:

أصدر بنك ستاندرد تشارترد تعديلاً على توقعاته لسعر بيتكوين، مخفضاً هدفه ل نهاية العام إلى 100,000 دولار، وهو ما يمثل نصف التوقعات السابقة التي بلغت 200,000 دولار. يأتي هذا التعديل في ظل تراجع الاهتمام المؤسسي وتقلبات السوق، مما يعيد تقييم مسار العملة الرقمية الرائدة.

توقعات سعر البيتكوين: مراجعة ستاندرد تشارترد وتأثيرها

أعلن بنك ستاندرد تشارترد عن مراجعة لتقديراته المستقبلية لسعر البيتكوين، مع تقديم نظرة أكثر تحفظاً من سابقاتها. وقد أرجع البنك هذا التعديل إلى عدة عوامل، أبرزها تباطؤ وتيرة الاستثمار المؤسسي وتغير ديناميكيات العرض والطلب في سوق العملات الرقمية. كما قام البنك بتأجيل توقعاته ببلوغ البيتكوين 500,000 دولار إلى عام 2030.

ويعد هذا التغيير بمثابة تحول ملحوظ في التوقعات، خاصة بعد أن كان البنك من بين المؤسسات المالية القليلة التي توقعت ارتفاعاً كبيراً في سعر البيتكوين. يأتي هذا التعديل في وقت يشهد فيه سوق العملات الرقمية تقلبات ملحوظة، حيث يتأثر السعر بمجموعة متنوعة من العوامل الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية.

تراجع الطلب المؤسسي وتأثير صناديق الاستثمار المتداولة

وفقًا لمحللي ستاندرد تشارترد، فإن الارتفاع الأخير في سعر البيتكوين، والذي كان مدفوعًا بشكل كبير بالتراكم النشط من قبل الشركات الكبرى مثل MicroStrategy، قد بلغ ذروته إلى حد كبير. MicroStrategy أضافت 10,754 بيتكوين خلال الأسبوعين الماضيين، ليصل إجمالي حيازاتها إلى أكثر من 660,600 بيتكوين.

ونتيجة لذلك، أصبح الاعتماد على تدفقات الأموال من صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) أكثر أهمية في تحديد مسار السعر المستقبلي. ومع ذلك، تشير البيانات إلى أن هذه التدفقات قد انخفضت إلى 50,000 بيتكوين لكل ربع سنة، وهو أدنى مستوى لها منذ إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين في الولايات المتحدة.

هذا الانخفاض في التدفقات قد يعكس حالة من الحذر بين المستثمرين، أو قد يكون مرتبطًا بعوامل أخرى مثل التقلبات في الأسواق المالية التقليدية. البيتكوين، على الرغم من شعبيته المتزايدة، لا يزال يعتبر أصلاً عالي المخاطر، مما يجعله عرضة للتغيرات المفاجئة في المعنويات السوقية.

عوامل إضافية تؤثر على سعر البيتكوين

بالإضافة إلى تراجع الطلب المؤسسي وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة، هناك عوامل أخرى ساهمت في مراجعة ستاندرد تشارترد لتوقعاتها. تشمل هذه العوامل توقف الاتجاه الصعودي للبيتكوين، والضغوط السياسية على الاحتياطي الفيدرالي، وعدم اليقين المحيط بالسياسة النقدية المستقبلية.

تؤثر هذه العوامل مجتمعة على المعنويات العامة في السوق وتقلل من المحفزات قصيرة الأجل لنمو الأسعار. كما أن التطورات التنظيمية المتعلقة بالعملات الرقمية، سواء كانت إيجابية أو سلبية، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على سعر البيتكوين. العملات الرقمية بشكل عام تخضع لتدقيق متزايد من قبل الحكومات والهيئات التنظيمية في جميع أنحاء العالم.

من المهم ملاحظة أن سعر البيتكوين يتأثر أيضًا بعوامل خارجية مثل الأحداث الجيوسياسية والتغيرات في أسعار الفائدة العالمية. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي تصاعد التوترات التجارية بين الدول الكبرى إلى زيادة الطلب على البيتكوين كملاذ آمن، مما قد يدفع السعر إلى الارتفاع. تداول البيتكوين ينطوي على مخاطر كبيرة، ويجب على المستثمرين إجراء أبحاثهم الخاصة قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.

في المقابل، يمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى تقليل جاذبية البيتكوين كمخزن للقيمة، مما قد يؤدي إلى انخفاض السعر. هذه التفاعلات المعقدة تجعل من الصعب للغاية التنبؤ بدقة بمسار سعر البيتكوين على المدى القصير.

تعتبر هذه المراجعة من قبل ستاندرد تشارترد بمثابة إشارة إلى أن سوق البيتكوين قد يكون في مرحلة انتقالية. بعد فترة من النمو السريع المدفوع بالاستثمار المؤسسي، قد يشهد السوق الآن فترة من الاستقرار النسبي أو حتى التصحيح.

من المتوقع أن يراقب المستثمرون عن كثب تطورات صناديق الاستثمار المتداولة، فضلاً عن أي تغييرات في السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. كما أن التطورات التنظيمية المتعلقة بالعملات الرقمية ستكون ذات أهمية خاصة. الوضع العام لسوق الاستثمار في البيتكوين لا يزال يتطلب الحذر والتحليل المستمر.

في الختام، من المقرر أن يقوم بنك ستاندرد تشارترد بمراجعة توقعاته مرة أخرى في الربع الأول من عام 2025، مع الأخذ في الاعتبار أحدث البيانات والتطورات في السوق. ومع ذلك، لا تزال هناك حالة من عدم اليقين تحيط بمسار سعر البيتكوين، ومن المهم أن يظل المستثمرون على اطلاع دائم بالتطورات في هذا المجال المتغير باستمرار.

شاركها.