تخطط مملكة بوتان لتوسيع نطاق استراتيجيتها الوطنية في مجال تقنية البلوك تشين من خلال إطلاق رمز رقمي مدعوم بالذهب، يحمل اسم TER، وذلك بدعم من مدينة جيليفو للوعي التام وإطار السيادة في المملكة. يمثل هذا الرمز الرقمي خطوة نحو دمج الأصول التقليدية مع التمويل الرقمي القائم على البلوك تشين، ويهدف إلى جذب الاستثمارات العالمية وتعزيز مكانة بوتان كمركز للابتكار في مجال العملات الرقمية المدعومة بالذهب.
تم الإعلان عن هذه المبادرة يوم الخميس، وتأتي في إطار جهود بوتان لتنويع اقتصادها واستكشاف فرص جديدة في عالم التمويل الرقمي. سيتم إصدار الرموز على شبكة سولانا، بينما ستتولى DK Bank، أول بنك رقمي مرخص في بوتان، عملية التوزيع والحفظ. في المرحلة الأولى، يمكن للمستثمرين الحصول على TER مباشرة من خلال DK Bank، مما يجمع بين سهولة شراء الأصول التقليدية وشفافية الملكية على السلسلة.
استراتيجية بوتان الوطنية للعملات الرقمية المدعومة بالذهب
تعتبر مدينة جيليفو للوعي التام منطقة إدارية خاصة مصممة لجذب الاستثمارات العالمية، وتعتمد على الأصول الرقمية كاحتياطي مالي ونظام بيئي للابتكار. تعد هذه المدينة جزءًا أساسيًا من استراتيجية بوتان الأوسع نطاقًا في مجال البلوك تشين، والتي تهدف إلى بناء مستقبل رقمي واعد. تهدف هذه الاستراتيجية إلى الاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين الخدمات المالية.
يهدف رمز TER إلى توفير نسخة رقمية سهلة الوصول من الذهب للمستثمرين الدوليين، مع الاستفادة من مزايا الحفظ الرقمي والتحويل العالمي. يُعد هذا الرمز بمثابة جسر بين الأصول التقليدية ذات القيمة الثابتة والتمويل اللامركزي، مما يفتح آفاقًا جديدة للمستثمرين الراغبين في دخول سوق الأصول الرقمية.
الاستثمارات الأجنبية المباشرة والابتكار
تأتي مبادرة بوتان في أعقاب إعلان قيرغيزستان عن إطلاق USDKG، وهي عملة مستقرة مدعومة بالذهب مرتبطة بالدولار الأمريكي، بقيمة إصدار أولية تبلغ 50 مليون دولار. يعتبر USDKG من أوائل المبادرات الرقمية في آسيا الوسطى التي تخضع لإشراف الدولة.
يعكس كل من TER و USDKG اتجاهًا متزايدًا بين الدول الصغيرة نحو استخدام تقنية البلوك تشين لدمج الأصول التقليدية مثل الذهب مع التمويل الرقمي المنظم. هذا النموذج الجديد للتطوير الرقمي يعتمد على الاحتياطيات الملموسة والخاضعة للتدقيق، مما يوفر مستوى من الثقة والاستقرار للمستثمرين.
تعتبر بوتان من بين الدول الرائدة في استكشاف إمكانات تقنية البلوك تشين، وقد أعلنت في وقت سابق عن خطط لإنشاء بنية تحتية رقمية متكاملة لدعم اقتصادها المتنامي. تتضمن هذه الخطط تطوير حلول مبتكرة في مجالات مثل إدارة سلسلة التوريد والتحقق من الهوية الرقمية والمدفوعات عبر الحدود.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى بوتان إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال الأصول الرقمية، وتشارك بنشاط في الحوارات والمناقشات مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية. تهدف هذه الجهود إلى وضع معايير ولوائح مشتركة لضمان تطوير واستخدام الأصول الرقمية بطريقة آمنة ومسؤولة.
الاستدامة والتمويل الأخضر
تتماشى مبادرة إطلاق رمز TER مع التزام بوتان بالاستدامة والتمويل الأخضر. تعتبر المملكة رائدة في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة، وتسعى إلى استخدام التكنولوجيا لتعزيز هذه الأهداف. من خلال ربط الذهب الرقمي بمبادرات الاستدامة، يمكن لبوتان جذب الاستثمارات التي تدعم التنمية الخضراء.
يعتبر الذهب بشكل تقليدي ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، ويمكن أن يوفر رمز TER للمستثمرين وسيلة للوصول إلى هذا الأصل القيّم مع الاستفادة من مزايا البلوك تشين. قد يشجع هذا على زيادة الاستثمار في بوتان، مما يساعد على تعزيز نموها الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تنظيمية وتقنية يجب معالجتها لضمان نجاح هذه المبادرة. يتطلب إطلاق رمز TER تعاونًا وثيقًا بين الحكومة والقطاع الخاص والجهات التنظيمية، بالإضافة إلى تطوير بنية تحتية رقمية قوية وآمنة.
من المتوقع أن تبدأ عمليات التداول الأولية لرمز TER في الربع الأول من عام 2024، مع خطط لتوسيع نطاق التوزيع ليشمل المزيد من المستثمرين الدوليين في المستقبل. سيكون من المهم مراقبة أداء الرمز وتأثيره على الاقتصاد البوتاني، بالإضافة إلى التطورات التنظيمية في مجال الأصول الرقمية في المنطقة.
في الختام، تمثل مبادرة بوتان لإطلاق رمز TER خطوة مهمة نحو دمج الأصول التقليدية مع التمويل الرقمي. من خلال الاستفادة من تقنية البلوك تشين، تسعى المملكة إلى جذب الاستثمارات العالمية وتعزيز مكانتها كمركز للابتكار في مجال الاستثمار الرقمي. يبقى أن نرى كيف ستتطور هذه المبادرة على المدى الطويل، وما إذا كانت ستشجع دولًا أخرى على اتباع هذا النهج.
