أوكرانيا تزيد من وتيرة هجماتها على منصات النفط الروسية، حيث استهدفت ثلاث مرات خلال أيام قليلة منصات في بحر قزوين، مما يشير إلى توسيع نطاق العمليات العسكرية لتشمل البنية التحتية الحيوية لتمويل الحرب. وتأتي هذه الهجمات في وقت تسعى كييف لتقويض القدرة الروسية على مواصلة الصراع، وتدعو شركاءها الدوليين إلى تشديد القيود على صادرات الطاقة الروسية.

أفاد مصدر أمني أوكراني لـ “بيزنس إنسايدر” بأن أحدث الهجمات استهدفت منصة في حقل كورشاجين للنفط والغاز المكثف، مما أدى إلى أضرار وإيقاف الإنتاج. يأتي هذا بعد هجومين على منصة فيلانوفسكي للنفط في الأيام القليلة الماضية، مما يمثل أول ضربة تؤدي إلى أضرار في البنية التحتية النفطية الروسية في بحر قزوين.

هجمات أوكرانيا على منصات النفط الروسية وتأثيرها

تعتبر هذه الهجمات تصعيدًا في حملة كييف لتعطيل قطاع الطاقة الروسي، وهو مصدر رئيسي للدخل لموسكو ويساعد في تمويل جهودها الحربية في أوكرانيا. وتستهدف أوكرانيا بشكل متزايد المرافق الرئيسية للنفط والغاز، وتوسعت الآن لتشمل البنية التحتية في بحر قزوين.

الجهات المتورطة والأهداف

وفقًا للمصدر في جهاز الأمن الأوكراني (SBU)، فإن الهجمات تهدف إلى حرمان روسيا من الإيرادات الحيوية من قطاع الطاقة. يُقدر حجم احتياطيات حقل فيلانوفسكي بنحو 129 مليون طن من النفط، مما يجعله أحد أكبر الحقول في روسيا. لم تصدر شركة لوك أويل-نيجنيفولجنيفت، وهي شركة فرعية تابعة لشركة لوك أويل الروسية للطاقة، أي تعليق فوري على الهجمات.

بالإضافة إلى ذلك، لم ترد وزارة الدفاع الروسية أو سفارتها في الولايات المتحدة على طلبات للتعليق. تأتي هذه الهجمات بعد سلسلة من الضربات التي استهدفت ناقلات نفط روسية في البحر الأسود، والتي يُزعم أنها جزء من “الأسطول الظل” الذي تستخدمه موسكو لتجاوز العقوبات.

توسع نطاق العمليات الأوكرانية

على الرغم من أن أوكرانيا ركزت في الأشهر الأخيرة على مهاجمة مصافي النفط والموانئ والمرافق الأخرى عبر روسيا، إلا أنها وسعت نطاق عملياتها في الأسابيع الأخيرة لتشمل الأهداف البحرية. يصف المسؤولون الأوكرانيون هذه الحملة بأنها “عقوبات طويلة المدى”.

تعتبر هذه الحملة نقطة مضيئة لكييف في هذا الصراع، حيث تحقق القوات الروسية مكاسب بطيئة ولكنها مكلفة في ساحة المعركة. وتشير الهجمات المتكررة على منصات النفط في بحر قزوين إلى تحول جديد في استراتيجية أوكرانيا.

تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تواصل فيه أوكرانيا دعوة شركائها الدوليين إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لمنع روسيا من تصدير النفط وكسب الأموال لتمويل غزوها. وتشمل هذه الدعوات فرض عقوبات أكثر صرامة على شركات الطاقة الروسية وتقييد الوصول إلى التكنولوجيا والمعدات اللازمة لإنتاج النفط.

تعتبر هذه الهجمات بمثابة رسالة واضحة لروسيا مفادها أنه لا يوجد أي هدف روسي يدعم الحرب آمنًا، بغض النظر عن موقعه. ويؤكد المصدر الأوكراني أن بلاده ستواصل استهداف البنية التحتية الحيوية لروسيا لتقويض قدرتها على مواصلة الصراع.

من المتوقع أن تواصل أوكرانيا حملتها على قطاع الطاقة الروسي، مع التركيز بشكل خاص على الأهداف البحرية. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الهجمات يعتمد على قدرة أوكرانيا على الحصول على طائرات مسيرة متطورة والحفاظ على قدرتها على شن عمليات طويلة المدى. كما يجب مراقبة رد فعل روسيا على هذه الهجمات، وما إذا كانت ستتخذ أي إجراءات انتقامية ضد البنية التحتية الأوكرانية.

تظل التطورات في بحر قزوين مؤشرًا رئيسيًا على مسار الحرب، وتحديدًا قدرة أوكرانيا على الضغط على روسيا اقتصاديًا وعسكريًا.

شاركها.