أعلنت شركتا “الدار” و”مبادلة كابيتال” عن إطلاق منصة استثمارية جديدة باسم “الدار كابيتال”، بهدف جذب استثمارات مؤسسية عالمية بقيمة مليار دولار أمريكي. ستركز هذه المنصة على الاستثمار في الأصول المادية داخل دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج، وذلك في إطار جهود أوسع لتعزيز تدفقات رأس المال الأجنبي المباشر إلى القطاعات غير النفطية. يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه المنطقة اهتماماً متزايداً بالاستثمار في الأصول الحقيقية.

من المتوقع أن يبدأ الصندوق الأول التابع للمنصة الجديدة في جمع الأموال في عام 2026. وستستهدف “الدار كابيتال” مجموعة متنوعة من المستثمرين المؤسسيين، بما في ذلك صناديق الثروة السيادية، وصناديق التقاعد، وشركات التأمين، والمكاتب العائلية. وستعمل المنصة من داخل منطقة سوق أبوظبي العالمي (ADGM)، مما يضمن التزامها بأعلى معايير الحوكمة والشفافية.

الدار كابيتال: منصة جديدة للاستثمار في الأصول المادية

يهدف إطلاق “الدار كابيتال” إلى تلبية الطلب المتزايد على فرص الاستثمار في الأصول الحقيقية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة. تعتبر الأصول المادية، مثل العقارات والبنية التحتية، ملاذاً آمناً للمستثمرين في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية. وتسعى المنصة إلى توفير وصول سهل ومباشر لهذه الفرص للمستثمرين الدوليين.

صرح طلال الذيابي، الرئيس التنفيذي لمجموعة “الدار”، بأن هذه المنصة تمثل تحولاً استراتيجياً في نموذج عمل الشركة. وأضاف أن “الدار كابيتال” ستعمل على تمكين المستثمرين الدوليين من الاستفادة من النمو الاقتصادي القوي الذي تشهده المنطقة، وتعزيز مكانة أبوظبي كمركز استثماري عالمي. هذا التحول يتماشى مع رؤية أبوظبي 2030 لتنويع الاقتصاد.

من جانبه، أكد هاني برهوش، الرئيس التنفيذي لـ”مبادلة كابيتال”، أن المنصة الجديدة ستسد فجوة مهمة في السوق. وأوضح أن “الدار كابيتال” ستوفر للمؤسسات الاستثمارية إمكانية الوصول إلى مشاريع عالية الجودة في الإمارات والخليج، والتي قد تكون غير متاحة بسهولة من خلال القنوات التقليدية. هذا يعزز من جاذبية المنطقة كوجهة استثمارية.

دور الشركتين المؤسستين

تتمتع كل من “الدار” و”مبادلة كابيتال” بخبرة واسعة في مجال الاستثمار والتطوير العقاري. تدير “الدار” حالياً أصولاً عقارية بقيمة 47 مليار درهم إماراتي، مما يجعلها واحدة من أكبر الشركات العقارية في المنطقة. بينما تشرف “مبادلة كابيتال” على أصول تتجاوز 430 مليار دولار أمريكي، من خلال شبكة واسعة من الشراكات والاستثمارات.

تعتبر “مبادلة كابيتال” ذراع الاستثمار الاستراتيجي لحكومة أبوظبي، وتلعب دوراً حيوياً في تنويع الاقتصاد وتعزيز النمو المستدام. أما “الدار” فهي شركة تطوير عقاري رائدة، معروفة بمشاريعها المبتكرة وعالية الجودة. ويجمع هذا التعاون بين الخبرة المحلية والرؤية العالمية، مما يعزز من قدرة المنصة الجديدة على تحقيق أهدافها.

أهداف استراتيجية أوسع

يتماشى إطلاق “الدار كابيتال” مع استراتيجية “الدار” 2030، التي تهدف إلى زيادة الأرباح السنوية الصافية إلى 20 مليار درهم إماراتي. وتعتمد هذه الاستراتيجية على تنويع مصادر الدخل والتوسع في إدارة الأصول الخارجية. كما يساهم هذا المشروع في تحقيق أهداف حكومة أبوظبي لتنويع الاقتصاد وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

يأتي هذا الإعلان بعد شراكة سابقة بين “الدار” و”مبادلة” وشركة “آريس مانجمنت” في عام 2023، لإنشاء صندوق ائتمان خاص بقيمة مليار دولار أمريكي في لندن. توضح هذه الشراكات التزام “الدار” و”مبادلة” بتوسيع نطاق استثماراتهما وتنويع محفظتهما الاستثمارية على مستوى العالم. وتشير إلى ثقة المستثمرين في الاقتصاد الإماراتي.

بالإضافة إلى الاستثمار العقاري، من المتوقع أن تستهدف “الدار كابيتال” فرصاً استثمارية في قطاعات أخرى مثل البنية التحتية، والطاقة المتجددة، والسياحة. هذا التنويع سيساعد على تقليل المخاطر وزيادة العائد على الاستثمار. كما سيعزز من قدرة المنصة على جذب مجموعة واسعة من المستثمرين.

في الختام، يمثل إطلاق “الدار كابيتال” خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز استثماري عالمي. من المتوقع أن يبدأ الصندوق الأول التابع للمنصة في جمع الأموال في عام 2026، مع التركيز على فرص الاستثمار الواعدة في الأصول المادية. يبقى من المهم مراقبة تطورات السوق العالمية وتأثيرها على تدفقات رأس المال الأجنبي المباشر إلى المنطقة، بالإضافة إلى أداء المنصة الجديدة في جذب المستثمرين وتحقيق العائد على الاستثمار.

شاركها.