طلبت شركة “فانكي” العقارية الصينية، مؤخرًا، تأجيل سداد سند محلي إضافي بقيمة 3.7 مليار يوان، ما يعكس تصاعد الأزمة المالية التي تواجهها الشركة. يأتي هذا الإجراء في أعقاب محاولات سابقة لتمديد آجال السداد، ويثير مخاوف متزايدة بشأن قدرة إحدى أكبر شركات التطوير العقاري في الصين على الوفاء بالتزاماتها. الأمر الذي يضع مصير عقارات الصين تحت المجهر.

الطلب الجديد، المقدم إلى مركز المقاصة في شنغهاي، يتعلق بسند يستحق في 28 ديسمبر. وستعقد “فانكي” اجتماعًا مع حاملي السندات في 22 ديسمبر لمناقشة هذا المقترح، وفقًا لوثيقة رسمية. هذا التطور يضاف إلى سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها الشركة في محاولة لتخفيف الضغط على تدفقاتها النقدية.

تصاعد الضغوط المالية على فانكي وعقارات الصين

تواجه “فانكي” ضغوطًا مالية متزايدة في الأشهر الأخيرة، وتتجسد هذه الضغوط في محاولاتها المتكررة لتأجيل سداد الديون. على الرغم من اعتبارها في السابق من بين أكثر الشركات العقارية استقرارًا في الصين، إلا أن الشركة تواجه الآن تحديات كبيرة في تلبية التزاماتها المالية. يمثل هذا السيناريو اختبارًا حقيقيًا للدعم الحكومي لقطاع العقارات الصيني.

تحديات الديون والاستحقاقات القادمة

تشير التقارير إلى أن “فانكي” لديها سندات بقيمة 13.4 مليار يوان تقترب من تاريخ الاستحقاق أو تخضع لضغوط الاسترداد بحلول منتصف عام 2026. هذا الأمر يزيد من تعقيد الوضع المالي للشركة ويتطلب حلولًا سريعة وفعالة. أزمة العقارات في الصين تضع حدودًا لقدرة الشركات على إعادة الهيكلة.

وافقت شركة “شنزن مترو غروب” (Shenzhen Metro Group)، وهي المساهم الأكبر في “فانكي”، على تقديم خط تمويل بقروض للمساهمين بقيمة تزيد عن 30 مليار يوان. ومع ذلك، أشارت تقارير إلى أن الشركة المعدلة قد شددت لاحقًا شروط التمويل، مما يشير إلى تحول في نهجها تجاه دعم “فانكي”.

وفقًا لمصادر في السوق، فقد رفض اثنان على الأقل من كبار المقرضين المحليين طلبات “فانكي” للحصول على قروض قصيرة الأجل تهدف إلى مساعدة الشركة في سداد سندات اليوان المستحقة. هذا الرفض يُظهر مدى الحذر الذي يتبعه البنوك في التعامل مع الشركات العقارية المتعثرة.

يُذكر أن هذا الإعلان يأتي بعد أيام من الاضطرابات التي تسببت فيها خطة الشركة السابقة لتمديد أجل سند بقيمة ملياري يوان. هذا القرار أثار قلق المستثمرين وهز أسواق الائتمان والأسهم، مما زاد من الضغوط على “فانكي”.

تسعى الحكومة الصينية إلى تحقيق توازن دقيق بين إنعاش سوق العقارات المتضرر وتجنب عمليات الإنقاذ التي قد تشجع على المخاطرة المفرطة. إعادة هيكلة الديون هي أحد الخيارات التي يتم بحثها، لكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب تعقيد الوضع المالي للشركات العقارية.

يرى محللون أن مشكلات ديون “فانكي” ليست مجرد مشكلة خاصة بالشركة، بل هي مؤشر على التحديات الأوسع التي تواجه قطاع العقارات في الصين. فقد أدت القيود التنظيمية وتشديد السياسات النقدية إلى تباطؤ النمو في هذا القطاع وتراكم الديون لدى العديد من الشركات.

تحظى الاستثمارات العقارية في الصين بمتابعة دقيقة من قبل الأسواق العالمية، حيث أن أي تطورات سلبية في هذا القطاع قد يكون لها تداعيات واسعة النطاق. وبالتالي، فإن مستقبل “فانكي” وقدرتها على حل أزمتها المالية سيكون له تأثير كبير على ثقة المستثمرين في السوق الصينية بشكل عام.

من المتوقع أن يشهد اجتماع حاملي السندات في 22 ديسمبر مناقشات حادة حول مقترح “فانكي” لتأجيل السداد. النتيجة النهائية لهذا الاجتماع ستكون حاسمة في تحديد مسار الشركة ومستقبلها. من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان حاملو السندات سيوافقون على المقترح، أم أنهم سيسعون إلى خيارات أخرى مثل التفاوض على شروط أكثر تفضيلاً أو اتخاذ إجراءات قانونية.

شاركها.