أعلنت شركة إيرباص الأوروبية، الرائدة في صناعة الطائرات، عن تسليم 72 طائرة في شهر نوفمبر 2025، مما يرفع إجمالي التسليمات منذ بداية العام إلى 657 طائرة. يعني هذا الأداء أن الشركة مطالبة بتسليم حوالي 133 طائرة إضافية في ديسمبر لتحقيق هدفها السنوي المُعدَّل، والبالغ 790 طائرة. هذا التطور يأتي في ظل تحديات تواجهها الشركة في جودة الإنتاج، لكنها ما زالت تتفوق على منافستها الأمريكية بوينغ في بعض المؤشرات الرئيسية.

وقعت أزمة التسليم في شهر نوفمبر في مدينة تولوز الفرنسية، حيث يقع المقر الرئيسي لإيرباص. التسليمات شملت طائرات من عائلة A320 وA330 وA220. ويهدف هذا الإعلان إلى طمأنة المستثمرين والعملاء بشأن قدرة إيرباص على الوفاء بالتزاماتها.

تسليمات إيرباص 2025: نظرة على الأداء وتحديات الجودة

على الرغم من أن إيرباص تسعى لتحقيق أهدافها الإنتاجية، إلا أن تسليمات شهر نوفمبر شهدت انخفاضًا ملحوظًا مقارنة بالشهر السابق، حيث تم تسليم 78 طائرة في أكتوبر. كما أن الرقم أقل من 84 طائرة تم تسليمها في نوفمبر من العام الماضي، وفقًا لتقارير رويترز.

تأثير مشكلات الجودة

واجهت إيرباص أسبوعًا صعبًا بسبب اكتشاف مشكلة تتعلق بجودة ألواح جسم الطائرة المعدنية المستخدمة في بعض طائرات A320 الأكثر طلبًا. هذه المشكلة جاءت بعد أيام قليلة من إعلان الشركة عن حملة إصلاح واسعة النطاق لمعالجة خلل في البرمجيات. وبحسب تصريحات الشركة، فإنها تتعاون بشكل وثيق مع مورديها لحل هذه المشكلات وضمان أعلى معايير الجودة.

قد تؤدي هذه المشكلات المتعلقة بالجودة إلى تأخير إضافي في التسليمات، مما يزيد الضغط على الشركة لتحقيق هدفها النهائي للسنة. يتطلب معالجة هذه المشكلات فحصًا دقيقًا وإصلاحات محتملة، الأمر الذي قد يستغرق وقتًا أطول من المتوقع.

الطلبات الجديدة وموقف السوق

سجلت إيرباص 75 طلبًا جديدًا لشراء طائرات خلال نوفمبر، ليصل إجمالي الطلبات منذ بداية العام إلى 797 طلبًا. بعد خصم عمليات الإلغاء، بلغ صافي الطلبات 700 طلبًا حتى الآن. تعتبر هذه الأرقام مؤشرًا إيجابيًا على الثقة في منتجات إيرباص وقدرتها التنافسية في السوق العالمية للطائرات.

الطائرات التجارية هي المحرك الرئيسي لنمو إيرباص، ولكن الشركة تعمل أيضًا على تطوير وتعزيز قطاعاتها الأخرى، بما في ذلك الطائرات العسكرية والفضائية. وينظر المحللون إلى أداء الطلبات على أنه قوي بشكل عام، على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية الأخيرة.

في المقابل، سجلت بوينغ، المنافس الرئيسي لإيرباص، صافي 782 طلبًا من يناير إلى أكتوبر.

وعلى الرغم من تفوق إيرباص في التسليمات حتى الآن، إلا أن بوينغ تتمتع بحجم طلبات كبير مسبقًا. يُنظر إلى صناعة الطيران ككل على أنها تتعافى تدريجيًا من تأثيرات جائحة كوفيد-19، مع زيادة الطلب على السفر الجوي. هذا يعزز التنافس الشديد بين الشركتين.

تحليل أداء الموردين

تعاني إيرباص من بعض التحديات التي تواجه مورديها، وخاصةً المورد الإسباني الذي أدى إلى مشكلات في جودة المكونات. تعتمد إيرباص بشكل كبير على شبكة واسعة من الموردين في جميع أنحاء العالم. وبالتالي، فإن أي اضطرابات في سلسلة التوريد يمكن أن تؤثر سلبًا على قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها.

تعمل إيرباص بنشاط على تنويع قاعدة مورديها وتقوية العلاقات مع الموردين الحاليين لتقليل المخاطر المحتملة. سلاسل الإمداد في قطاع الطيران معقدة للغاية، وتتطلب إدارة دقيقة لضمان استمرارية الإنتاج.

تستمر إيرباص في التركيز على الابتكار التكنولوجي لتحسين كفاءة وسلامة طائراتها. تهدف الشركة إلى تطوير حلول طيران مستدامة، بما في ذلك الطائرات التي تعمل بالوقود البديل والهيدروجين.

من المنتظر أن تقوم إيرباص بنشر تقريرها الكامل للعام 2025 في شهر يناير. سيقدم هذا التقرير تحليلاً مفصلاً لأداء الشركة في جميع القطاعات. يجب مراقبة التقدم المحرز في معالجة مشكلات الجودة وتأثيرها على خطط التسليم المستقبلية. كما يجب تتبع التطورات في السوق العالمية للطائرات والمنافسة بين إيرباص وبوينغ.

شاركها.