يتجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو الإعلان عن رئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (رئيس الفيدرالي) في الأسبوع الأول من شهر يناير عام 2026، في قرار يترقب الأسواق العالمية بشدة. وتأتي هذه الأنباء في ختام عملية بحث دقيقة ومطولة لشغل هذا المنصب المحوري في الاقتصاد الأمريكي. وتتركز الأنظار الآن على أربعة مرشحين رئيسيين، مع توقعات بأن يحدد الرئيس ترامب خياره النهائي خلال اجتماع في عقاره بمارفالاغو في فلوريدا في نهاية العام الحالي.
يُعتبر اختيار رئيس الفيدرالي من بين أهم القرارات الاقتصادية التي يتخذها الرئيس الأمريكي، حيث يؤثر هذا المنصب بشكل مباشر على السياسة النقدية، ومعدلات الفائدة، وعلى الاستقرار الاقتصادي بشكل عام. ووفقًا لتقارير إخبارية، فإن عملية الاختيار باتت في مراحلها النهائية، ومن المتوقع أن يكون للإعلان تأثير كبير على أسواق المال والاستثمارات العالمية.
عملية الاختيار في مراحلها النهائية
ذكرت شبكة سي إن بي سي، نقلاً عن مصادر رفيعة المستوى، أن الرئيس ترامب سيعقد اجتماعًا حاسمًا في نهاية العام مع المرشحين المتبقين، وأبرزهم ريك ريدر، الذي سيخضع لمقابلة نهائية في مارالاغو. يهدف هذا الاجتماع إلى تقييم المرشحين بشكل شخصي ومباشر قبل اتخاذ القرار النهائي.
يولي الرئيس ترامب اهتمامًا خاصًا بتأثير قراره على الاقتصاد الأمريكي، وحريصًا على اختيار شخصية قادرة على الحفاظ على النمو والاستقرار. من هذا المنطلق، فإن اختيار رئيس الفيدرالي الجديد لا يتعلق فقط بالخبرة والكفاءة، بل أيضًا بالتوافق مع الرؤية الاقتصادية للرئيس.
أبرز المرشحين المحتملين
تتداول الأوساط الاقتصادية أسماء أربعة مرشحين رئيسيين يتنافسون على منصب رئيس الفيدرالي. من بين هؤلاء:
- كيفين هاسيت: يعتبر من أقوى المرشحين من حيث القدرة على التنبؤ بتحركات الأسواق، لكن علاقته الوثيقة بالرئيس ترامب أثارت بعض المخاوف بشأن استقلالية الفيدرالي.
- كريستوفر والر: وهو عضو حالي في مجلس الاحتياطي الفيدرالي. تشير التقارير إلى أنه قدم أداءً قويًا في اجتماعاته الأخيرة، وأن خلفيته وخبرته في وول ستريت تُعتبَر ميزة إيجابية.
- كيفين وارش: سبق له أن شغل منصبًا في مجلس الاحتياطي الفيدرالي. ويحافظ وارش على مكانته المتقدمة في قائمة المرشحين.
- ريك ريدر: وهو شخصية مالية بارزة ستجري معه المقابلة النهائية.
يُعد كل مرشح من هؤلاء ذا خبرة واسعة في المجال المالي والاقتصادي، ويمثل توجهات مختلفة فيما يتعلق بالسياسة النقدية. وعلى هذا النحو، فإن اختيار الرئيس ترامب سيعكس بالتأكيد رؤيته الخاصة لكيفية إدارة الفيدرالي.
دور وزير الخزانة وتأثير القرار
يُذكر أن وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بسنت، يتابع عن كثب عملية الاختيار، ولكنه يحرص على عدم إبداء أي تفضيل لمرشح معين. ويهدف بسنت إلى خلق بيئة محايدة تسمح للرئيس باتخاذ قراره الخاص دون أي ضغوط أو تأثيرات خارجية. وقد صرح مصدر مقرب من الرئيس ترامب، أن “هذا أحد أهم القرارات في إدارة أقوى رجل في العالم؛ فالرئيس نفسه سيقرر هذا، وليس لجنة.”
من المتوقع أن يكون لقرار الرئيس ترامب بشأن رئيس الفيدرالي تأثير كبير على مجموعة واسعة من القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك أسعار الأسهم، وأسعار الفائدة، وسوق العقارات. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا القرار سيحدد إلى حد كبير مسار السياسة النقدية الأمريكية في السنوات القادمة. (السياسة النقدية، أسعار الفائدة)
يواجه الاقتصاد العالمي تحديات متزايدة، بما في ذلك التضخم وارتفاع أسعار الطاقة. وعليه، فإن اختيار رئيس الفيدرالي المناسب سيكون أمرًا بالغ الأهمية لمواجهة هذه التحديات والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.
يتوقع أن يراقب المستثمرون والجهات الفاعلة في السوق عن كثب التطورات الأخيرة في عملية الاختيار، ويتوقعون أي إشارات أو تلميحات قد تكشف عن هوية المرشح المفضل لدى الرئيس.
ومن المرجح أن يشهد الأسبوع الأول من يناير 2026 الإعلان الرسمي عن اسم رئيس الفيدرالي الجديد، مما سيؤدي إلى ردود فعل واسعة النطاق في الأسواق المالية العالمية.
