أبدى الملياردير المصري نجيب ساويرس تقييمه لتجربته الاستثمارية في العراق بأنها “صعبة” نظراً للظروف السياسية الراهنة، وذلك على الرغم من استمرار شركته “أورا ديفلوبرز” في تطوير مدينة الورد السكنية الضخمة باستثمارات تتجاوز 11 مليار دولار. جاءت تصريحات ساويرس خلال مشاركته في المؤتمر السنوي لجريدة “حابي” في القاهرة، حيث كشف عن حجم استثمارات مجموعته في كل من الإمارات والعراق، مما يدفعه إلى النظر في طرح الشركة في بورصة إقليمية لتعزيز النمو.
تحديات الاستثمار في سوق العقارات العراقية
يعود ساويرس إلى السوق العراقية بعد أكثر من عقدين من التخارج من قطاع الاتصالات عبر شبكة “عراقنا”. أعلن عن مشروعه العقاري الأول في العراق بعد لقائه برئيس الوزراء محمد شياع السوداني في عام 2023، مما يعكس اهتماماً متزايداً بالاستثمار في هذا السوق الناشئ. ومع ذلك، أشار ساويرس إلى أن البيئة السياسية المعقدة تمثل تحدياً كبيراً للمستثمرين.
بالتوازي مع استثماراته في العراق، تواصل مجموعة ساويرس البحث عن فرص توسع عقاري جديدة في الإمارات العربية المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الشركة على تعزيز تواجدها في قطاع الطاقة النظيفة في المغرب، مما يدل على تنويع استراتيجي في محفظة الاستثمارات الإقليمية.
منافسة متزايدة في السوق العقارية
لا يقتصر اهتمام المستثمرين بالقطاع العقاري العراقي على مجموعة ساويرس. ففي مايو الماضي، أعلنت “مجموعة طلعت مصطفى القابضة”، وهي من أكبر شركات التطوير العقاري في مصر، عن توقيع مذكرة تفاهم لتطوير مدينة مستدامة متعددة الاستخدامات في العراق باستثمارات تقدر بـ 17 مليار دولار. هذا يشير إلى وجود زخم متزايد في الاستثمار العقاري في العراق، مدفوعاً بالطلب المتزايد على المساكن والبنية التحتية الحديثة.
جهود لتنشيط سوق العقارات في مصر
على الصعيد المحلي، أعرب ساويرس عن استعداده للمشاركة في مبادرات تهدف إلى تنشيط سوق العقارات المصري. أشار إلى أنه سيعقد اجتماعاً مع المطورين العقاريين، ورئيس مجلس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي لمناقشة الإجراءات اللازمة لتحفيز القطاع.
سبق لساويرس أن انتقد فرض رسوم إضافية على المشاريع العقارية في مناطق الساحل الشمالي وطريق مصر-الإسكندرية الصحراوي، واصفاً إياها بأنها غير قانونية. وأوضح أن هوامش الربح في هذا القطاع ضئيلة، حيث لا تتجاوز 1-2% من حجم المبيعات، بل وتتعرض بعض الشركات للخسائر.
فرص استثمارية في الأصول الحكومية
يرى ساويرس أن الأصول الحكومية، مثل المباني القديمة والأراضي في وسط القاهرة وعلى ضفاف النيل، تمثل فرصاً استثمارية واعدة. وشدد على أهمية طرح هذه الأصول بأسعار معقولة وبوتيرة أسرع لجذب الاستثمارات العربية والأجنبية، مما قد يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي في مصر.
استثمارات في البنية التحتية والطيران
بالإضافة إلى العقارات، أبدى ساويرس اهتماماً بالاستثمار في قطاع البنية التحتية، وخاصة المطارات. أعرب عن رغبته في المنافسة على إدارة وتشغيل مطار الغردقة بالشراكة مع شركة أوروبية، وكذلك التقدم لإدارة مطار الأقصر في حال طرحه للاستثمار. تأتي هذه الخطوة في إطار توجه أوسع للاستثمار في أصول النقل والخدمات في مصر.
أعلنت وزارة الطيران المدني المصرية مؤخراً عن فتح باب التقديم للشركات والتحالفات الراغبة في إدارة وتشغيل مطار الغردقة الدولي. وتشير هذه الخطوة إلى سعي الحكومة المصرية لتعزيز كفاءة المطارات وتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين.
كما كشف ساويرس عن استثمارات بقيمة 1.5 مليار جنيه في تطوير منطقة الأهرامات، من خلال شركة “أوراسكوم بيراميدز”. وقد حصلت شركة “أو إس إل” التابعة للمجموعة على تمويل بقيمة 963 مليون جنيه من البنك التجاري الدولي-مصر لتطوير عروض الصوت والضوء في منطقة أهرامات الجيزة.
من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التطورات في ملف الاستثمارات العقارية والبنية التحتية في كل من العراق ومصر. وستكون متابعة الإجراءات الحكومية المتعلقة بطرح الأصول للاستثمار، والبيئة السياسية في العراق، من العوامل الرئيسية التي ستحدد مسار هذه الاستثمارات في المستقبل القريب.
