شهدت أسواق الأسهم الآسيوية الأسبوع الماضي نزوحاً حاداً لرؤوس الأموال الأجنبية، حيث تجاوزت قيمة المبيعات 10 مليارات دولار، وذلك وفقاً لبيانات شركة “إل إس إي جي” LSEG. وقد جاء هذا النزوح في ظل تزايد حذر المستثمرين من ارتفاع تقييمات أسهم التكنولوجيا والشكوك حول استدامة موجة الصعود المدفوعة بزخم الذكاء الاصطناعي.

بلغت قيمة صافي المبيعات الأجنبية في الأسواق الآسيوية خلال الأسبوع المنتهي في 7 نوفمبر تشرين الثاني 10.18 مليار دولار، مقارنة بصافي مشتريات بلغ 2.28 مليار دولار في أكتوبر تشرين الأول. وقد تأثرت عدة أسواق آسيوية بهذا النزوح، حيث سجلت كوريا الجنوبية أكبر موجة نزوح أجنبي بقيمة 5.05 مليار دولار.

تراجع حاد في كوريا وتايوان

تأثرت كوريا الجنوبية وتايوان بشكل كبير بنزوح رؤوس الأموال الأجنبية، حيث بلغت قيمة صافي المبيعات في تايوان 3.86 مليار دولار. وقد أشار جيسون لوي، رئيس استراتيجيات الأسهم والمشتقات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى بنك بي إن بي باريبا، إلى أن عمليات البيع الأجنبية في أسواق كوريا وتايوان جاءت مدفوعة بضعف أسهم الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وفي ظل هذه التطورات، انخفض مؤشر إم إس سي آي لقطاع التكنولوجيا في آسيا باستثناء اليابان بنسبة 4.23% خلال الأسبوع الماضي. ورغم هذا التراجع، يرى مارك هيفلي، كبير مسؤولي الاستثمار في يو بي إس لإدارة الثروات العالمية، أن الأساسيات القوية تدعم بقاء التقييمات الحالية لأسهم التكنولوجيا.

تباطؤ في قطاع التكنولوجيا

أشار هيفلي إلى أن نمو أرباح قطاع التكنولوجيا العالمي من المتوقع أن يبلغ 15% في 2025، تليه زيادة أخرى بنسبة 12.5% في 2026. ومع ذلك، يشير التباين في أداء الأسواق الآسيوية إلى أن المستثمرين يتعاملون بحذر مع أسهم المنطقة، في انتظار وضوح مسار السياسة النقدية الأميركية واتجاهات الطلب العالمي على التكنولوجيا.

شهدت الهند صافي تدفقات خارجة بقيمة 1.42 مليار دولار خلال الأسبوع، بعد أن سجلت تدفقات داخلة بنحو 1.66 مليار دولار في أكتوبر تشرين الأول. وفي تقرير صادر عن إتش إس بي سي، أشير إلى أن الهند أصبحت “أكبر مركز مخصص بأقل من الوزن النسبي” في المحافظ الاستثمارية للأسواق الناشئة.

تأثير النزوح الأجنبي على الأسواق الآسيوية

وفي ظل هذه التطورات، من المتوقع أن يستمر حذر المستثمرين تجاه أسهم التكنولوجيا والأسواق الناشئة في آسيا، خاصة في ظل الشكوك حول استدامة موجة الصعود الحالية. وستكون التطورات المستقبلية في السياسة النقدية الأميركية واتجاهات الطلب العالمي على التكنولوجيا محورية في تحديد مسار الأسواق الآسيوية في الفترة المقبلة.

ويراقب المستثمرون عن كثب التطورات المقبلة، خاصة مع اقتراب موسم إعلان الأرباح في الربع الأخير من العام، حيث سيكون أداء الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي حاسماً في تحديد اتجاهات السوق.

شاركها.