أعلنت مؤسسة مورغان ستانلي عن تعديلات في توقعاتها لأسعار المعادن الصناعية الرئيسية، بما في ذلك الألومنيوم، والزنك، والنيكل، والرصاص، وذلك للعام 2026. وتستند هذه التعديلات إلى توقعات بتحسن الأوضاع الاقتصادية العالمية، وانخفاض محتمل لأسعار الفائدة، وتزايد الاهتمام بالاستثمار في الأصول الحقيقية كتحوط ضد التضخم. وتشير التوقعات إلى تباين في أداء هذه المعادن، مع توقعات بارتفاع أسعار بعضها وثبات أو انخفاض أسعار البعض الآخر.
جاء هذا الإعلان يوم الثلاثاء، ويأتي في ظل تقلبات أسعار المعادن العالمية بسبب عوامل جيوسياسية واقتصادية متعددة. وتعتبر هذه التوقعات مهمة للمستثمرين والشركات العاملة في قطاع التعدين والمعادن، حيث تساعدهم على اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.
توقعات أسعار الألومنيوم: ارتفاع مع الطلب المتزايد
تتوقع مورغان ستانلي أن يشهد سعر الألومنيوم ارتفاعًا ملحوظًا ليصل إلى 3,250 دولارًا للطن بحلول الربع الثاني من عام 2026. ويعزى هذا الارتفاع إلى توقعات بتجاوز الطلب على الألومنيوم للعرض المتاح، مدفوعًا بالنمو في قطاعات مثل البناء والنقل. بالإضافة إلى ذلك، يشير مؤشر نسبة النحاس إلى الألومنيوم إلى وجود مساحة لمزيد من الارتفاع في الأسعار.
العوامل المؤثرة في سعر الألومنيوم
تعتبر الصين أكبر مستهلك للألومنيوم في العالم، وأي تغييرات في الطلب الصيني يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الأسعار العالمية. كما أن التطورات في تكنولوجيا إعادة التدوير قد تؤثر على العرض المتاح من الألومنيوم الثانوي.
الزنك: توقعات بانخفاض معتدل في الأسعار
في المقابل، تتوقع مورغان ستانلي انخفاضًا طفيفًا في أسعار الزنك لتصل إلى 2,900 دولار للطن في عام 2026. ويعزى هذا الانخفاض إلى توقعات بتعافي المخزونات في بورصة لندن للمعادن نتيجة لزيادة صادرات الصين من الزنك واستمرار نمو إنتاج المناجم.
النيكل والرصاص: ضغوط العرض والطلب
تتوقع المؤسسة أن ينخفض سعر النيكل إلى حوالي 15,500 دولار للطن، مع توازن نمو الطلب مع العرض. ومع ذلك، تشير إلى أن التغييرات في السياسات في إندونيسيا قد تشكل مخاطر على العرض، بينما قد يؤدي فقدان الحصة السوقية في بطاريات السيارات الكهربائية إلى الحد من الطلب. أما بالنسبة للرصاص، فيتوقع البنك متوسط سعر يزيد قليلاً على 2,000 دولار للطن مع وجود فائض في المخزونات المرتفعة.
النحاس: عجز متوقع في العرض
تتوقع مورغان ستانلي أن يشهد النحاس عجزًا في العرض بقيمة 260,000 طن في عام 2025 و600,000 طن في عام 2026. ويعزى هذا العجز إلى انخفاض المخزونات خارج الولايات المتحدة، واحتمال تقلصها إذا استمرت أمريكا في استيراد المعدن. بالإضافة إلى ذلك، يتجاوز الطلب على النحاس في مراكز البيانات نمو العرض، مما يزيد من الضغط على الأسعار. يعتبر النحاس من المعادن الأساسية في التحول نحو الطاقة المتجددة، مما يزيد من أهميته الاستراتيجية.
الاستثمار في المعادن يمثل جزءًا هامًا من استراتيجيات التنويع للمستثمرين، خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية. وتعتبر هذه التوقعات بمثابة إشارة للمستثمرين لتقييم محافظهم الاستثمارية وتعديلها وفقًا لهذه التوقعات.
من المتوقع أن تواصل مورغان ستانلي مراقبة تطورات أسواق المعادن عن كثب، وتقديم تحديثات دورية لتوقعاتها. وسيكون من المهم متابعة التطورات الاقتصادية والجيوسياسية التي قد تؤثر على أسعار المعادن، مثل التوترات التجارية، والتغيرات في السياسات الحكومية، والابتكارات التكنولوجية. كما يجب مراقبة بيانات العرض والطلب الفعلية لتقييم دقة هذه التوقعات.
