الاسواق العالمية

يقول أحد خبراء الاقتصاد إن شي جين بينغ ربما يحجم عن التحفيز الاقتصادي بسبب تهديد ترامب بالرسوم الجمركية

كتب أحد خبراء الاقتصاد يوم الخميس أن الصين ربما تحجم عن التحفيز الاقتصادي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ويرجع ذلك إلى أن بكين تبقي على استعداداتها في حالة فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حسبما كتب روري جرين، كبير خبراء الاقتصاد الصيني في جلوبال داتا تي إس لومبارد.

وقال ترامب في فبراير/شباط إنه سيفرض رسوما جمركية تزيد عن 60% على الصين إذا فاز في الانتخابات.

وكتب جرين: “إن فرصة فوز ترامب وفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على جميع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة تضع العبء على بكين لكبح جماح التحفيز في حالة احتياجها إلى دفع النمو في عام 2025”.

إن الرسوم الجمركية التي اقترحها ترامب قد تضرب الصين بشدة. فاقتصادها يستمد الدعم من مبيعات التصدير القوية لأن الطلب المحلي ضعيف.

يواجه الاقتصاد الصيني صعوبة في التعافي بعد عمليات الإغلاق الناجمة عن الوباء، في حين يواجه العديد من القضايا، بما في ذلك أزمة العقارات الملحمية، وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، والتوترات الجيوسياسية.

وكتب جرين: “في ظل الطلب المحلي المقيد، فإن الرسوم الجمركية المرتفعة على المبيعات إلى الولايات المتحدة والتدقيق الأكبر في إعادة شحن السلع من شأنها أن تشكل خطرا كبيرا على النمو والاستقرار المالي والاجتماعي”.

ويقدر جرين أن فرض تعريفات جمركية بنسبة 60% على جميع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة من شأنه أن يؤدي إلى خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني بنحو 1 إلى 2 نقطة مئوية في العام المقبل.

يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 4.5% العام المقبل. وعادة ما تعلن بكين عن هدفها للنمو في الأشهر الأولى من كل عام.

عتبة الألم عالية

خلال فترة ولايته الأولى، انتقد ترامب العجز التجاري الكبير للولايات المتحدة مع الصين وفرض رسوما جمركية على مجموعة من الواردات الصينية.

وبحسب وزارة التجارة الأميركية، لا تزال الولايات المتحدة تعاني من عجز تجاري مع الصين، بلغ 27.2 مليار دولار في يوليو/تموز.

قبيل الانتخابات الأميركية، لا يزال أمام شي بعض الوقت لتقييم الاقتصاد الصيني وخطواته التالية.

من المؤكد أن الصين أصدرت بعض التدابير الداعمة لاقتصادها، ولكن يبدو أنها لا تفعل ما يكفي. وتشمل هذه التدابير مبيعات السيارات الكهربائية، وخفض الضرائب، وخفض الضرائب على السيارات. سندات سيادية خاصة طويلة الأجل لتمويل الإنفاق على البنية التحتية وخطط الحكومات المحلية لشراء المساكن التجارية غير المباعة.

ولكن “عتبة الألم” بالنسبة لشي مرتفعة، وبالتالي ربما لا يزال هناك بعض الوقت قبل أن تتخذ إدارته خطوات حاسمة للتدخل في السوق، كما كتب جرين.

ورغم أن المؤشرات الرئيسية لنمو الناتج المحلي الإجمالي ضعيفة، فإن تقييم جرين هو أن الوضع ليس خطيراً إلى هذا الحد بعد. ويرجع هذا إلى أن ثلاث نقاط ضغط مهمة ــ الصين تحقق هدفها لنمو الناتج المحلي الإجمالي بنحو 5% هذا العام، والاستقرار الاجتماعي، والهشاشة المالية ــ “تظهر ضغوطاً ولكنها لم تشتعل بعد”.

وكتب جرين “لكي تتحسن الأمور، يتعين عليها أن تسوء أولا”، مضيفا أن السوق قد لا تشهد أي حافز كبير على جانب الطلب حتى النصف الأول من العام المقبل.

وكتب جرين أنه في حالة فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية وفرض رسوم جمركية أعلى على الشحنات الصينية، فمن المرجح أن ترد بكين على المدى القصير بخفض قيمة اليوان الصيني بشكل مدروس، وزيادة التحفيز المحلي، وفرض رسوم جمركية انتقامية على السلع الأميركية، وفرض قيود على الصادرات من المنتجات الرئيسية.

ومن المرجح أن يكون الموقف خاسرا على الصعيد التجاري.

وكتب جرين: “مهما كانت التعريفات الجمركية/التحفيزات النهائية، فإنها ستكون بمثابة صدمة تضخمية عالمية، حيث تعاني الصين من الضربة الأكبر للنمو، بينما تعاني الولايات المتحدة من معظم التضخم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى