أصبحت العملات المستقرة أداة رئيسية في التمويل العالمي، وفقًا لميريك ثيوبالد، نائب رئيس التسويق في BitPay. مدفوعة بالوضوح التنظيمي، والفائدة الواقعية، والاعتماد من قبل الشركات مثل Visa، تكتسب هذه العملات مركزًا متناميًا في المدفوعات الرقمية. يُنظر إليها بشكل متزايد كطريقة فعالة وآمنة لإجراء المعاملات عبر الحدود، مما يجذب المؤسسات والتجار على حد سواء.

أفاد ثيوبالد لموقع crypto.news أن زيادة الاعتماد على العملات المستقرة في المدفوعات يعزى إلى عوامل متعددة، بما في ذلك التطورات التنظيمية، ودخول الشركات الكبرى، وزيادة فهم المستهلكين لهذه التقنية.

الاعتماد المتزايد على العملات المستقرة: نظرة عامة

يرى خبراء الصناعة أن الوضوح التنظيمي هو المحرك الأساسي لاعتماد العملات المستقرة. إذ أن قوانين مثل “قانون الوضوح في مدفوعات العملات المستقرة” في الولايات المتحدة و”MiCA” في أوروبا، توفر إطارًا عمليًا للمؤسسات لتقييم المخاطر واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن استخدام هذه العملات. هذا الوضوح يقلل من الشكوك التنظيمية التي كانت تعيق اعتمادها سابقًا.

بالإضافة إلى ذلك، فإن مشاركة شركات رائدة مثل Visa تضفي مصداقية أكبر على العملات المستقرة. دخول Visa إلى هذا المجال يشير إلى إمكانية دمج هذه العملات في البنية التحتية المالية الحالية، مما يسهل استخدامها على نطاق أوسع.

وفي الوقت نفسه، يشير إقبال المستهلكين على استخدام المحافظ الرقمية وفهم تقنية البلوك تشين إلى زيادة في الوعي بهذه الأدوات الجديدة، مما يمهد الطريق لاعتماد أوسع نطاقًا.

لماذا تهتم الشركات بالعملات المستقرة؟

بالنسبة للشركات، توفر العملات المستقرة مزايا كبيرة مقارنة بطرق الدفع التقليدية. فهي تقلل من تقلبات الأسعار المرتبطة بالعملات المشفرة الأخرى مثل البيتكوين، بينما تحتفظ بفوائد تقنية البلوك تشين، بما في ذلك السرعة والشفافية والأمان.

تسمح هذه العملات بإرسال الأموال عبر الحدود في ثوانٍ، مع تسجيل المعاملات على سجل عام. كما أنها توفر نهائية الدفع، مما يعني أنه لا يمكن عكسها، وهو أمر جذاب بشكل خاص للشركات التي تسعى إلى تقليل مخاطر عمليات الاحتيال والنزاعات.

مع سهولة شراء العملات المستقرة من خلال منصات التداول، يمكن للشركات الآن طلب الدفع من العملاء بهذه العملات.

دور Visa في تبني العملات المستقرة

يعتبر دخول Visa إلى مجال العملات المستقرة خطوة مهمة للغاية. من خلال دعم Visa لهذه العملات، فإنها تفتح الباب أمام شبكة واسعة من التجار والمستهلكين لتبنيها. حتى لو كان ذلك على نطاق داخلي في البداية، فإنه يوفر Visa القدرة على طمأنة الشركاء بأن الأموال متاحة وآمنة.

إن هذه الخطوة من Visa تثير تساؤلات لدى الشركات الأخرى حول استراتيجياتها في مجال المدفوعات الرقمية، مما قد يدفعهم إلى النظر في دمج العملات المستقرة في أنظمة الدفع الخاصة بهم.

تأثير الذكاء الاصطناعي على المدفوعات

يشير ثيوبالد إلى دور متزايد للذكاء الاصطناعي (AI) في مجال المدفوعات، حيث يمكن استخدامه لاتخاذ قرارات دفع أكثر ذكاءً. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل محافظ المستخدمين واقتراح أفضل عملة مشفرة للاستخدام بناءً على أسعار الصرف والرسوم والتوقيت.

ومع ذلك، لا تزال الأدوات اللازمة لتطبيق هذه التقنية على نطاق واسع قيد التطوير. يتطلب ذلك جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات، وهو ما يمثل تحديًا للشركات الصغيرة والمتوسطة.

المخاطر والتحديات التنظيمية المحتملة

على الرغم من النمو المتزايد، لا تزال العملات المستقرة تواجه تحديات تنظيمية. بينما لا يعتقد ثيوبالد أن الحكومات ستمنع هذه العملات، فإنه يتوقع تركيزًا أكبر على حماية المستهلكين.

قد يتضمن ذلك عمليات تدقيق صارمة لمصدري العملات المستقرة لضمان أنهم يحافظون على احتياطيات بنسبة 1:1، أي أن كل عملة مستقرة مدعومة بدولار واحد أو ما يعادله.

الفشل في الحفاظ على هذه الاحتياطيات قد يؤدي إلى فقدان الثقة في هذه العملات، وهو ما سيكون له تأثير سلبي على الصناعة بأكملها.

هيمنة الدولار الأمريكي والاتجاهات المستقبلية

تهيمن العملات المستقرة المرتبطة بالدولار الأمريكي على السوق حاليًا، ويعكس ذلك مكانة الدولار كعملة احتياط عالمية تقليدية. ومع ذلك، قد نشهد تطورًا في هذا المجال مع قيام مناطق أخرى بتطوير عملاتها المستقرة الخاصة بها المرتبطة بالعملات المحلية.

الجدير بالذكر أن العملات المستقرة تمثل الآن حوالي 40٪ من حجم المعاملات في BitPay، مقارنة بـ 30٪ في العام الماضي، مما يوضح الزيادة الكبيرة في استخدامها. كما أن متوسط قيمة الطلب باستخدام هذه العملات يتجاوز 6000 دولار أمريكي، مما يشير إلى أنها تستخدم في كل من المعاملات الصغيرة والكبيرة.

في الختام، من المتوقع أن يستمر اعتماد العملات المستقرة في النمو مع استمرار الوضوح التنظيمي وتوسع البنية التحتية لتكنولوجيا البلوك تشين. ومع ذلك، يجب مراقبة التطورات التنظيمية عن كثب، بالإضافة إلى تطور تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، لتقييم مستقبل هذه العملات وتأثيرها على النظام المالي العالمي.

شاركها.