لقد نجحت الولايات المتحدة وبعض حلفائها للتو في تحقيق إنجاز مهم من خلال السماح للذكاء الاصطناعي باستهداف الأعداء كما لو كان في حرب.
استخدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها أنظمة الذكاء الاصطناعي لاستهداف الأعداء في بيئة معركة محاكاة في الوقت الحقيقي لأول مرة.
أُجريت التجربة كجزء من حدث AUKUS Resilient and Autonomous Artificial Intelligence Technologies الذي استضافه الجيش الأمريكي خلال تمرين Project Convergence المتعدد الجنسيات في وقت سابق من هذا العام. وخلال التجربة، اختبرت أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة قدرات المركبات الجوية غير المأهولة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف الأرضية وتدميرها.
ووصف مختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية في المملكة المتحدة هذا “التمرين الرائد” بأنه “أول استخدام لأنظمة الاستشعار بالذكاء الاصطناعي والاستقلالية في بيئة عسكرية في الوقت الفعلي”، وهو ما يعني أن الأطر الزمنية المستخدمة سوف تنطبق على حالة صراع فعلية.
وأضاف المختبر أن استخدام الذكاء الاصطناعي خلال الحدث أدى إلى تقليل الوقت اللازم لتحديد الأهداف مع تقليل المخاطر على الأرواح البشرية.
وتضمنت تجارب الذكاء الاصطناعي الأخرى أفرادًا عسكريين من أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة لاختبار “قدرات استشعار متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في ساحة معركة متعددة المجالات – برية وبحرية وجوية وسيبرانية – مما يقلل من الوقت بين استشعار أهداف العدو، وتحديد كيفية الاستجابة، والاستجابة للتهديد”، بحسب ما ذكرته وزارة الدفاع الأمريكية يوم الجمعة الماضي.
وكانت هذه العملية، بما في ذلك استخدام الطائرات بدون طيار والبيانات المشتركة من التدريب، تعاونية بين الدول الثلاث الأعضاء في AUKUS.
وأبرز مقطع فيديو نشره مكتب الشؤون العامة لوزير الدفاع بعض تفاصيل التجارب، بما في ذلك كيفية عمل أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة معًا لمواءمة أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها للعمل معًا.
إنجاز ناجح تم بناء التمرين على العمل التجريبي الذي أجراه أعضاء AUKUS في عام 2023، حيث استكشفت الدول الثلاث كيف يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي اكتشاف الأهداف العسكرية وتتبعها وإعادة تدريب الطائرات بدون طيار أثناء الرحلات الجوية للتكيف مع مهام مختلفة.
لقد ركزت المؤسسة العسكرية الأميركية، مثل غيرها من المؤسسات، على تطوير ونشر أنظمة الذكاء الاصطناعي. وبالتوازي مع تبني الذكاء الاصطناعي في مختلف فروع الخدمة العسكرية الأميركية، تركز مبادرة الاستنساخ الكبرى التي أطلقها البنتاغون في الخريف الماضي على نشر أنظمة مستقلة بسرعة وعلى نطاق واسع في مختلف مجالات القتال للتنافس مع منافسين مثل الصين القادرة على الاستفادة من الكتلة البشرية في بيئة قتالية.
وتُعد الطائرات بدون طيار، على وجه الخصوص، مجالاً بارزاً للتركيز، وخاصة تلك التي تتميز بقدرات الذكاء الاصطناعي لجمع البيانات واستهداف الأعداء. وبحسب وزارة الدفاع، فإن أنظمة استشعار الهدف المستخدمة في هذه التجربة الأخيرة “ستسفر عن بيانات أكثر موثوقية يمكن للقادة استخدامها لاتخاذ قرارات مثالية وأفراد الخدمة للتصرف بشكل أسرع ضد التهديدات الحركية”.
في حين أن هناك مزايا واضحة للسماح للذكاء الاصطناعي بلعب دور في تحديد الهدف، إلا أن هناك أيضًا مخاوف بشأن هذا ضمن المناقشة الأوسع حول دور الأنظمة المستقلة في الحرب المستقبلية.
في شهر إبريل/نيسان، كشف تحقيق أن قوات الدفاع الإسرائيلية سمحت لبرنامج الذكاء الاصطناعي بتولي زمام المبادرة في استهداف آلاف من عناصر حماس في الأيام الأولى من حرب إسرائيل في غزة، الأمر الذي سلط الضوء على المخاوف التي طالما راودت خبراء الحرب في المستقبل ونشطاء حقوق الإنسان. ونفى جيش الدفاع الإسرائيلي بعض الادعاءات حول البرنامج، لكنه أقر باستخدام أنظمة ذكاء اصطناعي معينة في الصراع.
في المناقشات السابقة حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في التطبيقات العسكرية، أوضح كبار المسؤولين الدفاعيين الأميركيين أن البشر سيظلون في حلقة القرارات المستقلة، ولكن هناك تساؤلات حول ما إذا كان هذا الهيكل سيكون قابلاً للتطبيق مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي.
في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، أصدر البنتاغون استراتيجية حول كيفية التخطيط لتسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي عبر فروع الخدمة المختلفة، مشيراً إلى تركيزه على كيفية تسريع الأنظمة المستقلة لجمع المعلومات واتخاذ القرارات في الوقت الفعلي.