يدرس بنك باركليز إمكانية الاستحواذ على شركة إيفلين بارتنرز، وهي إحدى أبرز شركات إدارة الثروات في المملكة المتحدة. ومن المتوقع أن يقدم البنك عرضاً رسمياً الأسبوع المقبل، في صفقة قد تتجاوز قيمتها 2.5 مليار جنيه إسترليني. يأتي هذا التحرك في إطار سعي باركليز لتوسيع نطاق خدماته المالية وزيادة حصته في سوق إدارة الأصول.
تأتي هذه الخطوة بعد أن طلبت بيرميرا وواربورغ بينكوس، وهما المساهمان الرئيسيان في إيفلين بارتنرز، عروضاً غير ملزمة من المشترين المحتملين في العاشر من ديسمبر. وقد أثارت الصفقة اهتماماً واسعاً من عدة بنوك ومؤسسات مالية كبرى، مما يشير إلى جاذبية قطاع إدارة الثروات في الوقت الحالي.
توسع باركليز في قطاع إدارة الثروات
يمثل الاستحواذ المحتمل على إيفلين بارتنرز خطوة استراتيجية لباركليز لتعزيز مكانته في سوق إدارة الثروات. تهدف البنوك البريطانية بشكل متزايد إلى تنمية دخلها من الرسوم، خاصةً مع انخفاض هوامش الربح في قطاع الإقراض بسبب انخفاض أسعار الفائدة. تعتبر إيفلين بارتنرز هدفاً جذاباً نظراً لقاعدة عملائها المتنامية وإدارتها لأصول بقيمة 63 مليار جنيه إسترليني.
منافسة على الاستحواذ
لم يكن باركليز البنك الوحيد الذي أبدى اهتماماً بإيفلين بارتنرز. فقد أبدت مجموعة نات ويست ولويدز أيضاً اهتماماً بالصفقة، بينما يدرس بنك رويال أوف كندا أيضاً تقديم عرض. تشير هذه المنافسة إلى القيمة الكبيرة التي تراها هذه المؤسسات في إيفلين بارتنرز وإمكانية تحقيق عوائد مجدية من خلال الاستحواذ عليها.
وفقاً لبيان صادر عن باركليز، ارتفعت الأصول المُدارة في قسم الخدمات المصرفية الخاصة وإدارة الثروات بنحو 4% في الربع الثالث من العام الحالي. وصرحت ساشا ويغينز، الرئيسة التنفيذية للخدمات المصرفية الخاصة وإدارة الثروات في باركليز، في ديسمبر 2024، بأن قطاع الأثرياء يمثل فرصة نمو كبيرة للبنك على المدى الطويل.
تاريخ إيفلين بارتنرز
تمتلك بيرميرا شركة إيفلين بارتنرز، التي كانت تعرف سابقاً باسم تيلني سميث آند ويليامسون، منذ عام 2014. وقد ساهمت بيرميرا في تمويل نمو الشركة لتصبح واحدة من أبرز شركات إدارة الأصول في المملكة المتحدة. في عام 2020، انضمت واربورغ بينكوس كمستثمر أقلية لتمويل اندماج بين تيلني وشركة المحاسبة سميث آند ويليامسون.
بالإضافة إلى المساهمين الرئيسيين، يمتلك موظفون حاليون وسابقون حصصاً في إيفلين بارتنرز. هذا الهيكل المساهماتي قد يؤثر على عملية التفاوض وإتمام الصفقة، حيث يجب على باركليز التوصل إلى اتفاق مع جميع الأطراف المعنية.
تعتبر هذه الصفقة جزءاً من اتجاه أوسع في قطاع الخدمات المالية، حيث تسعى البنوك الكبرى إلى توسيع نطاق خدماتها لتشمل الاستثمارات وإدارة الثروات. يهدف هذا التوسع إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على الإقراض التقليدي.
ومع ذلك، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان باركليز سيقدم عرضاً رسمياً، أو ما إذا كانت العروض الأخرى ستتحقق. تعتمد نتيجة هذه العملية على عدة عوامل، بما في ذلك تقييم إيفلين بارتنرز، وشروط الصفقة، والمنافسة من البنوك الأخرى.
من المتوقع أن يتم تقديم العروض الرسمية الأسبوع المقبل، مما يمثل خطوة حاسمة في هذه العملية. سيراقب السوق عن كثب تطورات هذه الصفقة، حيث يمكن أن يكون لها تأثير كبير على قطاع إدارة الثروات في المملكة المتحدة. سيكون من المهم متابعة ردود فعل المساهمين في إيفلين بارتنرز، وتقييم العروض المقدمة، والتطورات التنظيمية المحتملة.
