شهد سوق التنبؤات نموًا هائلاً في الآونة الأخيرة، خاصةً بعد انتصار قانوني لشركة كالشي (Kalshi) في الولايات المتحدة العام الماضي. يتناول هذا المقال التنافس الشديد بين كالشي و منافستها بوليماركت (Polymarket)، و كيف يرى الرئيس التنفيذي لكالشي، تيريك منصور، هذا التنافس كمحفز للنمو في هذا المجال. يعتبر سوق التنبؤات مجالًا ناشئًا يسمح للمستخدمين بالمراهنة على نتائج الأحداث المختلفة، من الانتخابات إلى المؤشرات الاقتصادية.
التنافس المحموم في سوق التنبؤات: كالشي وبوليماركت
أعلنت شركة كالشي، التي تأسست عام 2018، مؤخرًا عن شراكات مع شبكات إعلامية كبرى مثل سي إن إن (CNN) وسي إن بي سي (CNBC)، بالإضافة إلى جمع تمويل بقيمة مليار دولار أمريكي، مما قيم الشركة بـ 11 مليار دولار. تتيح كالشي للمستخدمين المراهنة على مجموعة واسعة من الأحداث، بما في ذلك نتائج الانتخابات، والمباريات الرياضية، والبيانات الاقتصادية. في المقابل، تأسست بوليماركت، المنافس الذي يعتمد على تقنية البلوك تشين، في عام 2020 وتقدم خدمات مماثلة، وبلغت قيمتها مؤخرًا 13.5 مليار دولار وفقًا لبيتش بوك (PitchBook).
أشار تيريك منصور، الرئيس التنفيذي لكالشي، في حلقة من بودكاست “20VC” صدرت يوم الاثنين، إلى أن المنافسة مع بوليماركت تدفع شركته للعمل بجدية أكبر. وأوضح أن المنافسة ضرورية لنمو أي صناعة، حيث أنها تحفز الشركات على تجاوز حدود قدراتها.
أوجه التشابه مع أساطير الرياضة
قام منصور بمقارنة التنافس بين الشركتين بمنافسات أسطورية في عالم الرياضة. قارن بين كالشي وبوليماركت وبين لاعبي كرة القدم ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، مشيرًا إلى أنه ليس من المصادفة أن يتواجد أعظم لاعبان في نفس الحقبة الزمنية.
وأضاف منصور أن وجود بوليماركت أجبر كالشي على بذل المزيد من الجهد في التسويق وتطوير المنتج. وأكد على أن هذا التنافس الداخلي سيدفع كلتا الشركتين إلى توسيع نطاق هذه الصناعة وتحقيق مستويات لم تكن لتصل إليها بمفردهما، وهو ما يصب في صالح العملاء على المدى الطويل.
هذا التنافس يذكرنا أيضًا بالتنافس بين لاعبي كرة القدم الأمريكية توم برادي وإيلي مانينغ. أوضح منصور أن برادي عبّر في الماضي عن امتنانه لوجود مانينغ، قائلاً إنه لولا وجوده لما حقق ما حققه. يرى منصور أن هذا السيناريو يتكرر الآن في أسواق التنبؤ.
اعتراف بخطأ سابق
في العام الماضي، ذكر منصور في مقابلة أن موظفيه طلبوا من شخصيات مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي الترويج لميمز تنتقد عملية مداهمة مكتب الاتحاد الفيدرالي الأمريكي (FBI) لمنزل شاين كوبلان، الرئيس التنفيذي لبوليماركت. واعترف منصور في البودكاست بأن هذا الإجراء كان “خطأً” وأكد أنه “أوضح للفريق: لا تفعلوا هذا مرة أخرى”.
الجدير بالذكر أن شعبية منصات التنبؤ قد ازداد بشكل ملحوظ بعد القرار القضائي لصالح كالشي في الولايات المتحدة. يستطيع المستخدمون الآن المراهنة على أسئلة متنوعة، بدءًا من مدى شعبية دمى لابوبو (Labubu) وصولًا إلى صافي ثروة إيلون ماسك. هذا التوسع في نطاق الأسواق يشير إلى الاهتمام المتزايد بالتنبؤات وتحليل البيانات.
يعتبر التحليل التنبؤي أداة قوية بشكل متزايد للمستثمرين والمحللين وصناع القرار. من خلال تحليل الاتجاهات والبيانات التاريخية، تسعى هذه المنصات إلى توفير رؤى حول الأحداث المستقبلية. أدى ذلك إلى زيادة الاهتمام بـ الأسواق المستقبلية والمراهنات التنبؤية كطريقة لتقييم المخاطر واتخاذ قرارات مستنيرة.
تطورات مستقبلية في قطاع التنبؤات
لم ترد بوليماركت بعد على طلبات التعليق من موقع Business Insider حول مقارنات منصور. من المتوقع أن يستمر التنافس بين كالشي وبوليماركت في التفاقم، مما قد يؤدي إلى ابتكارات جديدة في مجال التداول التنبؤي.
من المهم متابعة التطورات التنظيمية المتعلقة بهذه المنصات، حيث أن القوانين واللوائح يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نموها. الأمر الأكثر أهميةً هو مراقبة كيفية استجابة الشركتين للتحديات والمنافسة، وكيف ستعملان على تطوير منتجاتهما وخدماتهما لتلبية احتياجات المستخدمين المتزايدة. من المرجح أن يشهد هذا القطاع المزيد من التوحيد أو الاستحواذ في المستقبل القريب.
