يتدرب البحارة الروس على استخدام الطائرات بدون طيار في الأراجيح حتى يتمكنوا من مطاردة الزوارق الأوكرانية المتفجرة من السفن الحربية على الأمواج

نشرت قناة “زفيزدا نيوز” الروسية، وهي شبكة مملوكة للدولة تديرها وزارة الدفاع الروسية، لقطات يوم الأربعاء أظهرت بحارة روس يتأرجحون ذهابًا وإيابًا على الأرجوحات أثناء قيادة طائرات بدون طيار من منظور الشخص الأول (FPV) فوق مياه خليج فنلندا.

وفي الفيديو، يمكن رؤية طائرة بدون طيار تابعة للبحرية الروسية، والمعروفة أيضًا باسم سفينة السطح غير المأهولة، أو USV، على سطح الماء، والتي يُفترض أنها تحاكي الأنظمة الأوكرانية التي أحدثت الفوضى في أسطول البحر الأسود.

وفي بيان على تليجرام، قالت زفيزدا إن الحركة المتأرجحة تهدف إلى تعريف البحارة بالأمواج. وقالت القناة إن الطائرات بدون طيار “مطلوبة بشدة” بين البحارة ويمكنها “مكافحة الطائرات بدون طيار البحرية بشكل فعال”.

تزعم أوكرانيا أنها أغرقت أو ألحقت أضرارا أو دمرت ما لا يقل عن ثلث أسطولها في البحر الأسود منذ بداية الحرب، وفقا لوزارة الدفاع البريطانية.

لقد استخدمت القوات العسكرية والأمنية الأوكرانية مزيجًا من الطائرات البحرية بدون طيار المنتجة محليًا والصواريخ المضادة للسفن خلال هذه الحملة الناجحة، والتي أجبرت أسطول البحر الأسود على التفرق من مقره في شبه جزيرة القرم المحتلة والانتقال إلى مكان أقرب إلى روسيا.

كانت الطائرات بدون طيار التابعة للبحرية ــ وأهمها Sea Baby وMagura V5 ــ مصدر إزعاج خاص. وقد اتخذت روسيا بعض التدابير المضادة لمحاولة حماية سفنها الحربية، مثل زيادة عدد دوريات الطائرات المقاتلة، ووضع أطقم المدافع الرشاشة على متن سفنها، وإضافة المزيد من الدفاعات في الموانئ.

ولكن العديد من هذه الجهود التي تتطلب جهدا مكثفا لم تنجح إلى حد كبير في الحد من التهديد. وربما يكون الحل الأكثر فعالية من حيث التكلفة بالنسبة لروسيا لهزيمة الطائرات بدون طيار الأوكرانية هو استخدام طائراتها بدون طيار.

وقال صامويل بينديت، المستشار في مركز التحليلات البحرية والخبير في الطائرات بدون طيار وقضايا الدفاع الروسية، إن موسكو تستخدم طائرات بدون طيار من طراز FPV في التدريب لهزيمة الطائرات بدون طيار البحرية الأوكرانية منذ فترة من الوقت الآن.

وقال بينديت، الذي أشار إلى هذا التطور في منشور على موقع X، لموقع Business Insider: “إنهم يعملون بشكل أساسي على تحسين جهود استخدام أكثر التقنيات تقدمًا للبحث عن هذه الطائرات بدون طيار وتدميرها”.

ورغم أن طائرات FPV بدون طيار رخيصة الثمن وقابلة للتدمير، إلا أن بينديت قال إنها أكثر ديناميكية من استخدام مدفع رشاش لتدمير التهديد القادم ببساطة. ويمكن لروسيا استخدام طائرات FPV بدون طيار في مجموعة من المهام، بما في ذلك الاستخبارات والمراقبة وتحديد الأهداف وأغراض الاستطلاع، بالإضافة إلى القضاء على التهديدات.

قال بينديت إن استخدام الأراجيح لمحاكاة حركة الأمواج في الطقس السيئ يعد جانبًا جديدًا نسبيًا من هذا التدريب. ومع ذلك، قد تكون فعالية طائرات FPV بدون طيار محدودة للغاية في الطقس السيئ على أي حال لأنها صغيرة وخفيفة وستكون عرضة للرياح القوية والأمطار.

ليس من غير المألوف أن تخضع روسيا جنودها لتدريبات مثل هذه. في الواقع، إنها ممارسة تقوم بها جيوش أخرى أيضًا. على سبيل المثال، يقوم الجنود الأمريكيون الذين يتدربون على هزيمة طائرات بدون طيار FPV بذلك من خلال إطلاق النار على البالونات التي ترفرف في الريح، والتي من المفترض أن تحاكي الحركة غير المتوقعة لطائرة بدون طيار FPV في القتال.

تشكل طائرات بدون طيار من طراز FPV محملة بأنواع مختلفة من المتفجرات تهديدًا دائمًا في ساحة المعركة في أوكرانيا، حيث يستخدمها الجانبان بانتظام لتنفيذ ضربات دقيقة على دروع العدو ومواقعه وقواته.

وقال بينديت “إن ما لدينا هو تطبيق هذه التكنولوجيا التي أثبتت نفسها في القتال البري. والآن لدينا تطبيقها في المياه وفي المواجهات البحرية”.

وأشار بينديت إلى أنه في مقطع الفيديو الذي بثته قناة زفيزدا للتدريب على مكافحة الطائرات بدون طيار، تستخدم روسيا طائرة بدون طيار بحرية محلية الصنع لمحاكاة نظام أوكراني. وهذا يمنح البحارة بيئة تدريب أكثر واقعية، على عكس مجرد وضع جسم في الماء يحاكي طائرة بدون طيار بحرية.

وليس من المعروف الكثير عن برنامج الطائرات بدون طيار البحرية الروسية، ولكن من المرجح أن يتم استخدام هذه الأنظمة خارج سيناريوهات التدريب.

وقال بينديت “من الواضح أنهم لم يبنوا هذه السفينة فقط لكي تصبح هدفا للسفن السطحية غير المأهولة. بل بنوها لعمليات مضادة للسفن السطحية غير المأهولة، وبنوها لعمليات (الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع)، وبنوها لعمليات قتالية محتملة ــ أيا كان ما يعنيه ذلك بالنسبة لهم”.