شهدت الأسواق العالمية تراجعاً ملحوظاً يوم الجمعة، وامتدت موجة البيع من الولايات المتحدة لتشمل الأسواق الآسيوية، وذلك في ظل تصاعد المخاوف بشأن تقييمات الشركات المرتفعة والشكوك المتزايدة حول إمكانية قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم. يأتي هذا الانخفاض بعد فترة من المكاسب القوية، مما أثار قلق المستثمرين بشأن استدامة الزخم الصعودي.
بدأ التراجع في الولايات المتحدة يوم الخميس، حيث أغلق مؤشر ناسداك المجمع منخفضاً بنسبة 2.3%، بينما خسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 حوالي 1.7%. تأثرت الأسواق بشكل خاص بقطاع التكنولوجيا، الذي شهد ازدهاراً مؤخراً بفضل الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي. وانعكست هذه التطورات سلباً على معنويات المستثمرين في جميع أنحاء العالم.
تراجع الأسواق الآسيوية وتأثير قطاع التكنولوجيا
تأثرت الأسواق الآسيوية بشكل كبير بالاتجاه الهبوطي، حيث سجل مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي انخفاضاً بنسبة 2.6% في التداولات المبكرة. كما انخفض مؤشر نيكاي 225 الياباني، الذي يعتمد بشكل كبير على قطاع التكنولوجيا، بنسبة 1.6%. وشهد مؤشر تايكس التايواني انخفاضاً بنسبة 1.4%.
أداء المؤشرات الصينية وهونغ كونغ
بالإضافة إلى ذلك، تراجع مؤشر CSI 300 الصيني بنسبة 0.7%، بينما هبط مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.9%. في المقابل، ارتفعت العقود المستقبلية لمؤشري S&P 500 وناسداك 100 بشكل طفيف بنسبة 0.1%، بينما انخفضت العقود المستقبلية لمؤشر Stoxx أوروبا 600 بنسبة 0.3%.
كان الانخفاض الأكثر حدة في أسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. فقدت أسهم سوفت بانك وSK Hynix أكثر من 6% من قيمتها، بينما انخفض سهم سامسونغ إلكترونيكس بنسبة 4%. كما تراجعت أسهم شركة تصنيع الرقائق التايوانية بنسبة 1.8%، وفقاً لما ذكرته صحيفة فايننشال تايمز. يشير هذا إلى أن المستثمرين بدأوا في إعادة تقييم توقعاتهم لقطاع الذكاء الاصطناعي.
تأثير إعادة فتح الحكومة الأمريكية والشكوك حول أسعار الفائدة
جاء هذا التراجع في الأسواق المالية بالتزامن مع استئناف عمل الحكومة الأمريكية بعد أطول إغلاق في تاريخها. على الرغم من أن الأسهم شهدت ارتفاعاً في بداية الأسبوع بعد الإعلان عن انتهاء الإغلاق، إلا أن المخاوف بشأن سوق العمل الأمريكي ظلت قائمة. ويرى خبراء أن تأجيل بيانات التوظيف والتضخم بسبب الإغلاق أضاف إلى حالة عدم اليقين.
وفي سياق متصل، أعربت سوزان كولينز، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، عن شكوكها بشأن خفض أسعار الفائدة في الاجتماع القادم. وأشارت إلى أن هناك “معياراً مرتفعاً نسبياً للتيسير الإضافي في الفترة القريبة”، مما زاد من الضغوط على الأسواق. وقد ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية الحساسة لأسعار الفائدة لأجل عامين، مما يعكس توقعات المستثمرين بتأجيل خفض الفائدة.
تأثير البيانات الاقتصادية القادمة
يرى كبير الاستراتيجيين في بنك BNY، وي كوون تشونغ، أن الأسواق متوترة وتترقب نتائج تقرير الوظائف القادم. ويعتبر هذا التقرير مؤشراً هاماً على صحة الاقتصاد الأمريكي، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. الأسهم تتأثر بشكل كبير بهذه التوقعات.
من المتوقع أن يراقب المستثمرون عن كثب البيانات الاقتصادية القادمة، بما في ذلك تقرير الوظائف الأمريكي، لتقييم مسار الاقتصاد وتحديد ما إذا كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيغير موقفه بشأن أسعار الفائدة. كما سيتابعون عن كثب تطورات قطاع التكنولوجيا وتقييمات شركات الذكاء الاصطناعي. لا تزال حالة عدم اليقين قائمة، ومن المرجح أن تشهد الأسواق تقلبات في الفترة القادمة.
