اختتمت الأسواق الأمريكية جلسة تداول الجمعة بنتائج متباينة، مع ترقب كبير من المستثمرين لإعلان شركة إنفيديا عن أرباحها الفصلية الأسبوع المقبل. يأتي هذا التباين في ظل مخاوف متزايدة من أن يتشبث مجلس الاحتياطي الفيدرالي بسياساته النقدية الحالية، مما يقلل من فرص خفض أسعار الفائدة في اجتماع شهر ديسمبر. ويراقب المستثمرون عن كثب أداء سهم إنفيديا (Nvidia) باعتباره مؤشراً رئيسياً على اتجاه السوق.
أداء الأسهم الأمريكية: تباين في ظل توقعات الفائدة والتركيز على إنفيديا
شهدت مؤشرات وول ستريت الرئيسية تقلبات خلال اليوم، حيث افتتحت على انخفاض قبل أن تشهد بعض التعافي. اختتم مؤشر ناسداك الجلسة على ارتفاع طفيف، بينما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بشكل هامشي. في المقابل، انخفض مؤشر داو جونز بنسبة ملحوظة، متأثراً بضعف أداء بعض الشركات الكبرى.
يعكس هذا التباين حالة من الحذر السائدة في السوق، حيث يوازن المستثمرون بين الآمال في النمو الاقتصادي والمخاوف بشأن استمرار التضخم. وقد أدت عمليات البيع المبكرة إلى انخفاض مؤشرات وول ستريت الرئيسية بأكثر من 1% قبل أن يتم استعادة بعض المكاسب.
تراجع توقعات خفض أسعار الفائدة
انخفضت احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع ديسمبر بشكل كبير، حيث تراجعت إلى أقل من 50% مقارنة بـ 67% قبل أسبوع، وفقًا لأداة FedWatch التابعة لـ CME. يأتي هذا التراجع نتيجة استمرار الضغوط التضخمية في الاقتصاد الأمريكي.
صرح جيفري شميت، رئيس الاحتياطي الفدرالي في كانساس سيتي، أن مخاوفه بشأن التضخم تتجاوز تأثير الرسوم الجمركية فقط، مما يشير إلى أنه قد يعارض أي قرار بخفض أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر القادم، بعد أن كان قد أبدى اعتراضاً مماثلاً في أكتوبر.
ترقب نتائج إنفيديا الفصلية
تعتبر نتائج شركة إنفيديا، المتخصصة في تصنيع الرقائق، من أهم الأحداث التي ستشغل أسواق الأسهم الأسبوع المقبل. يتطلع المستثمرون إلى الحصول على دلائل حول استمرار ريادة الشركة في قطاع الذكاء الاصطناعي، وهو القطاع الذي قاد النمو الكبير في السوق الأمريكية خلال السنوات الأخيرة.
يرى المحللون أن أداء سهم إنفيديا قد يشهد تقلبات كبيرة بناءً على هذه النتائج. ووفقًا لمايك ديكسون، رئيس قسم الأبحاث في Horizon Investments، قد تواجه الشركة ضغوط بيعية قوية في حال كانت النتائج مخيبة للآمال، ولكنه يتوقع عودة المشترين بسرعة للاستفادة من أي انخفاض في السعر.
شهدت بعض الأسهم الأخرى أداءً متباينًا. انخفض سهم يونايتد هيلث بنسبة 3.2% وسهم فيزا بنسبة 1.8%، مما أثر سلبًا على مؤشر داو جونز. في المقابل، ارتفعت أسهم شركات مثل إنفيديا وبالانتير ومايكروسوفت بأكثر من 1%.
نظرة عامة على أداء مؤشرات وول ستريت
أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على انخفاض طفيف بنسبة 0.05% عند مستوى 6,734.11 نقطة. بينما ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 0.13% ليصل إلى 22,900.59 نقطة. وشهد مؤشر داو جونز أكبر انخفاض، حيث تراجع بنسبة 0.65% إلى 47,147.48 نقطة.
من بين 11 قطاعًا رئيسيًا ضمن مؤشر S&P 500، انخفضت سبعة قطاعات، وكان قطاع المواد هو الأكثر تضرراً بتراجع قدره 1.18%، يليه القطاع المالي الذي تراجع بنسبة 0.97%.
أداء نهاية الأسبوع:
على مدار الأسبوع بأكمله، حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسب طفيفة بنسبة 0.1%، وصعد مؤشر داو جونز بنسبة 0.3%. بينما تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 0.5%.
يأتي هذا الأداء في ظل استمرار القلق بشأن قوة سوق العمل وآفاق التضخم. بالإضافة إلى ذلك، هناك توقعات بوجود فجوات في البيانات الاقتصادية حتى بعد انتهاء الإغلاق الحكومي الذي استمر لفترة طويلة في الولايات المتحدة. وفي سياق التجارة العالمية، أعلنت الحكومة السويسرية تخفيض الرسوم الأمريكية على السلع السويسرية من 39% إلى 15%.
كما شهدت بعض الشركات تطورات خاصة. ارتفع سهم وارنر براذرز ديسكفري بنسبة 4% بعد تعديل عقد عمل الرئيس التنفيذي ديفيد زاسلاف في إطار مراجعة استراتيجية لأعمال الشركة. وقفز سهم Cidara Therapeutics بأكثر من الضعف بعد إعلان شركة ميرك عزمها الاستحواذ عليها في صفقة تقدر قيمتها بنحو 9.2 مليار دولار.
في الختام، تظل الأسواق الأمريكية قلقة بشأن مسار أسعار الفائدة والتضخم، مع تركيز خاص على نتائج شركة إنفيديا الأسبوع المقبل. سيوفر الإعلان عن هذه النتائج إشارات مهمة حول مستقبل قطاع الذكاء الاصطناعي وتأثيره على أداء السوق بشكل عام. من المتوقع أن يستمر المستثمرون في مراقبة البيانات الاقتصادية الواردة عن الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أي تطورات جديدة في السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
