شهد مؤشر “نيكاي 225” الياباني ارتفاعاً ملحوظاً لليوم الثاني على التوالي، مدفوعاً بشكل رئيسي بضعف الين الياباني وتزايد الثقة في قطاع الاستثمار المرتبط بالذكاء الاصطناعي. وارتفع المؤشر بنسبة 1.8% ليغلق عند 50,402.39 نقطة، مسجلاً بذلك مكاسب إضافية بعد ارتفاعه بنسبة 1% في نهاية الأسبوع الماضي. يعكس هذا الأداء القوي استمرار زخم الأسواق العالمية وتأثير التطورات التكنولوجية على الاقتصاد الياباني.
ارتفاع مؤشر نيكاي 225: محركات النمو والتوقعات المستقبلية
جاء هذا الارتفاع مدعوماً بتقارير إيجابية من شركة “مايكرون تكنولوجي” الأمريكية، الرائدة في صناعة الرقائق، والتي أشارت إلى زيادة في مبيعاتها. وقد ساهمت هذه الأخبار في تجديد التفاؤل بشأن الشركات اليابانية العاملة في مجال أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي. هذا التحسن يأتي في وقت يبحث فيه المستثمرون عن فرص جديدة للنمو في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية.
وشهدت أسهم مجموعة “سوفت بنك” اليابانية، المعروفة باستثماراتها الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، ارتفاعاً كبيراً بلغت نسبته 4.1%. ويأتي هذا الصعود في ظل سعي الشركة لإتمام اتفاقية تمويل بقيمة 22.5 مليار دولار أمريكي لشركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) بحلول نهاية العام الحالي. تمثل هذه الصفقة خطوة استراتيجية لمجموعة سوفت بنك لتعزيز مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي المتنامي.
تأثير ضعف الين وسياسات بنك اليابان
على الرغم من قرار بنك اليابان برفع سعر الفائدة الرئيسي الأسبوع الماضي، والذي أدى إلى تراجع قيمة الين، يبدو أن المستثمرين متفائلون بشأن تأثير ذلك على الاقتصاد. تتوقع الأسواق أن السياسات الحكومية، وخاصة السياسة المالية النشطة، ستوفر دعماً كافياً لنمو الاقتصاد الياباني.
بالإضافة إلى ذلك، يعزز ضعف الين من القدرة التنافسية للشركات اليابانية المصدرة، مما قد يؤدي إلى زيادة أرباحها وجذب المزيد من الاستثمارات. ويرى بعض المحللين أن هذا الاتجاه قد يستمر في المدى القصير، مع بقاء سعر الين تحت الضغط.
أداء الشركات الفردية في السوق الياباني
سجل 133 شركة مكاسب على مؤشر “نيكاي” بينما انخفضت أسعار 89 شركة أخرى. كانت شركة “ريزوناك هولدينغز” للكيماويات هي الأكبر ربحاً، حيث ارتفع سهمها بنسبة 8.3%، تليها شركة “سومكو” المتخصصة في إنتاج رقائق السيليكون بنسبة 8%.
في المقابل، كانت شركة “شيفت” لخدمات اختبار البرمجيات وشركة “نيتوري هولدينغز” لبيع الأثاث هما الأكثر تضرراً، حيث انخفض سهم الأولى بنسبة 4.6% والثانية بنسبة 4.3%. تعكس هذه التغيرات في أداء الشركات المختلفة تنوع القطاعات الاقتصادية في اليابان.
ويرى محلل الأسهم في “نومورا سيكيوريتيز” ماكي ساوادا أن المكاسب التي حققتها الأسهم الأمريكية في الأسبوع الماضي، مدفوعة بالأخبار الإيجابية عن أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي، قد انتقلت إلى السوق الياباني. ويشير إلى أن هذه الزخم الإيجابي قد يستمر في الأيام القادمة.
كما يساهم ارتفاع أسعار النفط العالمية في تعزيز أداء بعض القطاعات في الاقتصاد الياباني، مثل قطاع الطاقة. ومع ذلك، يجب مراقبة تأثير ارتفاع أسعار الطاقة على التضخم ووضع المستهلكين. (وفقاً لتقرير صادر عن وزارة الاقتصاد اليابانية)
وتشير التقديرات الأولية إلى أن الاستثمار الأجنبي المباشر في اليابان قد يشهد زيادة ملحوظة في الربع الحالي، مدفوعاً بالفرص المتاحة في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. هذا التدفق للاستثمار يمكن أن يساعد في تعزيز النمو الاقتصادي و خلق فرص عمل جديدة. (استنادًا إلى بيانات من بنك اليابان)
في الختام، من المتوقع أن يستمر مؤشر “نيكاي 225” في التأثر بمجموعة من العوامل، بما في ذلك أداء الاقتصاد العالمي، وتطورات التكنولوجيا، وسياسات بنك اليابان. يجب على المستثمرين مراقبة هذه العوامل عن كثب لفهم المخاطر والفرص المحتملة في السوق الياباني. وستتحدد الصورة بشكل أوضح مع صدور البيانات الاقتصادية المقبلة في نهاية الشهر الحالي.
