تستعد العاصمة البريطانية لندن لاستقبال معلم معماري جديد يضاف إلى أفقها المالي. أعلن بنك جيه بي مورغان الأمريكي عن خططه لبناء برج ضخم في منطقة كناري وارف، بمساحة تصل إلى 3 ملايين قدم مربعة. ومن المتوقع أن يصبح هذا المشروع، حال اكتماله، أحد أكبر مباني أوروبا من حيث المساحة، مما يعزز مكانة لندن كمركز مالي عالمي رائد. هذا التوسع يعكس ثقة جيه بي مورغان في الاقتصاد البريطاني على الرغم من التحديات الأخيرة.
جيه بي مورغان وتوسع **أبراج لندن**
يأتي هذا الاستثمار الضخم في إطار توسع جيه بي مورغان المستمر في لندن على مدار السنوات الماضية. ومع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) وانتقال جزء من الأنشطة المالية إلى دول أوروبية أخرى، تسعى الشركة إلى تعزيز وجودها في العاصمة البريطانية من خلال إنشاء مبانٍ حديثة ومستدامة. يهدف المشروع الجديد إلى توفير مساحات عمل متطورة تلبي احتياجات الشركة المتزايدة، بالإضافة إلى جذب أفضل الكفاءات في القطاع المالي.
لم يتم بعد تحديد التصميم النهائي للبرج أو ارتفاعه الدقيق. ومع ذلك، فإن المساحة الكبيرة المخطط لها كفيلة بإدراج المشروع ضمن قائمة أكبر الهياكل في القارة الأوروبية. وتجري حاليًا دراسات الجدوى والتصميم لتحديد أفضل الخيارات التي تتماشى مع رؤية الشركة وأهداف الاستدامة.
مقارنة مع أبرز المباني في أوروبا
لتقييم حجم مشروع جيه بي مورغان، من المفيد مقارنته ببعض أكبر المباني والمجمعات المعمارية في أوروبا. يعتبر كوور ديفانس في باريس، الذي تم بناؤه في عام 2001، من أبرز هذه المعالم، حيث يمتد على مساحة تقدر بحوالي 3.8 مليون قدم مربعة ويضم مجموعة من الأبراج والمباني منخفضة الارتفاع. ويستضيف هذا المجمع العديد من الشركات العالمية في منطقة لا ديفانس المالية المعروفة.
في لندن نفسها، يبرز ذا شارد كأطول ناطحة سحاب، حيث يبلغ ارتفاعه 310 مترًا وتمتد مساحته على 1.3 مليون قدم مربعة تقريبًا. يوفر هذا البرج مزيجًا من المساحات المكتبية والفنادق والشقق الفاخرة، بالإضافة إلى منصة مشاهدة تتيح للزوار الاستمتاع بإطلالات بانورامية على المدينة.
بعيدًا عن المباني التجارية، يعتبر قصر البرلمان في رومانيا من بين أكبر الهياكل الإدارية في العالم، حيث تبلغ مساحته حوالي 3.9 مليون قدم مربعة. تم بناء هذا القصر في عهد نيكولاي تشاوشيسكو ويضم آلاف الغرف والقاعات، بالإضافة إلى أنفاق سرية ومأوى نووي.
بينما يُعد 22 بيشوبسغيت في لندن مثالاً حديثًا على **ناطحات السحاب**، حيث تم الانتهاء منه في عام 2020 ويغطي مساحة 2.1 مليون قدم مربعة موزعة على 62 طابقًا. وقد تم تأجير البرج بالكامل في بداية العام، مما يشير إلى عودة الطلب على المساحات المكتبية عالية الجودة.
ويستحق برج كومرتس بنك في فرانكفورت الذكر، حيث كان يعتبر الأعلى في أوروبا عند افتتاحه في عام 1997، ويبلغ ارتفاعه 259 مترًا ومساحته 1.3 مليون قدم مربعة. وقد قامت شركة “فوستر + بارتنرز” بتصميم هذا البرج، وهي الشركة نفسها التي تعمل على مشروع جيه بي مورغان الجديد، مما يثير التوقعات حول جودة التصميم.
تشمل المقارنة أيضًا هيكساغون بالار في فرنسا، المقر الرئيسي لوزارة الدفاع الفرنسية والذي يمتد على مساحة 1.8 مليون قدم مربعة. بالإضافة إلى قصر اللوفر في باريس، أحد أشهر المتاحف في العالم والذي يمتد على مساحة تتجاوز 2.2 مليون قدم مربعة.
هذا التنافس بين **المباني الشاهقة** في أوروبا يعكس التطور العمراني والمالي المستمر في القارة. ومن المؤكد أن برج جيه بي مورغان سيشكل إضافة مهمة إلى هذا المشهد.
تأثيرات محتملة على سوق العقارات
من المتوقع أن يكون لمشروع جيه بي مورغان تأثير كبير على سوق العقارات في منطقة كناري وارف وعلى نطاق أوسع في لندن. قد يؤدي إلى زيادة الطلب على المساحات المكتبية المجاورة وارتفاع أسعار الإيجارات والبيع. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يجذب المشروع شركات أخرى إلى المنطقة، مما يعزز النمو الاقتصادي ويخلق فرص عمل جديدة. يمثل هذا المشروع جزءًا من اتجاه أوسع نحو الاستثمار في **تطوير لندن** و تعزيز مكانتها التنافسية.
في الوقت الحالي، لا تزال الخطط قيد التطوير، ومن المتوقع أن يتم تقديم طلبات التخطيط الرسمية في الأشهر المقبلة. ويجب أن تخضع هذه الطلبات لمراجعة شاملة من قبل السلطات المحلية قبل الموافقة عليها. يعتبر الحصول على الموافقات اللازمة وتأمين التمويل الكافي من أهم التحديات التي تواجه المشروع. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون هناك بعض المخاوف بشأن التأثير البيئي للمشروع وضرورة الالتزام بمعايير الاستدامة الصارمة.
