توقعت شركة سيمنز إنرجي، وهي من كبرى شركات الطاقة العالمية، أن تتكبد رسومًا أمريكية على وارداتها خسائر مالية تقدر بنحو 100 مليون يورو في العام المقبل. يمثل هذا المبلغ انخفاضًا مقارنة بالـ 200 مليون يورو التي تكبدتها الشركة في العام الحالي. وتأتي هذه التوقعات في ظل التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتأثيرها على قطاع الطاقة العالمي. هذه الرسوم تؤثر بشكل مباشر على أرباح سيمنز إنرجي وخططها المستقبلية.
أعلنت الشركة عن هذه التوقعات خلال إعلانها عن نتائجها المالية للربع الرابع، حيث أشارت إلى أنها ستدفع أرباحًا للمساهمين للمرة الأولى منذ أربع سنوات. بالإضافة إلى ذلك، رفعت الشركة أهدافها متوسطة الأجل للعام 2028، مما يعكس ثقتها في قدرتها على التكيف مع التحديات الاقتصادية والسياسية الحالية. من المتوقع أن يساهم هذا الإعلان في ارتفاع أسهم الشركة في بداية التداول.
تأثير الرسوم الأمريكية على أرباح سيمنز إنرجي
أثرت الرسوم الأمريكية على مبيعات سيمنز إنرجي العالمية، مع توقعات بأن تستمر هذه التأثيرات في المستقبل. على الرغم من هذه التحديات، تمكنت الشركة من تحقيق نمو في مبيعاتها بنسبة 3٪ لتصل إلى 21.43 مليار يورو في الربع الرابع. ومع ذلك، لم يكن صافي الدخل على نفس القدر من القوة، حيث سجل 1.84 مليار يورو، وهو أقل من التقديرات السابقة البالغة 2.18 مليار يورو.
نتائج الربع الرابع وتوزيع الأرباح
أظهرت نتائج الربع الرابع أن الأرباح الصناعية للشركة بلغت 3.19 مليار يورو، بزيادة قدرها 2٪ على أساس سنوي. هذا النمو يعزى إلى عدة عوامل، بما في ذلك الطلب المتزايد على حلول الطاقة المستدامة والتحول الرقمي في قطاع الطاقة. كما أعلنت سيمنز إنرجي عن خطط لتقليل حصتها في شركة سيمنس هيلثينيرز للأجهزة الطبية، مما قد يؤثر على هيكل أعمالها في المستقبل القريب.
قرار توزيع الأرباح للمرة الأولى منذ أربع سنوات يعكس الاستقرار المالي للشركة وثقتها في أدائها المستقبلي. ويعتبر هذا الإجراء بمثابة إشارة إيجابية للمستثمرين، الذين قد يرون في سيمنز إنرجي فرصة استثمارية واعدة. هذا التحول في سياسة الأرباح يساهم أيضًا في تعزيز جاذبية الشركة في الأسواق المالية.
الشركة تواجه تحديات في ظل ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الخام، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية المتزايدة. ومع ذلك، تعمل سيمنز إنرجي باستمرار على تطوير تقنيات جديدة وتحسين كفاءة عملياتها لمواجهة هذه التحديات والحفاظ على مكانتها الرائدة في السوق. هذه الجهود تعزز من قدرتها التنافسية في قطاع الطاقة المتغير.
بالإضافة إلى الرسوم الأمريكية، تواجه الشركة تحديات أخرى تتعلق بتأمين سلاسل الإمداد الخاصة بها، خاصةً في ظل الظروف العالمية الحالية. ذكرت ماريا فيرارو، مديرة الشؤون المالية في المجموعة، أن الشركة تتوقع أن يكون المبلغ المراد دفعه كرسوم أمريكية أقل في العام المقبل، ولكنه سيظل في نطاق المئات من الملايين من اليوروهات. وهذا يشير إلى أن الشركة تتوقع استمرار هذه الرسوم، ولكنها تأمل في تخفيف تأثيرها من خلال استراتيجيات مختلفة.
تعتبر سيمنز إنرجي لاعبًا رئيسيًا في مجال الطاقة المتجددة، وتسعى إلى توسيع نطاق أعمالها في هذا القطاع. وتستثمر الشركة بشكل كبير في تطوير تقنيات جديدة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى تقنيات تخزين الطاقة. هذه الاستثمارات تهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة والمساهمة في تحقيق أهداف الاستدامة العالمية.
يُظهر الارتفاع المتوقع في أسهم الشركة قبل بدء التداول (9.5%)، رد فعل إيجابي من المستثمرين على النتائج المالية القوية والأهداف المستقبلية الطموحة. يُعتبَر هذا الارتفاع بمثابة دليل على الثقة في أداء سيمنز وقدرتها على تحقيق النمو المستدام. ومن الجدير بالذكر أن هذا الارتفاع يأتي بعد خمس سنوات من انفصال الشركة عن سيمنس إيه جي.
في الختام، تتوقع سيمنز إنرجي استمرار تأثير الرسوم الأمريكية على وارداتها في العام المقبل، على الرغم من توقعها بانخفاض المبلغ الإجمالي. ستراقب الشركة عن كثب التطورات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى أداء أسواق الطاقة العالمية، لتقييم تأثير هذه العوامل على نتائجها المالية المستقبلية. من المتوقع أن تعلن الشركة عن المزيد من التفاصيل حول استراتيجيتها للتخفيف من تأثير الرسوم الأمريكية خلال مؤتمر المستثمرين القادم.
