أعلنت شركة إنفيديا (Nvidia) رسميًا إتمام صفقة استحواذ على حصة في شركة إنتل (Intel) بقيمة 5 مليارات دولار، وهو ما يعزز الشراكة الاستراتيجية بين الشركتين في قطاع تصنيع الرقائق الإلكترونية. جاء الإعلان بعد موافقة الجهات التنظيمية، وتأكيدًا لاتفاق أولي تم الإعلان عنه في سبتمبر/أيلول 2025. تُعد هذه الخطوة علامة فارقة في ديناميكيات صناعة أشباه الموصلات العالمية، وتأتي في وقت حاسم للشركتين.
تمت الصفقة في موقع شركة إنتل بالولايات المتحدة، وتحديدًا بعد فترة شهدت تحولات كبيرة في الشركة. وتشمل الصفقة شراء أسهم إنتل، بالإضافة إلى اتفاقيات تعاون لتطوير منتجات مشتركة، مع التركيز على مراكز البيانات وقطاع الحوسبة الشخصية. التفاصيل المالية الدقيقة للصفقة، بما في ذلك توزيع الأسهم، تم الإعلان عنها من قبل الشركتين.
تعزيز مكانة إنتل في سوق الرقائق الإلكترونية
يأتي استثمار إنفيديا في إنتل في توقيت هام، حيث تسعى إنتل إلى استعادة مكانتها الرائدة في السوق، بعد مواجهة تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة. وقد واجهت الشركة منافسة شرسة من شركات مثل برودكوم (Broadcom)، وتايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC) – أكبر مصنع مستقل للرقائق في العالم – بالإضافة إلى إنفيديا نفسها. كانت هناك أيضًا تكهنات حول إمكانية الاستحواذ على أجزاء من أعمال إنتل في مجال تصنيع الرقائق.
دعم حكومي حيوي
في منتصف عام 2025، تلقت إنتل دفعة قوية من الحكومة الأمريكية من خلال قانون الرقائق (CHIPS and Science Act). ووفقًا للتقارير، تم تحويل المنح الحكومية إلى حصة في أسهم الشركة بقيمة تقدر بنحو 8.9 مليار دولار، ما يمثل حوالي 10% من إجمالي الأسهم. هذا الاستثمار جعل الحكومة الأمريكية المساهم الأكبر في إنتل، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية لصناعة أشباه الموصلات للأمن القومي والاقتصاد الأمريكي.
بالإضافة إلى الدعم الحكومي، يوفر استثمار إنفيديا البالغ 5 مليارات دولار للشركة سيولة إضافية، ويمنح إنفيديا حصة تمثل حوالي 4% من أسهم إنتل. ويتوقع المحللون أن هذا التعاون سيسمح للشركتين بتسريع وتيرة الابتكار، وتبادل الخبرات، وتطوير حلول متكاملة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة عالية الأداء.
أظهر سهم إنتل استجابة إيجابية لهذه الأخبار، حيث ارتفع بنسبة 1.33% ليصل إلى 36.68 دولارًا للسهم عند إغلاق تعاملات يوم الاثنين. وقد استمر السهم في تحقيق مكاسب، مسجلاً زيادة إضافية بنسبة 0.55% خلال تعاملات ما قبل افتتاح السوق الأمريكي. تشير هذه الزيادات إلى توقعات المستثمرين بتحسن أداء الشركة بفضل الشراكات الجديدة.
يُعتقد أن هذا الاستثمار سيساهم بشكل كبير في جهود إنتل لتوسيع نطاق أعمالها وزيادة إيراداتها خلال عام 2026. الشراكة مع إنفيديا من المرجح أن تعزز قدرة إنتل على المنافسة في سوق أشباه الموصلات المتنامي، وخاصة في قطاعات الحوسبة المتطورة والذكاء الاصطناعي. وتعتبر هذه الخطوة استراتيجية تهدف إلى بناء مستقبل أكثر قوة لشركة إنتل في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها القطاع.
التركيز المتزايد على الابتكار والتعاون بين الشركات الكبرى في قطاع تصنيع الرقائق يعكس الطلب المتزايد على الرقائق عالية الأداء. تستخدم هذه الرقائق في مجموعة واسعة من التطبيقات، بدءًا من الحواسيب الشخصية والأجهزة المحمولة، وصولاً إلى السيارات ذاتية القيادة ومراكز البيانات الضخمة. ويتوقع المحللون أن يستمر هذا الطلب في النمو في السنوات القادمة، مما يفتح فرصًا جديدة للشركات العاملة في هذا المجال.
في الوقت الحالي، لا يوجد جدول زمني محدد لإطلاق المنتجات المشتركة بين إنتل وإنفيديا. ومع ذلك، أكدت الشركتان التزامهما بالعمل بشكل وثيق لتطوير حلول مبتكرة تلبي احتياجات السوق المتغيرة. سيركز التعاون الأولي على دمج تقنيات الرقائق من الشركتين لتقديم أداء أفضل وكفاءة أعلى في مراكز البيانات وأنظمة الحوسبة الشخصية. ستكون التطورات التنظيمية المتعلقة بالصفقة، وتفاصيل التعاون التقني، والأداء المالي لإنتل في الربع القادم، نقاطًا رئيسية للمراقبة.
