مع تزايد التوقعات بفوز الديمقراطيين بأغلبية مجلس النواب الأمريكي في عام 2026، وفقًا لسوق التنبؤات “كالشي”، يكتسب الانتقاد الجديد الذي وجهته النائبة ماكسين واترز لسياسات رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات بول أتكينز المتعلقة بالالعملات المشفرة زخمًا متزايدًا. تأتي هذه الانتقادات في وقت يشهد فيه القطاع تحديات تنظيمية كبيرة، وتثير تساؤلات حول استقلالية الهيئة الرقابية.

دعت واترز، وهي عضوة بارزة في لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب، أتكينز إلى الإدلاء بشهادته أمام اللجنة، حيث تسعى إلى محاسبته على إنهاء أو تعليق إجراءات إنفاذية هامة ضد شركات وأفراد في قطاع الأصول الرقمية. يأتي هذا الطلب خلال فترة استراحة الكونجرس الشتوية، لكنه يضع ضغوطًا إضافية على أتكينز والهيئة التي يرأسها.

انتقادات واترز لسياسات لجنة الأوراق المالية والبورصات بشأن العملات المشفرة

أشارت واترز في رسالة إلى رئيس اللجنة الجمهوري، النائب الفرنسي هيل، إلى أن لجنة الأوراق المالية والبورصات أنهت أو علقت إجراءات إنفاذية رئيسية ضد شركات بارزة مثل كوينبيس وبينانس وجوستن صن، والتي اتُهمت بانتهاكات خطيرة لقوانين الأوراق المالية. وأعربت عن قلقها من عدم فحص اللجنة لأسباب قرار الهيئة بالتخلي عن هذه القضايا، وكيف تنوي الهيئة ردع الاحتيال والتلاعب في الأسواق التي تؤثر على ملايين المستثمرين الأفراد.

وفقًا لواترز، أعلنت بعض الشركات المعنية عن إنهاء القضايا قبل أن تصوت عليها اللجنة رسميًا، واتهمت مكتب أتكينز بلعب دور نشط بشكل غير عادي في التفاوض على إنهاء هذه القضايا. هذا الأمر يثير تساؤلات حول مدى تأثير الإدارة الحالية على قرارات الهيئة الرقابية.

تغيير القيادة وتأثيره على القضايا القانونية

بعد تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه، شهدت لجنة الأوراق المالية والبورصات تغييرًا في القيادة، مما أدى في النهاية إلى تأكيد أتكينز كرئيس لها. أدى هذا التغيير إلى تخلي الهيئة عن قائمة طويلة من المعارك القانونية مع قطاع العملات المشفرة. تقريبًا جميع القضايا المعلقة تم إسقاطها، وتراجعت الهيئة عن العديد من النزاعات القضائية الجارية.

أعلن ترامب عن التزامه بتعزيز صناعة العملات المشفرة في الولايات المتحدة، وأكد أتكينز أن نفس الهدف هو الأولوية القصوى للجنة. ومع ذلك، فإن هذا النهج يثير جدلاً حول استقلالية الهيئة الرقابية، التي تأسست كجهة تنظيمية فيدرالية مستقلة لا يفترض أن تعمل تحت الإدارة المباشرة للبيت الأبيض.

تعتبر الأصول الرقمية مجالًا سريع التطور، وتتطلب تنظيمًا دقيقًا لحماية المستثمرين وضمان نزاهة الأسواق. لكن بعض المراقبين يرون أن سياسات لجنة الأوراق المالية والبورصات الحالية قد تكون غير كافية لمواكبة التحديات الجديدة.

انتقدت واترز أتكينز بسبب تصويره لأجندة الهيئة على أنها أداة للإدارة، وأشارت إلى أن العديد من التحولات في السياسة قد تم تنفيذها من خلال بيانات الموظفين بدلاً من القواعد الرسمية. هذا النهج، الذي أصبح شائعًا في قطاع العملات المشفرة، غالبًا ما يتم الترحيب به كونه يوضح موقف الهيئة في غياب قوانين واضحة بشأن الأصول الرقمية. لكن واترز ترى أن هذا النهج يتعارض مع الالتزامات القانونية للجنة بموجب قانون الإجراءات الإدارية، ويستبعد الدور الحيوي للتعليقات العامة في تحديد المشكلات، ويخفي عن الرؤية العامة المصالح التي تؤثر على قرارات اللجنة.

بالإضافة إلى ذلك، يثير هذا النهج تساؤلات حول الشفافية والمساءلة في عملية صنع القرار داخل لجنة الأوراق المالية والبورصات. فقد يرى البعض أن الاعتماد على بيانات الموظفين بدلاً من القواعد الرسمية يقلل من قدرة الجمهور على فهم وتقييم سياسات الهيئة.

تأتي هذه الانتقادات في وقت يشهد فيه قطاع تكنولوجيا البلوك تشين نموًا سريعًا، وتتزايد فيه المخاوف بشأن حماية المستثمرين ومنع الاحتيال. وتشير التقارير إلى أن هناك حاجة إلى تنظيم أكثر فعالية لضمان استقرار ونزاهة هذا القطاع.

من المتوقع أن تستأنف لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب عملها بعد انتهاء العطلة الشتوية، وقد يتم تحديد موعد لإدلاء أتكينز بشهادته أمام اللجنة في المستقبل القريب. سيكون من المهم مراقبة تطورات هذه القضية، وكيف ستؤثر على سياسات لجنة الأوراق المالية والبورصات تجاه قطاع العملات المشفرة. كما يجب متابعة رد الهيئة على انتقادات واترز، وما إذا كانت ستتخذ أي خطوات لتوضيح موقفها أو تعديل سياساتها.

شاركها.