منوعات

كيف يكون تثبيت المؤمن وخذلان الكافر في القبر

جدول ال

كيف يكون تثبيت المؤمن وخذلان الكافر في القبر ؟ ، في القبر هناك أسئلة محددة عددها ثلاثة يسأل عنها العبد، وهذه الأسئلة تحتاج إجابة صحيحة على الفور، وعلى المسلم أن يستعد لهذه الأسئلة من اللحظة التي هو فيها، فإنه لا يجيب عنها إلا من عاش لها، الذي عرف ربه واتبع رسوله صلى الله عليه وسلم، وشخر حياته لاتباع دين الإسلام.

كيف يكون تثبيت المؤمن وخذلان الكافر في القبر

السؤال في القبر حق، والميت ترد له روحه، وقد صحت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، لكن حياة الميت في قبره غير الحياة الدنيوية، بل هي حياة برزخية،فهو لا يحتاج فيها إلى الطعام والشراب ونحو ذلك، فهي حياة خاصة يمكنه أن يعقل معها السؤال والجواب، ثم ترجع روحه بعد ذلك إلى عليين، إن كان من أهل الإيمان، وإن كان من أهل النار إلى النار، فهي تعاد إليه وقت السؤال والجواب؛ حيث يسأله الملكان: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ [1]

والمؤمن يقول: “ربي الله، والإسلام ديني، ومحمد نبيي”، فيقال له: “ما علمك بهذا الرجل؟ (محمد صلى الله عليه وسلم)”، فيقول: “هو رسول الله، جاءنا بالهدى، فآمنا به وصدقناه، واتبعناه”، فيقال له: “قد علمنا إن كنت لمؤمنا، ويفتح له باب إلى الجنة، فيأتيه من روحها ونعيمها”، ويقال:/هذا مكانك حتى يبعثك الله إليه، ويرى مقعده من النار”، ويقال: “هذا مكانك لو كفرت بالله، أما الآن فقد أعاذك الله منه، وصرت إلى الجنة”. وهكذا يثبت المؤمن عند السؤال في القبر، فإنا نسأل الله تعالى ذلك. أما الكافر؛ فإن سئل الأسئلة عن ربه ودينه ونبيه، فإنه يقول: “هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته”.[1]

عذاب القبر

يجب على المسلم أن يؤمن بأن القبر هو أول منازل الآخرة، وأن قبر الإنسان ف إما أن يكون في روضة من رياض الجنة، وإما يكزن في حفرة من حفر النار، كما أن العذاب والنعيم في القبر للروح والجسد في القبر، وهذا ما رجحه ابن تيمية رحمه الله، وثبتت النصوص التي تفيد بعذاب القبر وقدرة الله تعالى، وعلى المسلم أن يصدق بعذاب القبر ويوقن أن الله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض، فالله هو القادر على تعذيب فرعون بالنار وبما شاء، حتى إن كانت جثته ماثلة بين أيدينا. وعلى المسلم التصديق بما ثبت في الوحي وإن لم يشاهد وقوعه، ولا يحكم عقله القاصر في الغيبيات.[2]

والكافر في القبر عند عجزه عن إجابة الأسئلة الثلاث يضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين؛ وهما: الجن والإنس، وتسمعها البهائم، ويفتح له باب إلى النار، ويضيق عليه قبره، حتى تختلف أضلاعه، ويكون قبره حفرة من حفر النار عليه، ويفتح له باب إلى النار ليأتيه من سمومها وعذابها، ويقال: “هذا مكانك حتى يبعثك الله إليه”، ويفتح له باب إلى الجنة فيرى مقعده من الجنة، ويقال له: “هذا مكانك لو هداك الله”. وبالتالي فإن أن القبر؛ إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، كما أن العذاب والنعيم للروح والجسد في القبر.[1]

منكر ونكير في القبر

إن منكرًا ونكيرً هما الملكان اللذان يسألان العباد في القبر بعد خروجهم من الدنيا، وسبب تسميتهما بذلك هو نكارة العبد المسؤول لهما، وعدم معرفته ورؤيته لمثل شكلهما قبل ذلك. وأما صفتهما؛ فهما أسودان أزرقان كما ورد في الأحاديث الشريفة، وقد ذكر ابن حجر في الفتح رواية عن الطبراني في الأوسط في صفتهما: “أعينهما مثل قدور النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر وأصواتهما مثل الرعد، قال ونحوه لعبد الرزاق من مرسل عمرو بن دينار وزاد يحفران بأنيابهما ويطآن في شعورهما معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل أمتي لم يقلوها”. [3]

ويفهم من ظاهر كلام المناوي أنهما يكونان بنفس الصفة عندما يأتيان للمسلم والكافر، ولا مانع أن يكونا نفسهما اللذان يسألان الميت، مثلما أن ملك الموت هو الذي يقبض روح كل ميت، لكن لم يطلع على نص يصرح بذلك الشيء.[3]

فيما سبق أجبنا عن السؤال ” كيف يكون تثبيت المؤمن وخذلان الكافر في القبر ؟”، وبينّا كيف أم المؤمن بالله تعالى يرى مقعده في الجنة، والكافر يري مقعده من النار، كما بينّا حقيقة عذا القبر للكافر، وسؤال منكر ونكير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button