يجتمع حاملو سندات شركة “فانكي” الصينية اليوم الأربعاء لمناقشة خطة تمديد آجال السداد، في محاولة يائسة من شركة التطوير العقاري المتعثرة لتجنب التخلف عن السداد. تواجه “فانكي” ضغوطاً متزايدة بسبب أزمة الديون التي تعاني منها، وتسعى للحصول على موافقة الدائنين لتأجيل سداد سندات بقيمة ملياري يوان (حوالي 283 مليون دولار) حتى 15 ديسمبر. هذه الخطوة تعتبر حاسمة لمستقبل الشركة في ظل تدهور الأوضاع المالية.

تأتي هذه الجهود في وقت حرج بالنسبة لقطاع العقارات الصيني، الذي يواجه تحديات كبيرة منذ سنوات. تعتبر “فانكي” من بين عدد قليل من كبار المطورين الذين لم يتخلفوا عن سداد ديونهم حتى الآن، مما يجعل وضعها الحالي موضع تركيز كبير من قبل المستثمرين والجهات الرقابية.

ضغوط الديون على شركة “فانكي”

تعتمد “فانكي” بشكل كبير على دعم المساهم الأكبر، وهي شركة “شينزن مترو غروب”، التي قدمت قروضاً للمساهمين بقيمة تزيد عن 30 مليار يوان. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن “شينزن مترو غروب” بدأت تشدد شروط التمويل، مما أدى إلى انخفاض حاد في أسعار سندات “فانكي”.

تواجه الشركة تحديات كبيرة في سداد ديونها القادمة. فقد أشارت البيانات إلى وجود سندات عامة بقيمة 13.4 مليار يوان تستحق أو قد تخضع لضغوط استرداد مبكر بحلول منتصف عام 2026. هذا الأمر يزيد من المخاوف بشأن قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها المالية.

في البداية، اقترحت “فانكي” تمديد فترة السداد لمدة 12 شهراً دون دفع أي مبالغ نقدية إضافية. لكن، ووفقاً لمصادر مطلعة، تواصلت الشركة مع بعض حاملي السندات يوم الثلاثاء، وأبدت استعدادها لدفع جزء من الفوائد المستحقة، دون تحديد المبلغ بدقة. هذا التغيير في الموقف يعكس محاولة من “فانكي” لتهدئة مخاوف الدائنين.

بالإضافة إلى ذلك، سيتمكن حاملو السندات من التصويت على مقترحين آخرين يتضمنان شروطاً أكثر ملاءمة، مثل دفع الفوائد في مواعيدها وإضافة أدوات لتعزيز التصنيف الائتماني للشركة. لم يتم بعد توضيح ما إذا كانت هذه المقترحات الإضافية مقدمة من “فانكي” نفسها أو من قبل الدائنين.

مخاوف المستثمرين وتأثيرها المحتمل

عقد اجتماع يوم الأحد في بكين بين مسؤولي “فانكي” وبعض حاملي السندات، حيث أعرب المستثمرون عن قلقهم العميق بشأن خطة تمديد السداد. طلب المسؤولون من مدينة شينزن، التي قدمت دعماً مالياً سابقاً للشركة، تفهم الوضع المالي الصعب الذي تمر به “فانكي”.

حذر بعض المستثمرين من أن أي تخلف عن السداد من جانب “فانكي” قد يؤدي إلى أزمة نظامية أوسع نطاقاً، نظراً لأهمية الشركة بالنسبة للاقتصاد المحلي لمدينة شينزن. ويرى هؤلاء أن الوضع يتطلب حلاً سريعاً وفعالاً لتجنب أي تداعيات سلبية.

من جهتها، أعربت وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني عن قلقها بشأن الوضع، مشيرة إلى أن أي تخلف عن السداد قد يزيد من هشاشة الثقة في سوق العقارات الصيني، ويؤثر على شركات التطوير الأخرى التي تعاني من صعوبات مالية. وتعتبر “فيتش” أن استقرار قطاع العقارات أمر بالغ الأهمية للاقتصاد الصيني.

في تطور آخر، طلبت “فانكي” من حاملي سندات محلي أخرى، مستحقة في 28 ديسمبر، الموافقة على تمديد أجل السداد. ومن المقرر أن تعقد الشركة اجتماعاً مع هؤلاء الدائنين في 22 ديسمبر لمناقشة هذا المقترح. كما قررت “فانكي” عدم تفعيل حقها في استرداد سند بقيمة 1.1 مليار يوان قبل موعد استحقاقه.

الوضع المالي لشركة “فانكي” يظل معقداً وغير مؤكد. النتيجة النهائية للتصويت على خطة تمديد السداد ستكون حاسمة لمستقبل الشركة. يجب على المستثمرين ومراقبي السوق متابعة التطورات عن كثب، خاصةً أي تغييرات في موقف شركة “شينزن مترو غروب” أو أي تدخل من قبل الجهات الحكومية. من المتوقع أن يتم الإعلان عن نتائج التصويت يوم الجمعة، مما قد يحدد مسار الشركة في الأشهر المقبلة.

شاركها.