أجلت شركة ميتا، الشركة الأم لفيسبوك وانستغرام، إطلاق نظارات الواقع المختلط الجديدة التي تحمل الاسم الرمزي “فينيكس”. كان من المقرر إطلاق الجهاز في النصف الثاني من عام 2026، لكن ميتا تدفع الآن الموعد النهائي إلى النصف الأول من عام 2027. هذا التأجيل له تداعيات كبيرة على مستقبل الواقع المختلط وأجهزة ميتا القادمة.

جاء الإعلان في مذكرة داخلية أرسلها ماهر سبا، نائب الرئيس لقسم الواقع Labs Foundation، إلى الموظفين يوم الخميس، واطلعت عليها Business Insider. ويأتي هذا القرار وسط إعادة هيكلة كبيرة لوحدة ميتافيرس وتساؤلات حول الاستدامة المالية لقسم الواقع Labs.

تأجيل إطلاق نظارات “فينيكس” للواقع المختلط

أكد سبا في المذكرة أن شركة ميتا تلقت ملاحظات من الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج خلال اجتماع حديث، وركزت هذه الملاحظات على جعل الأعمال “مستدامة” وأخذ وقت إضافي لتقديم تجارب عالية الجودة. وأضاف أن فرقًا عديدة في قسم Reality Labs ستحتاج إلى تعديل خططها وجداولها الزمنية بناءً على ذلك.

وفقًا لموظفين اطلعوا على الجهاز، فإن نظارات “فينيكس” تتميز بتصميم يشبه النظارات الواقية وترتبط بوحدة معالجة خارجية (“puck”) للمساعدة في توفير الطاقة. يشبه هذا التصميم نظارات الواقع المختلط Apple Vision Pro. على الرغم من بعض الشكوك الداخلية حول الحاجة إلى وحدة المعالجة الخارجية، فقد قررت ميتا الاحتفاظ بها للمساعدة في الحفاظ على وزن النظارات خفيفًا وزيادة الراحة ومنع ارتفاع درجة الحرارة، بحسب ما ذكره الموظفون.

التركيز على الجودة والاستدامة

أوضح قادة الميتافيرس، غابرييل أول وريان كيرنز، في مذكرة منفصلة أن تأخير الإطلاق سيمنحهم “مساحة أكبر للتنفس للحصول على التفاصيل الصحيحة”. وأضافوا أنهم لن يساوموا على تقديم تجربة مصقولة وموثوقة بالكامل. هذا التأكيد على الجودة يعكس تحولًا محتملاً في استراتيجية ميتا، حيث تسعى الشركة إلى تجنب إطلاق منتجات غير مكتملة أو بها عيوب، كما حدث مع بعض مشاريع الميتافيرس السابقة.

بالتوازي مع ذلك، تخطط ميتا لإطلاق جهاز قابل للارتداء “إصدار محدود” يحمل الاسم الرمزي “ماليبو 2” في عام 2026. لم يتم الكشف عن تفاصيل إضافية حول هذا الجهاز، لكن يُفترض أنه سيكون مرتبطًا بمجالات مثل الصحة واللياقة البدنية أو ربما تطبيقًا مختلفًا للتقنيات القابلة للارتداء.

تطوير الجيل القادم من Quest

في الوقت نفسه، بدأت ميتا العمل على الجيل التالي من أجهزة Quest، مع التركيز على ألعاب الواقع الغامر. يُتوقع أن يمثل هذا الجهاز “ترقية كبيرة” في القدرات مقارنة بالأجهزة الحالية، وأن “يحسن بشكل كبير” من الجدوى الاقتصادية للوحدات. هذا التحول قد يشير إلى إعادة تقييم لأولويات ميتا، مع التركيز بشكل أكبر على المجالات التي يمكن أن تحقق عوائد مالية أسرع.

تأتي هذه التطورات وسط تقارير عن أن ميتا تفكر في إجراء تخفيضات في الميزانية تصل إلى 30٪ داخل قسم Reality Labs. وقد يؤثر ذلك على الموظفين العاملين في منصة المساحات الافتراضية الخاصة بها، Horizon Worlds. وتعكس هذه التخفيضات المحتملة الضغوط المتزايدة على ميتا لتسويق قسم Reality Labs، والذي تكبد خسائر كبيرة في السنوات الأخيرة.

استثمارات في الذكاء الاصطناعي

على صعيد آخر، كثفت ميتا من جهودها في مجال أجهزة الذكاء الاصطناعي من خلال الاستحواذ على شركة Limitless الناشئة، وهي شركة تصنع أجهزة قلادة مدعومة بالذكاء الاصطناعي. يُظهر هذا الاستحواذ اهتمامًا متزايدًا للشركة بدمج الذكاء الاصطناعي في الأجهزة القابلة للارتداء، وهو ما يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة لتطبيقات مثل المساعدين الشخصيين والتحليلات الصحية.

هذه التحركات، بما في ذلك تأجيل إطلاق “فينيكس”، تشير إلى أن ميتا تعيد تقييم استراتيجيتها في مجال الواقع الافتراضي و الواقع المعزز، مع التركيز بشكل أكبر على الاستدامة المالية والجودة. من المرجح أن نشهد المزيد من التعديلات في خطط ميتا على المدى القصير والمتوسط.

من المتوقع أن تقدم ميتا مزيدًا من التفاصيل حول خططها المستقبلية خلال المؤتمر السنوي Connect، والذي يُعقد عادةً في الخريف. مع استمرار المنافسة في سوق تكنولوجيا الواقع، ستكون ميتا تحت ضغط لتقديم منتجات مبتكرة وقادرة على المنافسة. ما إذا كانت الشركة ستنجح في تحقيق ذلك أم لا لا يزال غير واضح.

شاركها.