طريقة التيمم بالتراب موقع

طريقة التيمم بالتراب هو الموضوع الّذي سيناقشه هذا المقال، والشّريعة الإسلاميّة تتميّز بالسّماحة واليسر بتكالفيها الشّرعيّة فلا تعصّب ولا تقييد ولا مشقّة فيه على المسلمين، فهذه الصّفة العظيمة من أسمى الغايات في الدّين الإسلاميّ وهي أهمّ أسباب استمرار الدّين الإسلاميّ حتّى هذا اليوم.[1]

التيمم

شرّع الله في دينه الحنيف التيمم عوضاً عن الوضوء بالماء لأسبابٍ وأعذارٍ شرعيّةٍ خاصّةٍ، ويقصد بالتيمم هو المسح على اليدين والوجه بكلّ صعيدٍ طاهرٍ بشروطٍ وأحكامٍ مخصوصةٍ وذلك في عدم توافر الماء الطّاهر للوضوء به، كما أنّ حكم التيمم ورد في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة الشّريفة في مواضع عديدةً وهو جائزٌ شرعاً في حال توافرت جميع شروطه قال الله جلّ وعلا: {وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا}،[2] وممّا يجوز للمسلم التيمم به إن لم يجد ماءً للوضوء تراب الأرض الّذي لم يمسسه نجسٌ والرّمل الطّاهر والسّبخة، والتيمم يبيح للمتيمّم بالصّلاة والطّوافّ وقراءة القرآن وكلّ عبادةٍ تستوجب الوضوء والله أعلم.[3]

طريقة التيمم بالتراب

إنّ التّيمّم جائزٌ في الشّريعة الإسلاميّة وذلك لأعذارٍ شرعيّةٍ ولأنّ الإسلام لا يكلّف المسلمين بما يشقّ عليهم، وإنّ طريقة التيمم لا تشبه الوضوء بالماء بل له صفةٌ خاصّةٌ، وطريقة التيمم بالتراب هي أن يضرب القاصد التّراب بيديه وهو مفرجٌ أصابعه ضربةً واحدةً  فيمسح براحة كفّيه على وجهه ثمّ يمسح على كفيه وبذلك يكون طاهراً باستطاعته القيام بالصّلاة أو أيّ عبادةٍ أخرى، ولا ضرورة لمسح الذّراعين بل الوجه والكفّين يكفيان للتّيمّم والله ورسوله أعلم.[4]

شروط التيمم

الخوض في تفاصيل طريقة التيمم بالتراب لا بدّ من الخوض في تفاصيل الشروط الخاصّة بالتيمم، فللتيمم شروطٌ وجب التزامها ليصحّ التيمم وتستباح  به الصّلاة وهذه الشّروط هي:[5]

• البحث عن الماء قبل الشّروع بالتيمم فإن لم يكن موجوداً صحّ التيمم.
• عدم توافر الماء الطّاهر اللّازم للوضوء.
• تعذّر الوضوء الماء خشيةً من المرض أو زيادةً فيه.
• دخول وقت الصّلاة المفروضة أو قضاء صلاةٍ فائتةٍ.

وقد اختلف العلماء المسلمون بما يصحّ للمتيمّم القيام به فالشافعيّة قد ذهبوا إلى أنّ المتيمّم لا يصحّ له الصّلاة بتيمّم النّافلة ولا يصلّي فرضين بتيمّمٍ واحدٍ، وكذلك قال المالكيّة والحنابلة أمّا عن الحنفيّة فقد قالوا أنّ التّيمّم مرّةً واحدةً يبيح صلاة الفرائض والنّوافل بقدر ما يشاء و حاله حال الوضوء وهذا الرّاجح من القول والله أعلم.

سنن التيمم

إنّ للتّيمّم سننٌ وأركانٌ يصح بالتزامها التّيمّم  وكما ذُكِر سابقاً في طريقة التيمم بالتراب فإنّ أركان التيمم هو ضرب التّراب مرّةً واحدةً ومسح الوجه والكفّين بباطن اليد مع النّيّة، أمّا سنن التيمم فهي  مسح الذّراعين حتّى المرافق والتّرتيب في مسح الوجه واليدين وكذلك من السّنن الضّرب على التّراب مرّتين ونقل التّراب والغبار وكلّ ما يعلق باليدين إلى الوجه واليدين أثناء التّيمم ويستحبّ عدم مسحهما من العوالق كما يستحبّ أيضاً البسملة والصّمت أثناء التّيمم والله ورسوله أعلم.[6]

طريقة التيمم بدون تراب

يصحّ التيمم بكلّ ماهو من جنس الأرض من ترابٍ ورملٍ وغبارٍ وحجرٍ شرط أن يكون طاهراً لم يمسسه نجس،  ولا تختلف طريقة التيمم بدون تراب عن طريقة التيمم بالتراب في شيء ويكون ذلك بضرب التّراب باليد ثمّ المسح على الوجه والكفّين بباطن اليد مع  النّيّة لذلك، فكلاهما تيمّمٌ صحيحٌ ومثبتٌ في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة الشّريفة والله أعلم.[7]

مبطلات التيمم

يبطل التيمم في عدّة حالات  وفي عدم توافر شروطه المذكورة  حيث يبطل التيمم في حال العثور على الماء لمن كان عذره عدم وجود الماء للوضوء و يبطل التيمم أيضاً بمبطلات ونواقض الوضوء كالإحداث والجنابة وغيرها كما أنّه يبطل في حال زوال المرض الّذي تعذّر على المريض به استعمال الماء للوضوء والله أعلم.[8]

طريقة التيمم بالتراب مقالٌ تحدّث عن التيمم وطريقة التيمم بالتراب  وذكر شروط التيمم وسنن التيمم كذلك ورد فيه أيضاً طريقة التيمم بدون تراب ومبطلات التيمم وتحدّث عن سماحة دين الإسلام ويسر تكاليفه.