من المقرر أن تشهد بورصة وول ستريت إدراج أول صناديق مؤشرات متداولة (ETFs) تركز على العملات الرقمية البديلة، وتحديدًا دوجكوين و«ريبل» XRP، في 24 نوفمبر 2025. يأتي هذا الإدراج من قبل شركة غرايسكيل إنفستمنتس، مما يتيح للمستثمرين الأفراد الوصول إلى هذه العملات المشفرة من خلال شركات الوساطة التقليدية، دون الحاجة إلى التعامل المباشر مع المحافظ الرقمية أو المفاتيح الخاصة.
سيتم تداول الصناديق تحت رمزي التداول GDOG لدوجكوين و GXRP لـ XRP. هذا التحول يحول الصناديق الخاصة السابقة لغرايسكيل إلى منتجات متاحة للجمهور، مُوسعةً نطاق الاستثمار في العملات الرقمية ليشمل شريحة أوسع من المستثمرين.
تأثير إدراج دوجكوين وريبل على السوق
يعتبر هذا الإدراج خطوة مهمة نحو دمج العملات الرقمية بشكل أكبر في النظام المالي التقليدي. ويأتي في أعقاب موافقات تنظيمية من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، مما يشير إلى تزايد الثقة في هذه الأصول الرقمية. ولكن، يبقى السؤال حول حجم الطلب الفعلي على هذه الصناديق.
تحركات السوق الأولية
أظهرت بيانات السوق ارتفاعًا ملحوظًا في حجم التداول للمشتقات المرتبطة بدوجكوين و XRP قبل الإعلان مباشرة. وقد زاد حجم تداول مشتقات دوجكوين بأكثر من 30% ليصل إلى حوالي 7.22 مليار دولار، بينما ارتفعت مشتقات ريبل بنسبة 51% لتصل إلى 12.74 مليار دولار، بحسب تقارير من منصات تداول العملات الرقمية. يعكس هذا الارتفاع استعداد المتداولين لتقلبات محتملة في الأسعار مع بدء تداول الصناديق.
الطلب والاستثمار المؤسسي
تاريخيًا، شهدت صناديق العملات الرقمية تدفقات استثمارية قوية في البداية، في حين لم تحظ بعض المنتجات الأخرى باهتمام كبير. وبالتالي، فإن الأداء الفعلي لهذه الصناديق لن يعتمد فقط على الإدراج نفسه، بل على حجم الأموال التي ستتدفق إليها بعد بدء التداول. من المتوقع أن يراقب المستثمرون والمحللون عن كثب حجم التداول وهامش الأسعار خلال الأيام الأولى.
الأحجام الكبيرة وهوامش الأسعار الضيقة ستشيران إلى طلب قوي، في حين أن الأحجام المنخفضة أو الهوامش الواسعة قد تعكس اهتمامًا أقل. بالإضافة إلى ذلك، سيراقب السوق ما إذا كانت هذه الصناديق ستجذب نفس نوع التداول المضاربي الذي أدى إلى ارتفاع حجم المشتقات مؤخرًا.
الاعتبارات التنظيمية ومستقبل الاستثمار في العملات الرقمية
يعد إدراج هذه الصناديق علامة فارقة في تطور تنظيم العملات الرقمية في الولايات المتحدة. ونظرًا لأن صناديق الاستثمار المتداولة تخضع لرقابة تنظيمية أكبر من مجرد تداول العملات الرقمية بشكل مباشر، فقد يشجع ذلك المزيد من المستثمرين على الدخول إلى هذا السوق مع الشعور بمزيد من الأمان.
يرتبط هذا التطور أيضًا بتزايد الاهتمام بـ (البيتكوين) كأصل استثماري رئيسي، مما يفتح الباب أمام مزيد من الانتقادات والتحليلات حول العملات الرقمية الأخرى مثل دوجكوين و XRP. ويتزامن مع نقاشات مستمرة حول الحاجة إلى إطار تنظيمي شامل للعملات الرقمية في مختلف أنحاء العالم.
من الجوانب الأخرى التي يجب مراقبتها تأثير هذه الخطوة على أسعار دوجكوين و XRP على المدى الطويل. فالوصول الأسهل إلى هذه العملات قد يؤدي إلى زيادة الطلب وبالتالي ارتفاع الأسعار، ولكن هذا يعتمد أيضًا على عوامل أخرى مثل معنويات السوق والتطورات التكنولوجية. كما يراقب الخبراء تأثير إدراج هذه الصناديق على حجم تداول العملات الرقمية بشكل عام.
مع اقتراب موعد الإطلاق في 24 نوفمبر 2025، ستكون جميع الأنظار متوجهة نحو أداء صناديق غرايسكيل المتداولة لـدوجكوين و XRP. يُتوقع أن يقدم أداء هذه الصناديق رؤى قيمة حول مستقبل الاستثمار في العملات الرقمية البديلة والطلب المتزايد على هذه الأصول من قبل المستثمرين التقليديين.
