شهدت الأسواق المالية الأوروبية انخفاضًا طفيفًا في التداولات المبكرة يوم الثلاثاء، مع ترقب المستثمرين لبيانات الوظائف الأمريكية لشهرَي أكتوبر ونوفمبر. هذا الترقب، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين بشأن مسار أسعار الفائدة، أدى إلى تبني المتعاملين موقفًا حذرًا. وارتفع الاهتمام بـ الأسهم الأوروبية مع اقتراب نهاية العام، لكن البيانات الاقتصادية القادمة قد تحدد الاتجاه المستقبلي.

يأتي هذا التباطؤ في أعقاب فترة من المكاسب القوية، حيث تتجه الأسواق الأوروبية لتحقيق أداء سنوي متميز. تأخر نشر البيانات الاقتصادية الأمريكية بسبب الإغلاق الحكومي مؤخرًا، مما زاد من أهمية الإصدارات القادمة. من المتوقع أن يكون لهذه البيانات تأثير كبير على قرارات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.

تذبذب الأسواق العالمية وتأثير بيانات الوظائف الأمريكية على الأسهم الأوروبية

لم تقتصر حالة الترقب على أوروبا، حيث أظهرت الأسواق الآسيوية أيضًا تراجعًا في التداولات. سجل مؤشر MSCI للأسهم الآسيوية انخفاضًا ملحوظًا، مدفوعًا بشكل أساسي بضعف النمو الصناعي في الصين، حيث بلغ أدنى مستوى له منذ 15 شهرًا في نوفمبر. هذا التراجع في النشاط الاقتصادي الصيني أثار مخاوف بشأن الطلب العالمي.

في أوروبا، افتتحت المؤشرات الرئيسية على انخفاض، لكنها استعادت بعضًا من زخمها لاحقًا. انخفض مؤشر STOXX 600 بنسبة 0.1%، بينما تراجع مؤشر FTSE 100 في لندن بنسبة 0.3%، وداكس الألماني بنسبة 0.5%. يعكس هذا التذبذب حالة عدم اليقين السائدة في السوق.

تأثير محادثات السلام الروسية الأوكرانية

ساهمت التقارير الإيجابية حول محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في انخفاض أسهم شركات الدفاع الأوروبية. تشير التوقعات إلى أن أي تقدم في هذه المحادثات قد يؤدي إلى تخفيف التوترات الجيوسياسية وتقليل الحاجة إلى الإنفاق العسكري. ومع ذلك، لا تزال هذه المحادثات في مراحلها الأولية، وهناك العديد من العقبات التي يجب التغلب عليها.

استقرار الدولار وتراجع أسعار النفط

بينما تراجعت الأسهم، حافظ الدولار الأمريكي على استقراره نسبيًا عند مستوى 98.204، وهو قريب من أدنى مستوياته مقابل اليورو والين في الشهرين الماضيين. استقر سعر اليورو عند 1.1754 دولار، على الرغم من البيانات التي تشير إلى تباطؤ النمو في منطقة اليورو في نهاية العام. هذا التباطؤ يثير تساؤلات حول قدرة منطقة اليورو على مواجهة التحديات الاقتصادية القادمة.

شهدت أسعار النفط تراجعًا كبيرًا، حيث انخفضت إلى أقل من 60 دولارًا للبرميل. يعزى هذا الانخفاض إلى التوقعات بأن أي اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا قد يؤدي إلى زيادة المعروض من النفط في السوق العالمية. بالإضافة إلى ذلك، أدت المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي إلى تقليل الطلب على النفط.

في المقابل، ارتفعت أسعار الذهب، مدفوعة بضعف الدولار وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية. يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، وبالتالي يميل المستثمرون إلى الاستثمار فيه عندما تكون هناك مخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد. بينما شهدت العملة الرقمية بيتكوين تراجعًا طفيفًا، واستقرت بالقرب من أدنى مستوياتها في أسبوعين.

تتجه الأنظار الآن نحو بيانات الوظائف الأمريكية التي ستصدر قريبًا. من المتوقع أن تقدم هذه البيانات رؤى قيمة حول صحة الاقتصاد الأمريكي وتأثير ذلك على السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. بالإضافة إلى ذلك، سيراقب المستثمرون عن كثب أي تطورات جديدة في محادثات السلام الروسية الأوكرانية، حيث يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الأسواق المالية العالمية. التقلبات في الأسهم الأوروبية قد تستمر حتى تتضح الصورة الاقتصادية بشكل كامل.

(رويترز)

شاركها.