:
تواجه صفقة بيع محتملة لسلسلة المقاهي البريطانية “كوستا كوفي” لصالح شركة كوكاكولا الأميركية عقبات كبيرة، وتهدد بالانهيار. وتجري كوكاكولا حاليًا مفاوضات مكثفة مع شركة الاستثمار المباشر TDR Capital في محاولة أخيرة لإنقاذ الصفقة، وذلك بعد أربع سنوات من استحواذها على “كوستا كوفي” بقيمة 5.1 مليار دولار. هذه التطورات تلقي بظلالها على مستقبل سلسلة مقاهي كوستا كوفي في ظل التغيرات الاقتصادية.
وتأتي هذه المفاوضات في وقت حرج، حيث تشير التقارير إلى وجود خلافات حول تقييم الصفقة وشروطها النهائية. وتُعقد الاجتماعات الحاسمة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقًا لمصادر مطلعة، في محاولة لتجاوز هذه العقبات وإتمام عملية البيع. الوضع الحالي يثير تساؤلات حول استراتيجية كوكاكولا في قطاع القهوة.
استحواذ كوكاكولا على كوستا كوفي: نظرة عامة
في عام 2019، أعلنت شركة كوكاكولا عن استحواذها على “كوستا كوفي”، وهي واحدة من أكبر سلاسل المقاهي في العالم، في صفقة بلغت قيمتها حوالي 5.1 مليار دولار. كان الهدف من هذه الخطوة هو تنويع محفظة كوكاكولا وتقليل الاعتماد على المشروبات الغازية، بالإضافة إلى دخول سوق القهوة العالمي المتنامي بقوة. “كوستا كوفي” لديها حضور قوي في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، وتعمل أيضًا على توسيع نطاقها من خلال ماكينات القهوة في المتاجر ومحطات الوقود.
تحديات ما بعد الاستحواذ
لم يكن الاستحواذ على “كوستا كوفي” خاليًا من التحديات. فقد واجهت كوكاكولا ضغوطًا متزايدة لتحسين الكفاءة وخفض التكاليف، خاصة في ظل التغيرات في عادات المستهلكين وتفضيلهم للمشروبات الصحية. بالإضافة إلى ذلك، أثرت جائحة كوفيد-19 بشكل كبير على قطاع الضيافة والمقاهي، مما أدى إلى انخفاض الإيرادات وتعطيل العمليات.
وقد أدت هذه العوامل إلى إعادة تقييم كوكاكولا لاستراتيجيتها المتعلقة بالأصول غير الأساسية، وبدأت في استكشاف خيارات للتخارج من “كوستا كوفي”.
أسباب تعثر صفقة البيع المحتملة
تتعدد الأسباب التي أدت إلى تعثر صفقة البيع المحتملة. أولاً، يشهد قطاع الضيافة والمطاعم تباطؤًا ملحوظًا في عمليات الاستحواذ بسبب ارتفاع أسعار الفائدة وتشديد شروط التمويل. هذا يجعل من الصعب على المشترين المحتملين الحصول على التمويل اللازم لإتمام الصفقات.
ثانيًا، هناك خلافات حول تقييم “كوستا كوفي”. قد ترى TDR Capital أن قيمة الشركة أقل من التقديرات التي قدمتها كوكاكولا، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
ثالثًا، قد تكون هناك خلافات حول شروط الصفقة، مثل الضمانات والمسؤوليات.
بالإضافة إلى ذلك، يشير بعض المحللين إلى أن كوكاكولا قد تكون غير مستعدة لبيع “كوستا كوفي” بسعر أقل من الذي دفعته في عام 2019، حتى لو كان ذلك يعني تأخير عملية البيع. هذا يعكس رغبة الشركة في الحفاظ على قيمة استثمارها.
تأثيرات محتملة على سوق القهوة
إذا فشلت صفقة البيع، فمن المرجح أن تستمر كوكاكولا في إدارة “كوستا كوفي” كجزء من محفظتها. قد يؤدي ذلك إلى استمرار الاستثمار في تطوير العلامة التجارية وتوسيع نطاقها العالمي.
في المقابل، إذا تم بيع “كوستا كوفي” لشركة TDR Capital، فقد يؤدي ذلك إلى تغييرات في استراتيجية الشركة. قد تركز TDR Capital على تحسين الكفاءة وخفض التكاليف، أو قد تسعى إلى توسيع نطاق الشركة في أسواق جديدة.
من الناحية الأوسع، قد يؤثر هذا التطور على ديناميكيات سوق القهوة العالمي. فقد يؤدي إلى زيادة المنافسة بين سلاسل المقاهي، أو قد يؤدي إلى تغييرات في عادات المستهلكين. الاستثمار في سوق القهوة لا يزال جاذبًا للعديد من الشركات.
ويرى خبراء الاستثمار في المقاهي أن هذه الصفقة تمثل اختبارًا لقدرة كوكاكولا على التكيف مع التغيرات في السوق وتحقيق عوائد مجدية من استثماراتها.
الخطوات التالية والمستقبل المجهول
من المتوقع أن يتم حسم مصير صفقة البيع خلال الأيام القليلة القادمة، مع استمرار المفاوضات بين كوكاكولا و TDR Capital. سيكون من المهم مراقبة التطورات عن كثب، بما في ذلك أي تغييرات في شروط الصفقة أو أي تدخل من أطراف أخرى.
في الوقت الحالي، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الصفقة ستنجح أم لا. هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على النتيجة النهائية، بما في ذلك الظروف الاقتصادية العالمية، وموقف كوكاكولا و TDR Capital، وأي تطورات غير متوقعة.
سيظل مستقبل “كوستا كوفي” معلقًا حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي أو حتى تعلن كوكاكولا عن إنهاء المفاوضات.
