أعلنت شركة صندوق الاستثمارات العامة (PIF) اليوم عن صفقة استحواذ مهمة، حيث قامت شركة “جونز لانغ لاسال” (JLL) بشراء حصة مؤثرة في الشركة السعودية لإدارة المرافق (FMTECH). تأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية الصندوق الأوسع لتعزيز الاستثمار الخاص في شركاته، وتهدف إلى دعم نمو قطاع إدارة المرافق في المملكة العربية السعودية.
تأسست FMTECH في عام 2023 كشركة وطنية تابعة لصندوق الاستثمارات العامة، وتختص بتقديم خدمات إدارة المرافق المتكاملة. تستهدف الشركة في المقام الأول خدمة شركات الصندوق، بالإضافة إلى قطاعي الحكومة والخاص في جميع أنحاء المملكة. لم يتم الكشف عن القيمة المالية الدقيقة للحصة التي استحوذت عليها JLL.
أهمية الاستثمار في قطاع إدارة المرافق السعودي
تعتبر هذه الصفقة استمرارًا للتعاون الوثيق بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة JLL، حيث كان الطرفان قد وقعا مذكرة تفاهم في أكتوبر الماضي خلال “مبادرة مستقبل الاستثمار” (FII). تهدف هذه الشراكة إلى تعزيز الابتكار والكفاءة في القطاع العقاري السعودي، وهو قطاع يشهد نموًا سريعًا بفضل رؤية المملكة 2030.
من خلال هذا الاستثمار، تسعى JLL إلى توسيع نطاق خدماتها وقدراتها في السوق السعودية. ويسمح هذا لها بالمشاركة بشكل أكبر في المشاريع الضخمة الجارية، والاستفادة من الطلب المتزايد على خدمات إدارة المرافق عالية الجودة.
تأثير الصفقة على FMTECH
ستستفيد FMTECH بشكل كبير من شبكة JLL العالمية وخبراتها التشغيلية. سيمكنها ذلك من إطلاق مبادرات تجارية جديدة، وتبني أحدث التقنيات في مجال إدارة المرافق، وتوطين المعرفة المتخصصة داخل المملكة. بالإضافة إلى ذلك، سيساعدها التكامل مع منصات JLL الرقمية المتقدمة على تحسين جودة خدماتها وزيادة الشفافية والكفاءة.
أكد سعد الكرود، رئيس الإدارة العامة للاستثمارات العقارية المحلية في صندوق الاستثمارات العامة، على الدور الحيوي لقطاع إدارة المرافق في دعم التنمية العقارية والبنية التحتية في السعودية. وأضاف أن هذا القطاع يتماشى بشكل وثيق مع استراتيجية الصندوق الهادفة إلى تعزيز الاقتصاد المحلي وتنويعه، وتشجيع الابتكار الحضري، ورفع مستوى جودة الحياة للمواطنين.
اتجاهات النمو في القطاع العقاري السعودي
تشير التوقعات إلى أن نشاط مشاريع التشييد والبناء في السعودية سيصل إلى ذروته بين عامي 2025 و 2030. ووفقًا لتقديرات JLL، من المتوقع أن ينمو قطاع البناء من 70 مليار دولار حاليًا إلى 91 مليار دولار بحلول عام 2029. يدعم هذا النمو الطلب القوي على الوحدات السكنية، وخاصة في المجتمعات المتكاملة، بالإضافة إلى الحاجة إلى المزيد من الفنادق في ضوء استعداد المملكة لاستضافة فعاليات عالمية كبرى مثل إكسبو 2030 وكأس العالم 2034.
يعتبر قطاع السياحة أيضًا محركًا رئيسيًا للنمو في القطاع العقاري، مما يزيد من الطلب على الفنادق والشقق الفندقية والمرافق السياحية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإن مشاريع البنية التحتية الضخمة، مثل مدينة نيوم ومشروع البحر الأحمر، تخلق فرصًا كبيرة لشركات إدارة المشاريع والاستثمار العقاري.
يعكس استثمار صندوق الاستثمارات العامة في FMTECH، وشراكتة مع JLL، التزام المملكة بتطوير قطاع العقاري والمرافق بشكل مستدام. ويؤكد هذا التوجه على أهمية اعتماد أحدث التقنيات وتوفير خدمات عالية الجودة لتحسين جودة الحياة وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وتعد الاستدامة في البناء من بين العناصر الرئيسية التي يتم التركيز عليها في المشاريع الجديدة.
الخطوات التالية والمستقبل
من المتوقع أن يستمر صندوق الاستثمارات العامة في استكشاف فرص الاستثمار في قطاع إدارة المرافق، وتقديم الدعم لـ FMTECH لتعزيز مكانتها كشركة رائدة في السوق. سيراقب المستثمرون عن كثب التقدم المحرز في مشاريع البناء الضخمة في المملكة، والتأثير المحتمل على الطلب على خدمات إدارة المرافق في السنوات القادمة. في الوقت نفسه، من الضروري مراقبة التطورات الاقتصادية العالمية وتأثيرها على الاستثمار الأجنبي في القطاع.