أكد حاكم مصرف سوريا المركزي، عبد القادر الحصرية، أن الترتيبات الخاصة بتغيير العملة الوطنية وحذف صفرين من الليرة السورية تسير وفقًا للخطط الموضوعة وبالتنسيق الكامل مع الجهات المعنية. وأشار إلى عدم وجود أي تأخير في تنفيذ هذه العملية الهامة، موضحًا أن الإعلانات الرسمية المتعلقة بالمواعيد النهائية ستصدر حصريًا عبر مؤتمر صحفي مخصص.
جاء هذا التأكيد في منشور للحصرية عبر صفحته على فيسبوك، ردًا على الأخبار المتداولة حول موعد طرح العملة الجديدة. وشدد الحصرية على ضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية للمصرف المركزي، محذرًا من دقة المعلومات التي يتم تداولها عبر قنوات غير معتمدة.
حذف صفرين من الليرة السورية: خطوة نحو الاستقرار المالي
يمثل قرار تغيير العملة وحذف صفرين منها خطوة رئيسية في مساعي الحكومة السورية لتحقيق الاستقرار المالي وتعزيز الثقة بالعملة الوطنية. يأتي هذا القرار بعد سنوات من التدهور الاقتصادي والتضخم الذي أثر بشكل كبير على قيمة الليرة السورية وقدرة المواطنين الشرائية.
الأسباب والدوافع
وفقًا لتصريحات سابقة للحصرية، فإن هذا الإجراء يهدف إلى تبسيط المعاملات المالية اليومية وتقليل الأعباء اللوجستية المتعلقة بالتعامل مع كميات كبيرة من النقود. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الحكومة من خلال هذه الخطوة إلى إرساء أسس نظام نقدي حديث يعكس الواقع الاقتصادي الجديد في البلاد. ويرى البعض أن هذا التغيير يمثل رمزًا للتعافي والسيادة المالية بعد سنوات من الصراع.
أشار الحصرية في مقابلة مع CNN الاقتصادية إلى أن هذا ليس مجرد إصلاح مؤقت، بل هو جزء من رؤية أوسع لبناء نظام نقدي جديد يعكس ثقة السوريين بعملتهم. وتشير التقارير إلى أن هذا القرار يأتي في سياق جهود أوسع لتعزيز الاستقلال المالي لسوريا.
عملية التنفيذ والتحديات
أكد مصرف سوريا المركزي أنه يجري حاليًا عملية طباعة العملة الجديدة، وأنها تمر بمراحل متعددة ومعقدة تتطلب استعدادات فنية وإدارية عالية. وقد تم تشكيل لجان متخصصة لمتابعة هذه المراحل وضمان تنفيذها بسلاسة. وتشمل هذه اللجان لجنة استراتيجية وأخرى تشغيلية.
ومع ذلك، تواجه عملية تغيير العملة بعض التحديات المحتملة، بما في ذلك الحاجة إلى توعية واسعة النطاق للمواطنين حول العملة الجديدة وكيفية التعامل معها، بالإضافة إلى ضمان توافر العملة الجديدة بكميات كافية لتلبية احتياجات السوق. كما أن الحفاظ على استقرار سعر الصرف خلال فترة التحول يمثل أولوية قصوى.
على الرغم من التأكيدات المتكررة من مصرف سوريا المركزي باستمرار العمل على تنفيذ خطة تبديل العملة، إلا أن تحديد موعد نهائي لطرح العملة الجديدة لا يزال قيد التشاور. وتشير وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى أن بعض المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي تتداول أخبارًا غير دقيقة حول هذا الملف، مما يستدعي الحذر والاعتماد على المصادر الرسمية.
تعتبر هذه الخطوة جزءًا من سلسلة إصلاحات اقتصادية تهدف إلى معالجة التحديات التي تواجه الاقتصاد السوري، بما في ذلك التضخم وارتفاع أسعار السلع والخدمات. وتشمل هذه الإصلاحات أيضًا جهودًا لتعزيز الاستثمار وتشجيع القطاع الخاص.
بالإضافة إلى ذلك، فإن عملية تغيير العملة قد تؤثر على الأسعار والضرائب والعقود المالية، مما يتطلب اتخاذ تدابير قانونية وإدارية لضمان سلاسة الانتقال وتجنب أي آثار سلبية على المستهلكين والشركات. وتشير التوقعات إلى أن الحكومة السورية ستصدر تعليمات واضحة بشأن هذه المسائل في الوقت المناسب.
الخطوة القادمة المتوقعة هي الإعلان عن جدول زمني تفصيلي لعملية تبديل العملة، بما في ذلك مواعيد استلام العملة القديمة وتسليم العملة الجديدة. كما يتوقع أن يقوم المصرف المركزي بإطلاق حملة توعية واسعة النطاق لتثقيف المواطنين حول العملة الجديدة وميزاتها. من المهم متابعة التطورات الرسمية الصادرة عن مصرف سوريا المركزي والقنوات الإعلامية الرسمية للحصول على معلومات دقيقة وموثوقة.
