هل ترغب في امتلاك جزء من منزل كان يملكه كانييه ويست؟ هذا ما يراهن عليه ستيفن “بو” بلمونت. فقد اشترى بلمونت، الذي استحوذ على المنزل الذي صممه تاداو آندو في ماليبو مقابل 21 مليون دولار في عام 2024، خططًا طموحة لهذا الهيكل الخرساني: تحويله إلى مساحة مجتمعية فاخرة للعضويات على غرار نادي “سوهو هاوس”. ويرغب بلمونت في السماح لعدة أشخاص بمشاركة ملكيته من خلال بيع عضويات مدفوعة تمنحهم حق الوصول إلى المكان وحصة في حقوق ملكيته. وهذا المشروع يعتمد على مفهوم الملكية الجزائية للعقارات.
يكمن التعقيد في أن ويست قام بتفريغ المنزل بشكل كامل قبل بيعه. وأوضح بلمونت لموقع “بيزنس إنسايدر” أن “القيمة في هذا الاستثمار مبنية على إكمال تشطيب المنزل. لذا، فإن الأموال التي يستثمرها الأعضاء ستذهب مباشرة نحو إنجاز هذا المشروع”.
الملكية الجزائية للعقارات الفاخرة
تُعرض الفيلا في ماليبو للبيع بسعر 12 مليون دولار من قبل شركة “كريستي إنترناشيونال ريال إستيت سوكال”، لكن هذا لا يمثل القصة بأكملها. فإعلان البيع يوضح أن “هذا ليس بيعًا تقليديًا للأصول الكاملة، بل هو فرصة عضوية خاصة مصممة للمشترين الذين يسعون إلى الاستفادة من العقارات الراقية دون تحمل مسؤولية الملكية الكاملة والإدارة والتجديد”.
أسس بلمونت، إلى جانب ألكساندرا دامسكر وماتيو هينتز، شركة “بوبوليس” والتي تمثل مبادرة تمويل جماعي لتحويل “العقارات ذات الأهمية المعمارية” إلى مساحات شبيهة بنادي “سوهو هاوس”، مع منح المستثمرين فرصة لتحقيق بعض الأرباح. يشكل هذا النموذج استثمارًا في العقارات الفاخرة.
تتراوح أسعار العضويات في برنامج “بوبوليس” من 15 ألف دولار إلى أكثر من 100 ألف دولار. ووفقًا للبرنامج، تهدف العضوية إلى أن تكون “حركة مدنية للمهندسين المعماريين والفنانين والأفراد الذين يسعون لاستعادة أندر الأماكن الثقافية”.
من خلال مستويات العضوية المختلفة، يحصل المستثمرون – بعد استثمار مبالغ تتراوح بين 15 ألف دولار وأكثر من 100 ألف دولار – على حق الوصول إلى هذه العقارات، سواء من خلال الجولات أو الفعاليات أو القمم التي تُعقد فيها. يقول بلمونت: “هناك فرصة للتواصل والتعرف على مستثمرين آخرين والالتقاء في هذه العقارات المذهلة. نحن قادرون على تقديم هذه المساحات الرائعة من الطراز العالمي للجميع”.
إعادة الحياة إلى منزل مهجور
اشترى كانييه ويست هذا المنزل في عام 2021 مقابل 57 مليون دولار، لكنه لم يعش فيه أبدًا. ويعتبر هذا العقار واحدًا من عدة عقارات تخلص منها ويست مؤخرًا، مثل أحد مزارعه في ولاية وايومنغ. إذا سارت الأمور وفقًا لخطة بلمونت، فسيشهد المنزل في ماليبو حياة جديدة بعد سنوات من الإهمال.
يرى بلمونت أن المنزل يمتلك قيمة تتجاوز علاقته بوست. فهو هيكل فريد من نوعه يقع مباشرة على المحيط الهادئ، وسيكون وجهة مرغوبة للكثيرين. “هذا ليس منزلًا عاديًا من نوع عائلة واحدة، ولا حتى منزلًا خرسانيًا عاديًا، بل هو شيء مختلف تمامًا”، هكذا أكد بلمونت.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل شركة بلمونت للاستثمار، “بيلوود إنفستمنتس”، على تلبية احتياجات المستثمرين العاديين الذين يتطلعون إلى المشاركة في عمليات بيع وشراء العقارات الفاخرة. ولكن لمنتج مثل منزل ماليبو، اعتقد بلمونت أنه يحتاج إلى دعم مالي إضافي، ومن هنا جاءت فكرة “بوبوليس”.
يعتبر هذا المشروع نموذجًا جديدًا في سوق الاستثمار العقاري، حيث يجمع بين مفهوم الملكية الجزائية وتوفير تجارب فريدة للأعضاء. وهناك اهتمام متزايد بمفهوم الاستثمار الجماعي في العقارات، خاصة مع وجود عقارات مميزة مثل هذه الفيلا.
من المتوقع أن يتم الانتهاء من تشطيب المنزل في ماليبو خلال الأشهر القادمة، وأن يبدأ استقبال الأعضاء في أوائل عام 2025. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه المشروع، مثل الحصول على الموافقات اللازمة من السلطات المحلية، والتأكد من أن التجديدات تتم وفقًا للمعايير المطلوبة. وسيكون من المهم مراقبة تطورات هذا المشروع، وتقييم مدى نجاحه في جذب المستثمرين وتحقيق الأرباح المتوقعة.
