منوعات

حكم محبة غير الله كمحبة الله

جدول ال

حكم محبة غير الله كمحبة الله سبحانه وتعالى، حكم شرعيٌّ فقهي مهم جدًّا، فهو خطير وكثير الانتشار في الوقت نفسه، كما أنَّ كثيرًا من الناس يجهلون هذا الحكمِ الشرعي تمامًا، ومعنى حكم محبةِ غيرِ الله كمحبَّة الله عزّ وجلَّ، أي ما حكم أن يحبَّ الإنسان المسلم إنسانًا أو شيئًا ما أكثر من حبِّه الله سبحانه وتعالى، وفي هذا المقال سيتمُّ الحديث أولًا عن محبة الله تعالى ثمَّ الحديث عن حكمِ محبَّة غير الله سبحانه وتعالى كمحبَّة اللهِ سبحانه تعالى.

محبة الله تعالى

تُعدُّ محبة الله سبحانه وتعالى عبادة من أعظم العبادات والطاعات التي يمكن أن يؤديها المسلم في حياته، وذلك لأنَّ محبة الله تعالى من أقصر الدروب التي تؤدي إلى حب العبادات التي تُقرِّب من الله تعالى، كما تزيد رغبة الإنسان من الإقبال على الله تعالى بقلبه وروحه وجوارحه كلِّها، وتدفع الإنسان إلى تحمل المشقة والعناء في سبيل كسب رضى الله عزَّ وجلَّ، وقد وصف الله تعالى المؤمنين بأنَّهم يحبون الله وبأنَّ الله يحبهم، قال تعالى في القرآن الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”[1]

وتُعدُّ محبة الله تعالى سببًا رئيسًا لكي يستشعر المسلم حلاوة الإيمان، ففي صحيح الإمام البخاري جاء عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: “ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: مَن كانَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، ومَن أحَبَّ عَبْدًا لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ عزَّ وجلَّ، ومَن يَكْرَهُ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ، بَعْدَ إذْ أنْقَذَهُ اللَّهُ، منه كما يَكْرَهُ أنْ يُلْقَى في النَّارِ”[2] والله تعالى أعلم وأعلم.[3]

حكم محبة غير الله كمحبة الله

يمكن القول في حكم محبة غير الله كمحبة الله سبحانه وتعالى إنَّه غذا أحب المسلم أحدًا أكثر من حبِّه لله فقد أشرك وكفر، فلا يجوز للمسلم أن يحبَّ أحدًا أكثر من حبِّه لله تعالى ولا مثل حبِّه لله تعالى أيضًا، قال تعالى في سورة البقرة: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ…”[4] ومعنى الآية أنَّه إذا أحب المسلم أحدًا كما يحب الله تعالى فيكون قد اتخذه لله ندًّا، وفي هذا الحكم قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الاستقامة: “فمن أحبَّ شيئًا غير الله كما يحبُّ الله فهو من المشركين لا من المؤمنين”، والله تعالى أعلم.[5]

لأنَّ محبَّة الله تعالى متفردة لا ينبغي أن تطالها محبة في قلب الإنسان، ولا يجوز للمسلم أن يحب شيئًا كحبه لله تعالى، سردنا في هذا المقال محبة الله تعالى وتحدَّثنا أيضًا عن حكم محبة غير الله كمحبة الله سبحانه وتعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button