شهد سوق العملات تراجعًا ملحوظًا في قيمة اليـن الياباني مقابل الدولار الأمريكي، ليصل إلى مستويات قريبة من أدنى مستوى له في عشرة أشهر. وعلى الرغم من هذا الانخفاض، تلقى اليـن دعمًا محدودًا بعد إشارات من مسؤولين يابانيين إلى إمكانية التدخل في السوق بهدف استعادة الاستقرار. في المقابل، واصل الدولار الأمريكي اتجاهه الصاعد، مسجلًا أفضل أداء أسبوعي له منذ أكثر من شهر مع تزايد التوقعات بتأجيل خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
جاءت تصريحات وزير المالية الياباني، ساتسوكي كاتاياما، بشأن إمكانية التدخل، كرد فعل على التقلبات الشديدة في سعر الصرف والمضاربة المفرطة. أثارت هذه التصريحات حالة من الترقب بين المتعاملين، الذين يراقبون عن كثب أي خطوات فعلية من قبل طوكيو لتعزيز قيمة اليـن. هذا التدخل المحتمل يأتي في سياق قلق متزايد بشأن التدهور المستمر في قيمة العملة الوطنية.
تأثير السياسات الاقتصادية على سعر صرف اليـن
ركزت أنظار الأسواق هذا الأسبوع على اليـن الياباني، وتحديداً على تأثير السياسات الاقتصادية الحالية لرئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي. وافق مجلس الوزراء الياباني على حزمة تحفيز اقتصادي ضخمة تقدر بـ 21.3 تريليون ين (حوالي 135.40 مليار دولار أمريكي)، ما أثار مخاوف المستثمرين بشأن الوضع المالي لليابان وقدرتها على تحمل المزيد من الإنفاق.
يرى محللون أن هذه الحزمة، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الفارق في أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة، ساهمت في الضغط على اليـن. وذلك لأن زيادة المعروض النقدي في اليابان، مع بقاء أسعار الفائدة منخفضة، تقلل من جاذبية الاستثمار في اليـن.
أداء العملات الرئيسية الأخرى
بينما يتركز الاهتمام على اليـن، سجل الدولار الأمريكي مكاسب قوية. أظهر أحدث تقرير للوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة صورة متباينة، حيث تجاوز نمو الوظائف التوقعات، لكن معدل البطالة ارتفع إلى 4.4%، وهو أعلى مستوى له منذ أربع سنوات. هذا التقرير عزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يمتنع عن خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه في ديسمبر القادم، وهو ما يدعم قوة الدولار.
ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية، إلى مستوى 100.07، مسجلاً أفضل أداء أسبوعي له منذ أكثر من شهر. وخارج نطاق الدولار واليـن، تراجع اليورو أمام الدولار إلى 1.1542، في طريقه لتسجيل خسارة أسبوعية بنسبة 0.7%. كما انخفض الجنيه الإسترليني إلى 1.3096، متجهاً نحو خسارة أسبوعية مماثلة مع ترقب المستثمرين لميزانية بريطانيا.
شهدت العملات المرتبطة بالسلع الأساسية أداءً متبايناً. ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.2% بعد انخفاض سابق، بينما ارتفع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.36%، على الرغم من توقع خسائر أسبوعية لكلا العملتين. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت قيمة العملات الرقمية الرائدة، حيث بلغت بيتكوين أدنى مستوى لها منذ سبعة أشهر عند 85,350.75 دولار، بينما هوت إيثيريوم بأكثر من 2% إلى أدنى مستوى لها منذ أربعة أشهر.
يتأثر سوق صرف العملات أيضًا بالعوامل الجيوسياسية والتطورات الاقتصادية العالمية، مما يزيد من صعوبة التنبؤ بتحركات أسعار الصرف على المدى القصير. هناك أيضًا تأثير كبير من التوقعات المستقبلية بشأن السياسات النقدية للبنوك المركزية الرئيسية.
تشير التوقعات إلى استمرار حالة عدم اليقين في أسواق العملات الأسبوع المقبل. سيراقب المستثمرون عن كثب أي تصريحات إضافية من المسؤولين اليابانيين حول التدخل المحتمل في السوق، بالإضافة إلى بيانات اقتصادية جديدة من الولايات المتحدة وأوروبا. تحركات أسعار الفائدة، وخاصة قرار الاحتياطي الفيدرالي المنتظر، ستلعب دوراً حاسماً في تحديد مسار الدولار.
وفي الختام، يبقى مستقبل اليـن الياباني غامضًا، ويعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل الاقتصادية والسياسية. من المتوقع أن تشهد الأسواق حالة من التقلب في الأيام المقبلة، مع ترقب المستثمرين للمزيد من الوضوح بشأن مسار السياسات النقدية والتطورات الاقتصادية العالمية. سيشكل اجتماع البنك المركزي الياباني القادم، والمحدد له [ادخل التاريخ]، نقطة محورية للمتابعة، حيث قد يقدم مزيدًا من الإشارات حول التوجه المستقبلي للسياسة النقدية.
