ؟ فإنّه من الجيد أن نعرف العبرة المستفادة من قصة أصحاب الكهف فهي كغيرها من قصص القرآن الكريم لا بدّ أن تأتي بعبرة إمّا بفكرتها الرئيسة أو من خلال تفاصيل القصة:[4]
- أراد الله من الوقت لطويل الذي مكثه أصحاب الكهف في الكهف أن يؤكد على عقيدة مهمّة وهي أن الإنسان يبعث بعد موته، وقد قال تعالى في ذلك في سورة المؤمنون: “حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ”.[6]
- ظهرت رعاية الله تعالى للفتيه الذي لجؤوا للكهف عندما أبقاهم في الكهف لوقت طويل جدًا من دون أن تفنى أجسادهم أو أن يتأثر الإيمان الذي في قلوبهم لأنّهم عباد الله، فكان نومه أحد دلائل قدرت الله تعالى وإحسانهم العظيم على المؤمنين، وأنّ الكون كلّه يجري وفق ما أراد الله وقدّر.
وهكذا نكون قد عرفنا سبب لجوء أهل الكهف للكهف ولماذا احتموا به، كما عرفنا كم ليثوا في الكهف، كما أدرجنا بعض العبر والدروس المستفادة من قصة أصحاب الكهف التي كانت تمثّل قدرت الله تعالى في بعث الإنسان بعد موته.