أصبح إنشاء صور بفضل الذكاء الاصطناعي (AI) أكثر شيوعًا هذا العام، خاصةً مع انتشار صور عائلات وهمية تجمع بين شخصيات بارزة في مناسبة عيد الشكر. وقد شارك العديد من المستخدمين، بمن فيهم رواد الأعمال والشخصيات المؤثرة، صورًا تم توليدها بواسطة الذكاء الاصطناعي تُظهرهم وهم يتشاركون وجبة العيد مع مشاهير تكنولوجيين وفنانين، مما أثار نقاشًا واسعًا حول واقعية هذه الصور وقدرة الذكاء الاصطناعي على تزييف الواقع.

نشر روبرت كينيدي جونيور، صورة له مع دونالد ترامب الابن وإيلون ماسك، ولكن بدلًا من وجبة ماكدونالدز التي اشتهروا بها، ظهروا وهم يتناولون براعم بروكسل وتوت بري. بالمثل، ظهر أليكس جونز في صورة يبدو فيها وكأنه يطبخ ديكًا روميًا مع الممثلة سيدني سويني، بينما التقطت مدونة الكريبتو تيفاني فونغ صورة لها وهي تقطع ديكًا روميًا إلى جانب جاكي شان. هذه الصور، التي تم إنشاؤها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، أثارت دهشة الكثيرين وأثارت تساؤلات حول مستقبل الصور الرقمية.

الذكاء الاصطناعي وصور عيد الشكر: تطور ملحوظ في الواقعية

تزامنت هذه الموجة من الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي مع إطلاق جوجل نموذج Gemini Nano Banana Pro الجديد، وهو إصدار مطور من مولد الصور بالذكاء الاصطناعي الخاص بها. وقد أبدى المستخدمون إعجابهم بالواقعية المتزايدة للصور التي ينتجها هذا النموذج، واصفين إياه بأنه “أكثر من مجرد ذكاء اصطناعي”.

وقارن العديد من المستخدمين الصور التي تم إنشاؤها باستخدام الإصدار الأقدم من Nano Banana بالصور التي تم إنشاؤها باستخدام الإصدار الجديد، وأكدوا على التحسن الكبير في جودة الصور وتفاصيلها. أحد الأمثلة البارزة هو صور لـ دانيال نيومان، الرئيس التنفيذي لشركة Futurum، وهو يتناول العشاء مع قادة التكنولوجيا مثل مارك زوكربيرج، وإيلون ماسك، وساتيا نادلا، وتيم كوك، وجينسن هوانغ (الذي ظهر مرتين في الصور المُنشأة).

أعرب نيومان عن دهشته من قدرات الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن هذه التطورات تتطلب من المستخدمين أن يكونوا أكثر وعيًا بأدوات وتقنيات الكشف عن الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي. وقد دعا إلى تطوير مهارات التمييز بين الصور الحقيقية والصور المزيفة، خاصةً مع تزايد انتشار هذه التقنيات.

تحديات ومخاوف بشأن الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي

تثير هذه التطورات عدة مخاوف، من بينها إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لنشر معلومات مضللة أو لتشويه سمعة الأفراد. بالإضافة إلى ذلك، فإن القدرة المتزايدة للذكاء الاصطناعي على إنشاء صور واقعية تجعل من الصعب على المستخدمين العاديين التعرف على الصور المزيفة.

في المقابل، يرى البعض أن هذه التقنيات يمكن أن تكون مفيدة في مجالات مثل الترفيه والتصميم والفن. ومع ذلك، يتفق الجميع على الحاجة إلى وضع قوانين ولوائح تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء الصور، لضمان عدم استغلال هذه التقنيات لأغراض غير قانونية أو ضارة.

تشمل التحديات الأخرى المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، مسألة حقوق الملكية الفكرية، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء صور تشبه أعمالًا فنية موجودة، مما يثير تساؤلات حول من يملك حقوق الملكية لهذه الصور الجديدة. علاوة على ذلك، هناك مخاوف بشأن الخصوصية، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور لأفراد دون علمهم أو موافقتهم.

الجيل القادم من مولدات الصور بالذكاء الاصطناعي مثل Gemini Nano Pro يمثل قفزة نوعية في هذا المجال، ومن المتوقع أن تزداد واقعية هذه الصور بشكل كبير في الأشهر والسنوات القادمة. هذا التطور يطرح أسئلة مهمة حول كيفية التعامل مع هذه التقنيات الجديدة وحماية المجتمع من مخاطرها المحتملة. يُتوقع أن تستمر الشركات التكنولوجية في تطوير وتحسين هذه الأدوات، مما سيؤدي إلى ظهور المزيد من الصور والمقاطع الفيديو المولدة بالذكاء الاصطناعي.

في النهاية، من المحتمل أن تتطلب مسألة التمييز بين الصور الحقيقية والصور المولدة بالذكاء الاصطناعي تطوير أدوات وتقنيات جديدة للكشف عن التلاعب بالصور، بالإضافة إلى زيادة الوعي لدى المستخدمين حول كيفية التعرف على هذه الصور المزيفة. سيستمر النقاش حول المخاطر والفرص التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، ومن الضروري أن يتم التعامل مع هذه التقنيات الجديدة بحذر ومسؤولية.

شاركها.