تراجع مؤشر نيكاي الياباني بشكل ملحوظ يوم الثلاثاء، مسجلاً انخفاضاً بأكثر من 1%، وذلك في أعقاب عمليات بيع واسعة النطاق طالت أسهم شركات الرقائق والتكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. يعكس هذا الهبوط حالة من الحذر السائدة بين المستثمرين قبيل صدور بيانات الوظائف الأمريكية الهامة، والتي من المتوقع أن تؤثر على مسار السياسة النقدية في الولايات المتحدة. يُعد هذا التراجع تطوراً مهماً في سوق الأسهم الياباني، بعد فترة من المكاسب القوية.

أغلق مؤشر نيكاي عند مستوى 49,373.25 نقطة، بانخفاض قدره 1.6%، مما أدى إلى تراجعه دون مستوى 50 ألف نقطة للمرة الأولى منذ بداية شهر ديسمبر. كما انخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بنسبة 1.8% ليصل إلى 3,370.50 نقطة. يشير هذا الانخفاض الشامل إلى ضغوط بيعية متزايدة في مختلف القطاعات.

تراجع أسهم الرقائق والذكاء الاصطناعي يضغط على مؤشر نيكاي

كانت أسهم الشركات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي هي الأكثر تضرراً من عمليات البيع. سجل سهم شركة “ياسكاوا إلكتريك”، الرائدة في مجال الروبوتات وتطوير الذكاء الاصطناعي الفيزيائي، انخفاضاً حاداً بنسبة 7%. يعكس هذا الهبوط قلق المستثمرين بشأن تقييمات هذه الشركات المرتفعة.

بالإضافة إلى ذلك، تراجع سهم “فوجيكورا”، المصنعة لكابلات مراكز البيانات، بنسبة 6.7%، مسجلاً بذلك أكبر خسائر يومية بين مكونات مؤشر نيكاي. يعزى هذا التراجع إلى المخاوف بشأن تباطؤ النمو في قطاع مراكز البيانات.

أداء شركات التكنولوجيا الكبرى

شهدت بعض شركات التكنولوجيا الكبرى تراجعات أقل حدة مقارنة بيوم الاثنين، بعد أن تكبدت خسائر كبيرة في الجلسة السابقة. انخفض سهم “سوفت بنك غروب”، المعروفة باستثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، بنسبة 1.7%، بعد أن هوى بنحو 6% في اليوم السابق.

كما تراجع سهم “أدفانتست”، المصنعة لمعدات اختبار الرقائق والموردة لشركة نفيديا، بنسبة 1.4%، بعد انخفاض حاد بلغت نسبته 6.6% يوم الاثنين. يعكس هذا التراجع الضغوط على موردي شركات الرقائق الكبرى.

الترقب لبيانات الوظائف الأمريكية وقرار بنك اليابان

أشارت ماكي ساوادا، استراتيجية الأسهم لدى نومورا للأوراق المالية، إلى أن التراجعات الكبيرة في الجلسة السابقة دفعت بعض المستثمرين إلى محاولة الاستفادة من الأسعار المنخفضة وشراء بعض الأسهم. ومع ذلك، أكدت أن التراجع الحالي كان أوسع نطاقاً، ويعكس حالة من الترقب السائدة في الأسواق.

ويترقب المستثمرون بشكل خاص بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية التي ستصدر اليوم الثلاثاء، والتي من شأنها أن تقدم مؤشرات حيوية حول قوة الاقتصاد الأمريكي ومستقبل أسعار الفائدة. بالإضافة إلى ذلك، يراقبون عن كثب قرار السياسة النقدية الذي سيتخذه بنك اليابان يوم الجمعة، والذي قد يؤثر على أسعار الفائدة وسعر صرف الين.

تراجع شامل في قطاعات البورصة اليابانية

من بين 225 سهماً المكونة لمؤشر نيكاي، تراجع أداء 188 سهماً، بينما ارتفع أداء 36 سهماً، واستقر سهم واحد فقط. يشير هذا التوزيع إلى هيمنة الضغوط البيعية على سوق الأوراق المالية.

وعلى مستوى القطاعات، لم تشهد سوى ثلاثة قطاعات مكاسب من أصل 33 قطاعاً في بورصة طوكيو، وهي قطاعات الطيران والورق والزراعة. ارتفع قطاع الطيران بنسبة 1.5%، في حين لم تتجاوز مكاسب القطاعين الآخرين 0.2%.

من المتوقع أن يستمر الترقب لبيانات الوظائف الأمريكية وقرار بنك اليابان في التأثير على سوق الأسهم الياباني خلال الأيام القادمة. سيكون على المستثمرين تقييم هذه البيانات بأكثر دقة لتحديد المسار المحتمل للأسواق في المستقبل القريب. من المهم أيضاً مراقبة أداء الشركات المتخصصة في الرقائق والذكاء الاصطناعي، حيث أنها قد تكون عرضة لمزيد من التقلبات.

شاركها.