شهدت عملة بيتكوين والعملات الرقمية البديلة انتعاشًا سريعًا في الأيام الأخيرة بعد انخفاضات حادة في شهري أكتوبر ونوفمبر، وهو ما يعتبر تاريخيًا فترات صعودية. ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن الارتفاع الكبير ليس متوقعًا على المدى القصير، على الرغم من أن هذا الانتعاش يزيد بشكل طفيف من توقعات الصعود.

تحليل سوق البيتكوين: هل يستمر الارتفاع؟

بعد فترة من التقلبات والانخفاضات، عاد سوق العملات الرقمية للارتفاع. هذا الارتفاع يثير تساؤلات حول ما إذا كانت بيتكوين ستستمر في مسارها الصعودي أم ستواجه تصحيحًا آخر. العديد من العوامل الاقتصادية والسياسية تؤثر على هذه السوق المتقلبة، مما يجعل التنبؤات صعبة.

توقعات المحللين: حذر بشأن الارتفاعات الكبيرة

أعربت أوفيليا سنايدر، المؤسس المشارك لشركة 21Shares المتخصصة في إصدار صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs)، عن شكوكها في أن بيتكوين ستكرر الارتفاع القوي الذي شهدته في أوائل عام 2025 في أوائل عام 2026. وأوضحت سنايدر أن العوامل الأساسية التي تدفع الانخفاض وتقلبات السوق من غير المرجح أن تحل وتنتهي في المدى القصير.

وأشارت سنايدر إلى أن شهر يناير يعتبر تقليديًا وقتًا لإعادة توازن محافظ المستثمرين، وبالتالي، فإن تحقيق ارتفاع مماثل لارتفاع يناير 2025 في عام 2026 يتطلب تغييرًا إيجابيًا كبيرًا في معنويات المستثمرين بشكل عام. ومع ذلك، نظرًا للمعنويات الراكدة حاليًا في السوق، فإنها ترى أن بيتكوين من غير المرجح أن تشهد ارتفاعًا قويًا مماثلًا في يناير 2026.

يتفق محلل آخر مع وجهة نظر سنايدر، متوقعًا أن تتداول بيتكوين في نطاق يتراوح بين 85,000 و 95,000 دولار بحلول نهاية العام. وبحسب بول هوارد من Wincent، فإنه يتوقع أن تتداول بيتكوين بشكل عرضي في هذا النطاق.

السيولة المنخفضة وتأثير البنك المركزي الياباني

يرى هوارد أن السيولة المنخفضة في شهر ديسمبر قد تحد من أي تعافٍ أو ارتفاع قوي لـ بيتكوين. كما أضاف أنه في غياب متغيرات اقتصادية كلية واضحة أو محفزات، فإن سعر بيتكوين سيتحرك ببطء.

ومع ذلك، أشار المحلل إلى أن حالة ركود بيتكوين قد تخلق بيئة مناسبة للعملات الرقمية البديلة (altcoins)، وفي حالة ضعف بيتكوين، قد يتحول بعض شهية المخاطرة في السوق إلى هذه العملات. العملات الرقمية البديلة قد تقدم فرصًا للمستثمرين الباحثين عن عوائد أعلى، ولكنها تحمل أيضًا مخاطر أكبر.

ويصف هوارد قرار البنك المركزي الياباني (BOJ) بشأن أسعار الفائدة القادمة بأنه حدث مهم من منظور الاقتصاد الكلي. وإذا حافظ البنك المركزي الياباني على أسعار الفائدة دون تغيير، فقد يؤدي ذلك إلى إحياء الطلب على الأصول الخطرة وخلق اتجاه إيجابي لـ بيتكوين والذهب والأسهم.

تأثير العوامل الاقتصادية الكلية على سوق العملات الرقمية

تعتبر العوامل الاقتصادية الكلية، مثل قرارات البنوك المركزية والتضخم والنمو الاقتصادي، من العوامل الرئيسية التي تؤثر على سوق العملات الرقمية. التضخم المرتفع قد يدفع المستثمرين إلى البحث عن أصول بديلة مثل بيتكوين، بينما قد تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى تقليل الشهية للمخاطرة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التطورات التنظيمية تلعب دورًا مهمًا في تحديد مستقبل سوق العملات الرقمية. اللوائح الواضحة والمنظمة يمكن أن تعزز الثقة في السوق وتشجع على الاستثمار، بينما يمكن أن تؤدي اللوائح غير المؤكدة أو الصارمة إلى تثبيط الاستثمار.

الاستقرار السياسي والاقتصادي العالمي له أيضًا تأثير كبير على سوق العملات الرقمية. الأزمات الجيوسياسية وعدم اليقين الاقتصادي يمكن أن تؤدي إلى تقلبات في الأسعار وتراجع في الثقة.

في الختام، من المتوقع أن يستمر سوق العملات الرقمية في التطور والتغير في الأشهر المقبلة. سيكون من المهم مراقبة قرارات البنك المركزي الياباني والتطورات التنظيمية والعوامل الاقتصادية الكلية الأخرى لتقييم الاتجاه المستقبلي لـ بيتكوين والعملات الرقمية البديلة. لا تزال هناك حالة من عدم اليقين تحيط بالسوق، ومن الضروري إجراء بحث شامل قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. *هذا ليس نصيحة استثمارية.*

شاركها.