أعلنت شركة أمَتراك (Amtrak)، وهي شركة النقل بالسكك الحديدية الوطنية في الولايات المتحدة، عن توزيع مكافآت نهاية العام بقيمة 900 دولار على أكثر من 18 ألف عامل نقابي، وذلك استجابة لتوجيهات إدارة الرئيس دونالد ترامب. يأتي هذا الإجراء في إطار مراجعة شاملة لهيكلة المكافآت في الشركة، بهدف إعادة توزيع الثروة وتقليل المدفوعات الكبيرة للإدارة العليا. وتعتبر هذه المكافآت بمثابة تقدير لجهود العاملين في الخطوط الأمامية، الذين ساهموا في تحقيق رقم قياسي للركاب هذا العام.

مكافآت أمَتراك للعاملين: استجابة لضغوط الإدارة الأمريكية

تم التوصل إلى هذا الاتفاق بين وزارة النقل الأمريكية وإدارة أمَتراك ومجلس إدارتها، وفقًا لما ذكرته الوزارة. وقد وافقت القيادة التنفيذية لأمَتراك على التنازل عن نصف حزمة مكافآتهم الخاصة لتمويل هذه المكافآت للعاملين. يهدف هذا التغيير إلى معالجة المخاوف التي أبدتها إدارة ترامب بشأن “المدفوعات المبالغ فيها” التي كانت تُمنح لكبار الموظفين.

صرح وزير النقل شون دافي عبر حسابه على انستغرام قائلاً: “لقد حل عيد الميلاد مبكرًا هذا العام على 18 ألف عامل في الخطوط الأمامية لدى أمَتراك، وذلك بفضل القيادة التي تخلت عن مكافآتها”. يعكس هذا التصريح التركيز على تقدير جهود العاملين المباشرين في تقديم الخدمة.

انتقادات سابقة لهيكلة المكافآت

لطالما انتقدت إدارة ترامب هيكلة المكافآت في أمَتراك، معتبرةً أنها غير عادلة وتفضل الإدارة العليا على حساب العاملين. وقد أشارت وزارة النقل إلى أن المكافآت السابقة كانت “تتضمن مبالغ كبيرة جدًا للموظفين التنفيذيين”. يهدف التعديل الجديد إلى تصحيح هذا الخلل وتحقيق قدر أكبر من المساواة في توزيع المكافآت.

أشاد ستيفن جي. برادبري، نائب وزير النقل والممثل الخاص لدافي لدى مجلس إدارة أمَتراك، بهذا الإجراء. وقال في بيان: “نحن نثني على أمَتراك وفريقها القيادي التنفيذي لفعل الشيء الصحيح”. يعكس هذا الدعم من وزارة النقل أهمية هذا التغيير في تحقيق أهداف الإدارة.

لم ترد أمَتراك على طلب للتعليق على هذا الموضوع حتى الآن. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن حوالي 246 مديرًا في أمَتراك تخلوا عن جزء من مكافآتهم، مما أدى إلى توفير مبلغ إجمالي قدره 16.2 مليون دولار. لم تؤكد وزارة النقل هذه الأرقام بشكل رسمي، لكنها تتوافق مع الهدف العام من إعادة توزيع المكافآت.

أداء قياسي لأمَتراك

يأتي هذا الإعلان في أعقاب عام قياسي لأمَتراك، حيث سجلت الشركة 34.5 مليون رحلة ركاب في السنة المالية التي انتهت في سبتمبر. كما حققت إيرادات تذاكر معدلة قياسية بلغت 2.7 مليار دولار. يعزى هذا النجاح إلى زيادة الطلب على السفر بالسكك الحديدية وتحسين جودة الخدمة.

تذكر هذه المكافآت بمكافآت مماثلة حصل عليها موظفون آخرون في قطاع النقل هذا العام. فقد أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) عن منح مكافآت بقيمة 10 آلاف دولار لما يقرب من 800 من مراقبي الحركة الجوية الذين تمتعوا بحضور مثالي خلال الإغلاق الحكومي. يعكس هذا الاتجاه الاعتراف بأهمية العاملين في الخطوط الأمامية في الحفاظ على سلامة وكفاءة نظام النقل.

تعتبر هذه الخطوة جزءًا من جهود أوسع نطاقًا لإدارة ترامب لإعادة تقييم هيكلة المكافآت في الشركات المملوكة للحكومة. يهدف هذا التقييم إلى ضمان أن المكافآت تعكس الأداء الحقيقي وتساهم في تحقيق أهداف الشركة. وتشمل هذه الأهداف تحسين الخدمة، وزيادة الإيرادات، وخفض التكاليف.

من المتوقع أن يقوم مجلس إدارة أمَتراك بإلغاء المكافآت طويلة الأجل للموظفين التنفيذيين كجزء من هذا الاتفاق. سيؤدي هذا الإلغاء إلى تقليل الحوافز المالية للإدارة العليا، مع التركيز بشكل أكبر على الأداء على المدى الطويل. من غير الواضح حتى الآن كيف سيؤثر هذا التغيير على استراتيجية الشركة وقراراتها المستقبلية.

في الختام، يمثل توزيع مكافآت نهاية العام على العاملين في أمَتراك تحولًا كبيرًا في سياسة الشركة، مدفوعًا بضغوط من الإدارة الأمريكية. من المنتظر أن يراقب المراقبون عن كثب تأثير هذا التغيير على معنويات الموظفين وأداء الشركة في المستقبل. وستكون الخطوة التالية هي تنفيذ التغييرات في هيكلة المكافآت بشكل كامل، وتقييم نتائجها على المدى الطويل.

شاركها.