أعرب مات هوجان، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة Bitwise، عن شكوكه حول قدرة شركات الخزانة الرقمية (DAT) على الحفاظ على علاوة سعرية مستدامة فوق قيمة الأصول المشفرة الأساسية التي تحتفظ بها. وأشار هوجان إلى أن التكاليف التشغيلية والقيود على السيولة ومخاطر التنفيذ تفوق الطرق المحدودة التي يمكن للشركات من خلالها زيادة قيمتها من العملات المشفرة لكل سهم.

قدم هوجان نموذجًا ينطلق من اعتبار أن شركة الخزانة الرقمية ذات حجم محدود، ويكيل القوى المتوقعة التي تدفع سعرها إلى ما دون قيمة أصولها المشفرة، مقابل الطرق القليلة وغير المؤكدة في كثير من الأحيان لزيادة ما تمتلكه من العملات المشفرة لكل سهم. يأتي هذا التقييم في ظل مناقشات متزايدة حول مستقبل شركات الخزانة الرقمية، خاصة مع ظهور صناديق الاستثمار المتداولة للعملات المشفرة (ETFs)

تقييم شركات الخزانة الرقمية والاتجاه نحو صناديق ETF

وقال هوجان في تغريدة له: “معظم شركات الخزانة الرقمية ستتداول بخصم، وفقط عدد قليل من الشركات الاستثنائية ستحقق علاوة سعرية”. وأوضح أن هذه الشركات تواجه “عتبةً عالية” بسبب التحديات الكامنة في نموذج عملها.

وتركز معظم الضغوط الهبوطية على تقييمات شركات الخزانة الرقمية على ثلاثة عوامل رئيسية: “نقص السيولة” و”المصروفات” و”المخاطر”. وصف هوجان هذه العوامل بأنها “مؤكدة” في جميع أنحاء القطاع. ففيما يتعلق بنقص السيولة، تساءل هوجان عن سبب دفع أي شخص “سعرًا كاملاً اليوم” مقابل البيتكوين الذي سيتم استلامه بعد عام.

يعتبر هوجان أن الفجوة بين الملكية الفورية والتسليم المؤجل تخلق انخفاضًا تلقائيًا في القيمة، يتسع كلما زادت فترة الاحتفاظ أو زادت العقبات المتصورة. بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن “كل دولار يتم إنفاقه على المصروفات التشغيلية أو تعويضات المديرين التنفيذيين يخرج من جيبك”، وأن المستثمرين يجب أن يأخذوا في الاعتبار احتمال “ارتكاب الشركة لخطأ ما”.

مجتمعة، تشكل هذه العوامل الخصم الأساسي الذي يفرضه المستثمرون على شركة الخزانة الرقمية، قبل النظر فيما إذا كانت أي روافع للزيادة يمكن أن تعوض ذلك.

استراتيجيات تعويض المخاطر

حدد هوجان أربع طرق رئيسية تسعى شركات الخزانة الرقمية من خلالها إلى زيادة ما لديها من العملات المشفرة لكل سهم: إصدار الديون، وإقراض الرموز المميزة، واستخدام الخيارات، وشراء الأصول بخصم. وأكد على أن هذه الخطوات لا تنجح إلا في الظروف المناسبة، وتحت شرط عدم إضافة مخاطر جديدة.

وأضاف هوجان أن “المصروفات والمخاطر تتفاقم بمرور الوقت”، مما يعني أن الضغط على شركة الخزانة الرقمية الدائمة يزداد في حين أن أي مكاسب في قيمة العملات المشفرة لكل سهم يجب تكرارها عبر الدورات. يتعلق الأمر بالقدرة على الاستمرار في تحقيق أداء أفضل من مجرد الاحتفاظ بالعملات المشفرة بشكل مباشر.

هذا التحول في وجهة النظر تزامن مع زيادة الاهتمام بصناديق الاستثمار المتداولة للعملات المشفرة (ETFs) التي توفر وصولاً مباشرًا وشفافًا إلى هذه الأصول. يرى البعض في صناديق ETF بديلاً أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة لشركات الخزانة الرقمية.

في سياق ذلك، علق نيت جيراسي، المؤسس المشارك لمعهد ETF، على الأهمية المتزايدة لصناديق ETF للعملات المشفرة، واصفاً إياها بأنها “قاتلة لشركات الخزانة الرقمية” بسبب قدرتها على إنهاء الفترة التي ازدهرت فيها هذه الشركات من خلال الاستفادة من التحكيم التنظيمي.

من جانبه، أشار إريك بالتشوناس، المحلل الرئيسي لدى بلومبرج في مجال صناديق ETF، إلى أن صناديق ETF تؤدي فعليًا نفس الوظيفة التي تؤديها شركات الخزانة الرقمية، ولكن “بتتبع جيد”، مما يعني أنها تعكس أداء الأصول الأساسية بشكل أكثر دقة. ومع ذلك، أضاف بالتشوناس أن بعض المؤسسات قد تظل بحاجة إلى هياكل مثل MicroStrategy، نظرًا لعدم قدرتها على الاحتفاظ بالأسهم أو السندات، لكنه يعتقد أن هذا الجمهور “غير كافٍ لكي تزدهر العديد من هذه الشركات”.

تأتي هذه التطورات في الوقت الذي يشهد فيه سوق العملات المشفرة نضجًا متزايدًا، وظهور أدوات استثمارية جديدة توفر وصولاً أكثر تنظيمًا وشفافية للمستثمرين.

مع استمرار تطور مشهد الاستثمار الرقمي، من المتوقع أن تشهد شركات الخزانة الرقمية المزيد من التدقيق، وأن تشتد المنافسة مع صناديق ETF. وتعتبر قدرة هذه الشركات على إثبات نموذج أعمال مستدام وقادر على تحقيق قيمة مضافة للمستثمرين أمرًا حاسمًا لبقائها في السوق. من المهم مراقبة أداء هذه الشركات عن كثب، وكذلك التغييرات التنظيمية التي قد تؤثر على مستقبلها.

شاركها.