عقارات

زحف بطيء للأبراج السكنية والسياحية نحو المنطقة الشرقية في السعودية

تشهد المنطقة الشرقية ندرة نسبية في الأبراج السكنية والسياحية على الرغم من المشاريع التطويرية التي تشهدها المنطقة ، إذ أسهم التوجه العمراني التقليدي في انخفاض أعدادها إلى نحو 30 برجا بحسب خبراء تحدثوا لـ”الاقتصادية”.

المنطقة التي تمثل 26 % من مساحة السعودية بدأت مدنها مثل الدمام والخبر تشهد زيادة تدريجية في مشاريع الأبراج مع نمو سوق العقارات على حساب مبيعات الأراضي.

ويبدو أن طريق الخبر الدمام السريع بات أحد الطرق الرئيسية التي بدأت تتغير ملامح العمران فيها، باتجاه بناء أبراج سكنية وتجارية ذات طابع عصري حديث ولكنها لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، كما أن طولها لم يتجاوز 50 طابقا.

 مناطق أخرى قريبة من الواجهات البحرية في الشرقية بدأت تدير ظهرها على خجل للطابع العمراني التقليدي، فتشهد حاليا تشييد أبراج سكنية وتجارية لم تتضح ملامحها بعد.

ويرى عبدالله العوفي، مستثمر عقاري، أن المطورين يفضلون مشاريع الإسكان منخفضة التكلفة أو التطوير الصناعي والتجاري على حساب مشاريع الأبراج، إذ أن التوسع الأفقي في بناء الفلل والمباني منخفضة الارتفاع يتماشى مع الطابع العمراني التقليدي وثقافة السكان المحليين.

 أضاف “هذا التوجه العمراني التقليدي أسهم في انخفاض عدد الأبراج في المنطقة الشرقية إلى نحو 30 برجًا، مقارنة بما يزيد على 300 برج في الرياض وما بين 150 و200 برج في جدة، بحسب العوفي.

ويرى آخرون أن تحسن وسائل النقل العام في الرياض، مثل افتتاح مترو الرياض، يزيد الطلب على الأبراج السكنية والتجارية، ويعزز فرص الاستثمار العقاري، ويجعل كثير من المطورين العقاري والمستثمرين يفضلون الرياض كوجهة استثمارية محط للاستثمارات كونها أصبحت جاذبة لمقار الشركات العالمية.

كما أن الرياض باتت الآن مركزا لصناعة قطاع تنظيم المؤتمرات دولية والفعاليات السياحية الجاذبة للمستثمرين والسياح من داخل السعودية وخارجها ما يجعلهما محط جذب للسياحة والأعمال.

العوفي يشير إلى أن المنطقة الشرقية تتمتع بميزة جغرافية فريدة على الخليج العربي، ما يوفر فرصة لبناء مشاريع أبراج سكنية وسياحية، ومع ذلك، لا تزال المنطقة تفتقر إلى الأبراج ذات الطابع الذي يعزز مكانتها الفريدة في السياحة الخليجية والدولية.

حامد بن حمري رئيس لجنة التطوير العمراني والعقار في غرفة الشرقية، يقول إن وجود الأبراج لا علاقة له بالحراك الاقتصادي في أي مدينة فهناك مدن لا توجد بها أبراج شاهقة الارتفاع ولكنها تسهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي ولها تاثير إيجابي في النمو.

“الأبراج السكنية أو السياحية في مدن الشرقية تغطي حاجة المنطقة من الخدمات التي يحتاجها المستثمرين والسياح والزوار”، بحسب بن حمري الذي أكد أنه في حال دعت الضرورة لزيادة عدد الأبراج فإن المطورين المستثمرين العقاريين سيتجهون نحو بناء مزيد من الأبراج سواء كانت سكنية أو سياحية.

ويرى مستثمرون عقاريون أن المنطقة تعد مركزًا رئيسيًا للصناعات النفطية وهذه الأنشطة تحد من الطلب على الأبراج متعددة الاستخدامات.

يشار إلى أن أعلى برج في المنطقة الشرقية لا يتجاوز 44 طابقًا، ولا تقدم الأبراج الحالية متنفسًا كافيًا للسكان أو الزوار، كما يعزز استغلال الأراضي الشاسعة بالشكل الأمثل من جاذبية المنطقة كسوق عقاري وسياحي”، وفقا للعوفي.

ورغم الفجوة الحالية، يتوقع المختصون العقاريون أن تسهم التحسينات المستمرة في البنية التحتية في زيادة الاهتمام بمشاريع الأبراج السكنية والتجارية في المنطقة الشرقية. مع وجود رؤى طموحة لتطوير قطاع العقارات، قد تصبح المنطقة محطة جديدة للتوسع العمودي في المستقبل القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى