تستعد الهند لتصبح الرهان الكبير التالي لشركة ماريوت الدولية في مجال النمو. تخطط سلسلة الفنادق الشهيرة لمضاعفة حضورها في الهند، من 48 مدينة حاليًا إلى 90 مدينة، وذلك استجابةً للنمو الاقتصادي القوي وزيادة الطلب على السياحة في البلاد. وتعتبر السياحة في الهند سوقًا واعدة بشكل متزايد، وتستثمر ماريوت بشكل كبير للاستفادة من هذه الفرصة.
صرح جون تومي، الرئيس التجاري لماريوت، في مقابلة حديثة، بأن الهند تشهد ازدهارًا اقتصاديًا وديمقراطيًا ملحوظًا. وأضاف أن ماريوت لديها أكثر من 150 فندقًا قيد التطوير في الهند، بالإضافة إلى 160 فندقًا تعمل حاليًا. يأتي هذا التوسع في أعقاب تقارير تحليلية متعددة أشارت إلى الإمكانات الكبيرة لنمو قطاع السفر في شبه القارة الهندية.
توسع ماريوت الدولية في السوق الهندية
أكد تومي أن الهند تمثل “فرصة نمو هائلة” لماريوت الدولية. ويرجع ذلك إلى وجود شريحة سكانية كبيرة وشابة ومتزايدة الثراء، بالإضافة إلى استثمارات حكومية في البنية التحتية والاتصال. هذه العوامل تدفع كل من السياحة الداخلية والخارجية.
تشكل السياحة الداخلية الجزء الأكبر من قاعدة عملاء ماريوت في الهند. وتشير التوقعات إلى أن السياحة في الهند ستشهد طفرة خلال العقد القادم. بالإضافة إلى ذلك، لا تقتصر استثمارات ماريوت على المدن الكبرى.
التركيز على المدن الثانوية والثالثة
أوضح تومي أن ماريوت تواصل تعزيز حضورها في المراكز الحضرية الرئيسية مثل مومباي ونيودلهي وبنغالور، لكنها ملتزمة أيضًا بالتوسع في المدن من الدرجة الثانية والثالثة من خلال مبادرات مثل “Series by Marriott”. تهدف هذه المبادرة إلى إضافة 115 فندقًا جديدًا إلى محفظة ماريوت.
“Series by Marriott” هي مجموعة من العلامات التجارية الفندقية المستقلة والإقليمية التي تم ضمها تحت مظلة ماريوت. وقد تم إطلاقها في مايو الماضي.
ويرجع تومي خطط ماريوت للهند بشكل كبير إلى التطورات في البنية التحتية وصناعة السفر في البلاد. وأشار إلى أن عدد المطارات في الهند قد زاد من 50 إلى 150، ومن المتوقع إضافة 200 مطار آخر.
تحديات وفرص في السوق الهندية
أحد أكبر التحديات التي تواجه العمل في الهند هو تنوعها. تضم الهند 28 ولاية و8 أقاليم اتحادية، ويتحدث فيها أكثر من 100 لغة. وتتراوح تضاريسها من الصحاري والغابات الاستوائية إلى الجبال المغطاة بالثلوج. لذلك، لا توجد مقاربة واحدة تناسب الجميع؛ بل تتطلب كل منطقة ومدينة وحتى كل فندق نهجًا مخصصًا لتلبية توقعات الضيوف.
تأتي تعليقات تومي في الوقت الذي يبدو فيه سوق السفر الهندي على وشك الازدهار في السنوات القادمة. ووفقًا لتقرير صادر عن شركة McKinsey، إذا اتبعت الهند مسار السفر الصادر عن الصين (وهو أمر محتمل نظرًا للتشابه في حجم السكان ومسار الدخل للفرد)، فقد يقوم السياح الهنود بـ 80 إلى 90 مليون رحلة سنويًا بحلول عام 2040. في عام 2022، قام السياح الهنود بـ 13 مليون رحلة.
في عام 2022، ذكر تقرير صادر عن Morgan Stanley أن استهلاك الهند للسلع والخدمات، بما في ذلك الترفيه والاستجمام، سيتضاعف ليصل إلى 4.9 تريليون دولار، من 2 تريليون دولار في عام 2022، بحلول نهاية العقد. تشير تقديرات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إلى أن 1.4 مليار سائح سافروا دوليًا في عام 2024، بزيادة قدرها 11٪ عن عام 2023. وتتوقع المنظمة أن ينمو عدد السياح الدوليين بنسبة 3٪ إلى 5٪ هذا العام.
الصين لا تزال مهمة
أكد تومي أن خطط ماريوت للهند لا تأتي على حساب أسواق آسيوية أخرى مثل الصين. وأوضح أن الصين لا تزال سوقًا رئيسيًا للمسافرين المتجهين إلى دول مثل اليابان وإندونيسيا وتايلاند وغيرها. وأضاف أن خطط التوسع في الهند مستوحاة من الخبرة التي اكتسبتها ماريوت من العمل في السوق الصينية.
ويرى تومي أن الهند في وضع مماثل للصين قبل 10 إلى 15 عامًا. ومع وجود شريحة سكانية متنامية تتجاوز عدد سكان الصين، وديمقراطية تمنح مواطنيها حرية السفر إلى أي مكان يرغبون فيه، يعتقد أن الهند ستكون سوقًا ضخمة.
بالإضافة إلى زيادة عدد الفنادق، ذكر تومي أن ماريوت وسعت شراكاتها مع الشركاء المحليين في الهند. ويشمل ذلك إطلاق بطاقة ائتمان فندقية مشتركة مع بنك HDFC الهندي. وفي أغسطس، أعلنت ماريوت عن برنامج ولاء مشترك مع عملاق التجارة الإلكترونية الهندي Flipkart.
من المتوقع أن تواصل ماريوت الدولية تقييم فرص الاستثمار في الهند وتوسيع نطاق عملياتها في السنوات القادمة. وستراقب الشركة عن كثب التطورات في البنية التحتية والسياسات الحكومية التي تدعم نمو قطاع السياحة. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض أوجه عدم اليقين، بما في ذلك التغيرات الاقتصادية العالمية والظروف الجيوسياسية، والتي قد تؤثر على مسار النمو.
