شهد سعر صرف الاليابان يين تقلبات طفيفة خلال تعاملات الجمعة، عقب قرار بنك اليابان برفع أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ سنوات. وانخفض اليين بشكل محدود أمام الدولار الأمريكي، لكن التغيرات الأكبر توقفت على الترقب بشأن الإشارات المستقبلية التي قد يقدمها بنك اليابان حول مسار السياسة النقدية. تراقب الأسواق عن كثب المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك كازو أويدا، بحثًا عن توضيحات حول إمكانية المزيد من الرفع في المستقبل.
انخفض اليين بنسبة 0.25% ليصل إلى 155.94 مقابل الدولار بعد رفع سعر الفائدة القياسي إلى 0.75% من 0.5%. هذا الإجراء، الذي كان متوقعًا على نطاق واسع، أدى إلى نشاط بيع فوري للعملة اليابانية. في المقابل، شهد اليورو والجنيه الإسترليني ارتفاعًا طفيفًا، حيث استقرا بالقرب من مستوياتهما السابقة للقرار.
تأثير قرار بنك اليابان على اليابان يين والأسواق العالمية
ويرى خبراء اقتصاديون أن رد فعل السوق يعكس حالة من عدم اليقين بشأن مدى استعداد بنك اليابان لمواصلة تشديد سياسته النقدية. على الرغم من الإجماع على أن رفع الفائدة كان ضروريًا لمواجهة ضغوط التضخم، إلا أن البنك لم يعطِ إشارات قوية تدل على التزامه بخطوات إضافية. يشير بارت واكاباياشي، مدير فرع طوكيو في بنك ستيت ستريت، إلى أن الوصول إلى مستوى فائدة أكثر حيادية قد يواجه صعوبات.
وأكد بنك اليابان في بيانه أن أسعار الفائدة الحقيقية لا تزال منخفضة بشكل ملحوظ، مؤكدًا التزامه بمواصلة تعديل سياسته النقدية بما يتماشى مع أداء الاقتصاد ومعدلات التضخم.
تباين أداء العملات الرئيسية
بينما تراجع الدولار مؤقتًا في وقت سابق من الليل بسبب بيانات التضخم الأمريكية المخيبة للآمال، سرعان ما استعاد عافيته مع ترقب المستثمرين تصريحات أويدا. كما استقر الجنيه الإسترليني بعد قرار بنك إنجلترا بخفض أسعار الفائدة إلى 3.75%، وذلك على الرغم من التصويت الضيق داخل البنك، مما قد يحد من إمكانية المزيد من التخفيضات.
أما اليورو، فقد بقي مستقرًا عند 1.1719 دولارًا أمريكيًا، متأثرًا بغياب رؤية واضحة من رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد. وأكدت لاغارد أن جميع الخيارات لا تزال مطروحة، وهو ما اعتبر بمثابة تهدئة للأصوات الأكثر تشددًا داخل البنك المركزي الأوروبي.
تحليل حديث لبنك أستراليا ونيوزيلندا يشير إلى أن التصريحات المتشددة السابقة من بعض المسؤولين الأوروبيين دفعت إلى إعادة تقييم مسار السياسة النقدية، لكن النبرة الأكثر حذرًا الأخيرة توحي بعدم وجود إجماع على رفع أسعار الفائدة مرة أخرى في الوقت الحالي.
تطورات أخرى في الأسواق العالمية
إلى جانب تحركات أسعار الفائدة، شهدت الأسواق العالمية تطورات سياسية واقتصادية أخرى. وقد قررت دول الاتحاد الأوروبي تخصيص أموال لتمويل دعم أوكرانيا، وذلك بدلاً من الاعتماد على الأصول الروسية المجمدة. يأتي هذا القرار لتجنب الخلافات الداخلية حول هذه القضية الحساسة.
وفي أسواق العملات الأخرى، حافظ الكرون النرويجي على استقراره بعد قرار البنك المركزي بتثبيت سعر الفائدة عند 4%، مع الإشارة إلى عدم وجود نية لخفضه بشكل عاجل. بينما لم يشهد الكرون السويدي أي تغييرات ملحوظة بعد قرار مماثل. كما انخفض الدولار الأسترالي والنيوزيلندي بشكل طفيف.
وفيما يتعلق بالعملات الرقمية، شهدت عملة بيتكوين ارتفاعًا بنسبة 1.3% لتصل إلى 86,718.92 دولارًا، بينما ارتفعت عملة إيثر بنسبة تزيد عن 3% وتسجل 2,914.43 دولارًا.
تبقى أنظار الأسواق متجهة نحو المؤتمر الصحفي لمحافظ بنك اليابان كازو أويدا في وقت لاحق اليوم. من المتوقع أن يقدم أويدا رؤيته حول مستقبل السياسة النقدية في اليابان، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على مسار اليابان يين ومستقبل الاستثمار في البلاد. يجب على المستثمرين متابعة تقارير اقتصاديّة وتصريحات البنوك المركزية حول العالم، بما في ذلك اليورو والدولار الأمريكي، لفهم أفضل للتطورات الحالية والمستقبلية.
(رويترز)
