أعلنت مايكروسوفت، عملاق التكنولوجيا العالمي، عن سلسلة من التحديثات الهامة المتعلقة بخططها الاستثمارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات جديدة لدعم التحول الرقمي في المنطقة. جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحفي عقدته الشركة في دبي يوم الثلاثاء، حيث تم التركيز على التوسع في مراكز البيانات والبنية التحتية السحابية. وتأتي هذه الخطوات في إطار سعي مايكروسوفت لتعزيز مكانتها في الأسواق الناشئة وتلبية الطلب المتزايد على خدماتها.

تستثمر الشركة ما يقارب 1.7 مليار دولار في البنية التحتية السحابية في المنطقة، مع التركيز بشكل خاص على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وتهدف هذه الاستثمارات إلى توفير خدمات سحابية موثوقة وآمنة للشركات والمؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى دعم الابتكار والنمو الاقتصادي. وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية أوسع لـ مايكروسوفت لتقديم حلول رقمية متكاملة.

توسع مايكروسوفت في البنية التحتية السحابية بالشرق الأوسط

يأتي التوسع في البنية التحتية السحابية من مايكروسوفت استجابة للطلب المتزايد على خدمات الحوسبة السحابية في المنطقة. وفقًا لتقرير صادر عن شركة Gartner، من المتوقع أن ينمو سوق الحوسبة السحابية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعدل سنوي مركب يبلغ 20٪ خلال السنوات الخمس القادمة. هذا النمو مدفوع بالتحول الرقمي المتسارع الذي تشهده المنطقة، بالإضافة إلى الحاجة إلى حلول مرنة وقابلة للتطوير.

مراكز البيانات الجديدة

تخطط مايكروسوفت لإنشاء مراكز بيانات جديدة في كل من الرياض وأبوظبي. ستوفر هذه المراكز خدمات Azure السحابية للعملاء في المنطقة، مما يقلل من زمن الوصول ويحسن الأداء. كما ستساعد في ضمان الامتثال للوائح المحلية المتعلقة بتخزين البيانات وحمايتها. وتعتبر هذه المراكز جزءًا من شبكة عالمية تضم أكثر من 60 منطقة Azure حول العالم.

الشراكات الاستراتيجية

تعمل مايكروسوفت بشكل وثيق مع الحكومات والشركات المحلية لتطوير وتنفيذ مبادرات التحول الرقمي. على سبيل المثال، أبرمت الشركة شراكة مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية لإطلاق برنامج تدريبي يهدف إلى تأهيل 100 ألف شاب سعودي في مجال الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات. بالإضافة إلى ذلك، تتعاون مايكروسوفت مع شركات مثل STC في السعودية و Etisalat في الإمارات لتقديم حلول سحابية متكاملة.

بالإضافة إلى الاستثمار في البنية التحتية السحابية، تلتزم مايكروسوفت بتعزيز مهارات القوى العاملة المحلية. وتقدم الشركة مجموعة واسعة من البرامج التدريبية والشهادات المهنية في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، وتحليل البيانات. تهدف هذه البرامج إلى تمكين الأفراد والشركات من الاستفادة الكاملة من التكنولوجيا الرقمية.

ومع ذلك، يواجه التوسع السريع لـ مايكروسوفت في المنطقة بعض التحديات. أحد هذه التحديات هو المنافسة الشديدة من الشركات الأخرى العاملة في مجال الحوسبة السحابية، مثل Amazon Web Services و Google Cloud. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى معالجة المخاوف المتعلقة بأمن البيانات والخصوصية، وضمان الامتثال للوائح المحلية.

في المقابل، يرى محللون أن استثمارات مايكروسوفت في المنطقة ستساهم في تعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي. وتشير التقديرات إلى أن هذه الاستثمارات ستخلق آلاف الوظائف الجديدة، وتزيد من الناتج المحلي الإجمالي للدول المستضيفة. كما ستساعد في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المنطقة. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة إشارة إيجابية للمستثمرين الأجانب، مما يدل على الثقة في مستقبل المنطقة.

تعتبر مبادرات مايكروسوفت في مجال الأمن السيبراني ذات أهمية خاصة في المنطقة. وتقدم الشركة حلولًا متقدمة لحماية الشركات والمؤسسات الحكومية من الهجمات الإلكترونية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل مايكروسوفت بشكل وثيق مع الحكومات المحلية لتعزيز القدرات الأمنية السيبرانية. وتشمل هذه الجهود تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتوفير التدريب المتخصص، وتطوير استراتيجيات الأمن السيبراني الوطنية. وتعتبر هذه الجهود ضرورية لحماية البنية التحتية الحيوية والبيانات الحساسة.

بالإضافة إلى ذلك، تولي مايكروسوفت اهتمامًا خاصًا بالاستدامة البيئية. وتلتزم الشركة بتقليل بصمتها الكربونية، واستخدام الطاقة المتجددة في مراكز البيانات الخاصة بها. كما تعمل مايكروسوفت على تطوير حلول رقمية تساعد الشركات والمؤسسات على تقليل استهلاك الطاقة والموارد. وتعتبر هذه الجهود جزءًا من التزام الشركة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وتشمل هذه الأهداف حماية البيئة، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، وتحسين جودة الحياة.

من المتوقع أن تعلن مايكروسوفت عن تفاصيل إضافية حول خططها الاستثمارية في المنطقة خلال الأشهر القادمة. وتشمل هذه التفاصيل تواريخ افتتاح مراكز البيانات الجديدة، وشروط الشراكات الاستراتيجية، ومحتوى البرامج التدريبية. كما من المتوقع أن تركز الشركة على تطوير حلول رقمية مخصصة لتلبية احتياجات الأسواق المحلية. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض أوجه عدم اليقين، مثل التطورات الجيوسياسية والتغيرات في اللوائح المحلية، والتي قد تؤثر على خطط الشركة.

شاركها.