شهدت أسهم شركة أوراكل (Oracle) انخفاضًا حادًا بعد ساعات التداول يوم الأربعاء، بعد أن كشفت نتائجها المالية الفصلية عن عدم تحقيقها لتوقعات الإيرادات الصادرة عن وول ستريت. هذا الأداء أثار تساؤلات بين المستثمرين حول إنفاق الشركة المتزايد، خاصةً في ظل استثماراتها الضخمة في مراكز البيانات والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي. وتعتبر هذه التطورات مهمة لمراقبة وضع أوراكل في سوق التكنولوجيا المتغير.

انخفض سعر السهم بأكثر من 11٪ بعد الإعلان عن النتائج، مما يعكس قلق المستثمرين بشأن قدرة الشركة على تحقيق عوائد مجدية من استثماراتها الكبيرة. يأتي هذا في وقت تراهن فيه أوراكل بقوة على الذكاء الاصطناعي وتوسع نطاق خدماتها السحابية، لكن المخاوف تتعلق بمدى كفاية هذه الاستثمارات لتحقيق النمو المتوقع.

تساؤلات المستثمرين حول إنفاق أوراكل واستثماراتها

أشار المحلل ديريك وود من TD Cowen قبل الإعلان عن الأرباح إلى أن “النفقات الرأسمالية واحتياجات التمويل كانت أكبر تساؤلات المستثمرين خلال الشهرين الماضيين، مما أثر على أداء السهم”. وتتعلق هذه التساؤلات بشكل خاص بالاستثمارات الضخمة في مراكز البيانات اللازمة لدعم خدمات الذكاء الاصطناعي.

خلال المكالمة الاستثمارية، طمأن كلاي ماجوري، الرئيس التنفيذي المشترك لشركة أوراكل، المحللين بأن ديون الشركة لا تزال “بجودة استثمارية” وأن الشركة تعمل في مجالات أعمال فريدة تبرر التفاؤل. وأكد ماجوري أن أوراكل لا تتوقع الحاجة إلى جمع مبالغ كبيرة من المال كما هو متوقع في بعض التحليلات.

وأضاف ماجوري أن أوراكل تتوقع أن تحتاج إلى تمويل أقل بكثير من 100 مليار دولار لإكمال عمليات التوسع الحالية. ويرجع هذا التفاؤل إلى قدرة الشركة على تقديم حلول برمجية متكاملة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

نمو الإيرادات والأرباح على الرغم من التحديات

على الرغم من عدم تحقيق توقعات الإيرادات، سجلت أوراكل نموًا في الإيرادات بنسبة 14٪ على أساس سنوي في الربع المنتهي في 30 نوفمبر. كما تجاوزت أرباح السهم التقديرات، حيث بلغت 2.26 دولار مقابل 1.64 دولار المتوقع.

قفز صافي الدخل إلى 6.14 مليار دولار، بزيادة كبيرة مقارنة بـ 3.15 مليار دولار في العام السابق. هذا يشير إلى أن الشركة لا تزال قادرة على تحقيق أرباح قوية على الرغم من التحديات التي تواجهها.

تأتي هذه النتائج في ظل تركيز أوراكل المتزايد على الذكاء الاصطناعي، حيث تراهن الشركة على التوسع الهائل في مراكز البيانات لجذب المزيد من العملاء. وتعتبر هذه الاستراتيجية محاولة للاستفادة من الطلب المتزايد على خدمات الذكاء الاصطناعي.

في تقرير أرباحها في سبتمبر، فاجأت أوراكل وول ستريت بزيادة كبيرة في حجوزات السحابة المرتبطة بأعباء العمل الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وهو ما دفع السهم إلى مستوى قياسي. لكن هذا الارتفاع لم يستمر، حيث انخفض السهم منذ ذلك الحين بحوالي الثلث مع تزايد قلق المستثمرين بشأن رأس المال الهائل المطلوب لمواصلة بناء مراكز البيانات.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن قدرة أكبر عملاء أوراكل، OpenAI، على الوفاء بالتزاماتها السحابية متعددة المليارات من الدولارات. يعتبر هذا الأمر بالغ الأهمية لنجاح استراتيجية أوراكل في مجال الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية: محركات النمو والتحديات

تعتبر البنية التحتية السحابية والذكاء الاصطناعي من المجالات الرئيسية التي تستثمر فيها أوراكل حاليًا. تسعى الشركة إلى تقديم خدمات سحابية متكاملة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لمساعدة الشركات على تحسين كفاءتها واتخاذ قرارات أفضل.

ومع ذلك، فإن بناء وتشغيل مراكز البيانات اللازمة لدعم هذه الخدمات يتطلب استثمارات ضخمة. يجب على أوراكل إيجاد طرق لخفض التكاليف وزيادة العائد على الاستثمار لضمان نجاح هذه الاستراتيجية. كما أن المنافسة في سوق الخدمات السحابية شديدة، مما يزيد من صعوبة تحقيق النمو المتوقع.

تعتبر الحوسبة السحابية من أهم المجالات التي تشهد نموًا سريعًا في قطاع التكنولوجيا. وتستثمر العديد من الشركات في هذا المجال للاستفادة من الفرص المتاحة. كما أن تحليل البيانات يلعب دورًا حاسمًا في نجاح استراتيجيات الذكاء الاصطناعي.

في المقابل، يرى بعض المحللين أن أوراكل تتمتع بميزة تنافسية فريدة في سوق الذكاء الاصطناعي، حيث أنها “الشركة الوحيدة في العالم التي تبيع مجموعات تطبيقات كاملة” مع إضافة الذكاء الاصطناعي. هذا يعني أن أوراكل يمكنها تقديم حلول متكاملة للعملاء لا تستطيع الشركات الأخرى تقديمها.

من المتوقع أن تستمر أوراكل في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية في المستقبل. ومع ذلك، يجب على الشركة معالجة مخاوف المستثمرين بشأن الإنفاق وتحقيق عوائد مجدية من استثماراتها. ستكون المكالمة الربحية القادمة فرصة لمزيد من التوضيح حول هذه القضايا.

في الختام، من المقرر أن تعلن أوراكل عن نتائجها المالية للربع القادم في نهاية فبراير. سيكون من المهم مراقبة أداء الشركة في هذا الربع، وخاصةً نمو الإيرادات والأرباح، بالإضافة إلى أي تحديثات حول استثماراتها في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية. لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن قدرة أوراكل على تحقيق أهدافها طويلة الأجل في ظل الظروف الحالية.

شاركها.