شهدت عملة البيتكوين (BTC)، الرائدة في سوق العملات الرقمية، تقلبات ملحوظة هذا الأسبوع، حيث بدأت بصعود ثم تراجعت قبل قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. يراقب المستثمرون عن كثب تأثير هذا القرار على البيتكوين، مع بقاء معنويات السوق حذرة في الوقت الحالي. تعتبر هذه الفترة بالغة الأهمية لتحديد مسار العملة الرقمية في المدى القصير.

تأتي هذه التطورات في ظل ترقب عالمي لقرارات البنوك المركزية الكبرى، والتي تؤثر بشكل كبير على أسواق المال بشكل عام، بما في ذلك سوق البيتكوين. يُعد قرار الفائدة الأمريكية من أهم الأحداث التي يترقبها المستثمرون، حيث يمكن أن يؤثر على السيولة المتاحة في الأسواق وبالتالي على الطلب على الأصول الرقمية.

هل يشير اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة (FOMC) إلى انخفاض في سعر البيتكوين؟

أجرى المحلل في مجال العملات الرقمية، علي مارتينيز، تحليلاً مفصلاً أظهر أن البيتكوين شهدت انخفاضاً في ستة من أصل سبعة اجتماعات للجنة السوق الفيدرالية المفتوحة (FOMC) عُقدت هذا العام. يشير هذا إلى وجود علاقة عكسية محتملة بين قرارات الفيدرالي وأداء العملة الرقمية.

ووفقاً للمحلل، فإن البيتكوين ارتفعت في اجتماع واحد فقط هذا العام، وهو الاجتماع الذي عُقد في السابع من مايو، حيث سجلت زيادة بنسبة 15%. في المقابل، شهدت العملة الرقمية أكبر انخفاضات في شهري يناير (29%) وأكتوبر (19%) ومارس (12%).

بناءً على هذه البيانات، حذر مارتينيز من ضرورة توخي الحذر واحتمالية حدوث تصحيح في الأسعار إذا لم يظهر محفز صعودي بعد اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة (FOMC) المقرر غداً. يُنصح المستثمرون بتقييم المخاطر بعناية قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.

تحليل أداء البيتكوين التاريخي مع قرارات الفيدرالي

يُظهر التحليل التاريخي أن قرارات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة يمكن أن تؤثر على جاذبية البيتكوين كأصل بديل. عندما ترتفع أسعار الفائدة، تميل الأصول ذات المخاطر الأعلى، مثل العملات الرقمية، إلى فقدان جاذبيتها مقارنة بالأصول الأكثر أماناً، مثل السندات الحكومية.

صعود البيتكوين لا يزال غير واضحاً!

تبنت شركة Matrixport، وهي شركة متخصصة في تحليل الأسواق، نهجاً حذراً مع اقتراب اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة (FOMC). ترى الشركة أن البيتكوين تظهر قوة في المدى القصير، لكن حالة عدم اليقين المحيطة بالاجتماع لم تحل بعد.

وأشارت Matrixport إلى أن نهاية العام عادة ما تكون فترة لتخفيف الديون وتقليل المراكز، وأن أي انتعاش قصير الأجل يجب اعتباره فرصة لتقليل المراكز بدلاً من إشارة شراء. يُنصح المستثمرون بتجنب التسرع في اتخاذ القرارات بناءً على تقلبات قصيرة الأجل.

حددت الشركة مستوى 91,500 دولار أمريكي كمستوى حرج قصير الأجل لتحديد ما إذا كان سعر البيتكوين سيتجه نحو الصعود أو الهبوط. يعتبر هذا المستوى نقطة مراقبة مهمة للمحللين والمستثمرين.

بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن حجم التداول في سوق العملات الرقمية قد انخفض في الآونة الأخيرة، مما يعكس حالة عدم اليقين السائدة بين المستثمرين. يؤثر هذا الانخفاض في حجم التداول على سيولة السوق وقد يزيد من تقلباته.

*هذا ليس نصيحة استثمارية.

من المتوقع أن يصدر مجلس الاحتياطي الفيدرالي قراره بشأن أسعار الفائدة في العاشر من ديسمبر. سيراقب المستثمرون عن كثب تصريحات الفيدرالي بحثاً عن أي إشارات حول مسار السياسة النقدية في المستقبل. ستكون ردة فعل البيتكوين على هذا القرار مؤشراً مهماً على معنويات السوق واتجاهها في المدى القصير. تبقى حالة عدم اليقين قائمة، ويتعين على المستثمرين متابعة التطورات عن كثب وتقييم المخاطر بعناية.

شاركها.