لقد أقمت في جناح مستقل على جسر مزدحم في سيول. كان سعره أعلى من سعر فندق خمس نجوم وكان صاخبًا، لكن إطلالاته على النهر كانت مذهلة.

مقهى تحول إلى جناح فندقي

المشروع عبارة عن تعاون بين حكومة مدينة سيول وAirbnb لتعزيز السياحة – حيث تشرف المدينة على العقار وتتولى Airbnb الحجوزات. عُرض عليّ ليلة إقامة مجانية قبل فتح العقار للجمهور.

يحتل جناح سكاي مقهى سابقًا على جسر هانجانج، أحد الجسور الـ 32 على النهر. وهو جزء من خطة المدينة لإحياء منطقة النهر.

ورغم أن المقهى كان يحظى بشعبية كبيرة بين السكان المحليين والسياح، إلا أنه أغلق أثناء الجائحة. ولم يلحظ إغلاقه أحد إلى حد كبير حتى تم الإعلان عن فندق الجسر الجديد، مما أثار الحنين بين أولئك الذين تذكروه.

وأخبرني يون جي يونج، مدير مقر مشروع هانجانج المستقبلي في حكومة مدينة سيول، أن المخططين استوحوا الفكرة من فندق فارالدا كرين في أمستردام، في إشارة إلى برج الرافعة من حوض بناء السفن المعطل الذي تم تحويله إلى مكان إقامة فريد من نوعه.

وقال يون “أردنا أن ننشئ معلمًا بارزًا من شأنه أن يبرز جمال سيول ونهر هان للسكان المحليين والسياح على حد سواء”.

وأوضح كيم جونج سوك، المهندس المعماري من شركة COOM Partners الذي صمم جناح Sky Suite، أن مفهوم التصميم كان يهدف إلى تجسيد النهر.

وقال كيم: “بالنسبة للجزء الخارجي، استخدمنا شرائح معدنية أفقية للتعبير عن تدفق نهر هان في خطوط، مع جعل المبنى يبدو وكأنه كتلة واحدة، مما يمنحه هوية كمساحة للراحة بين مشهد مدينة سيول المعقد ونهر هان”.

سعرها أعلى من فندق 5 نجوم

عندما تم الإعلان عنه، أحدث المقهى الذي تحول إلى جناح ضجة كبيرة، لكنه واجه منذ ذلك الحين بعض الانتقادات لكونه مكلفًا للغاية وصغيرًا وصاخبًا.

يبلغ سعر الليلة الواحدة في هذا الفندق 500 ألف وون كوري جنوبي، أو 365 دولاراً أميركياً، وهو أعلى من بعض الفنادق القريبة ذات الأربع والخمس نجوم. ويمكن حجز فندق نوفوتيل أمباسادور سيول يونجسان ذو الخمس نجوم، والذي يقع على مرمى حجر من الفندق، على موقع سكاي سكانر مقابل حوالي 170 دولاراً أميركياً في الليلة لشخصين في منتصف أغسطس/آب. ومع ذلك، أخبرني مسؤول في مدينة سيول، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن أسعار الجناح سوف تنخفض إلى 345 ألف وون كوري جنوبي، أو 250 دولاراً أميركياً، خلال غير موسم الذروة.

تم فتح الحجوزات على Airbnb في الأول من يوليو، وتم بيع Sky Suite بالكامل حتى سبتمبر في أربعة أيام، وفقًا لحكومة مدينة سيول.

وقال يون إنهم يستهدفون الأزواج الذين يبحثون عن عطلة رومانسية والعائلات التي يصل عدد أفرادها إلى أربعة أفراد.

تسجيل الوصول محاط بأبخرة السيارة

بصفتي صحفيًا مستقلًا مقيمًا في سيول، قبلت العرض للحصول على معاينة مجانية في الليلة السابقة لفتح الحجوزات. كان الوصول إلى هناك صعبًا بعض الشيء – 20 دقيقة سيرًا على الأقدام من محطة مترو أنفاق يونجسان. إذا كنت قادمًا من مطار إنتشون الدولي، فإن الحافلة المباشرة رقم 6001 تستغرق أكثر من ساعة وتتوقف عند الطرف الشمالي لجسر هانجانج – بجوار جناح الفندق مباشرةً.

لم تكن هذه فكرتي عن الرفاهية، حيث كانت محاطة بعدة حارات من حركة المرور الفوضوية.

يقع الجناح على هيكل يشبه البرج على الجسر مع مصعد. يؤدي الصعود إلى الغرفة، ثم إلى أسفل إلى ضفة النهر.

جناح مكون من غرفة نوم واحدة وحمام واحد

عند الدخول إلى الجناح الذي تبلغ مساحته 144 مترًا مربعًا، انحسر ضجيج حركة المرور وحل محله غرفة معيشة واسعة مليئة بالضوء الطبيعي من النوافذ الممتدة من الأرض حتى السقف.

كان هناك مشغلان للأسطوانات على أهبة الاستعداد لتشغيل الموسيقى التصويرية لإقامتي، مع مجموعة منتقاة تتراوح من الكلاسيكيات القديمة إلى وفرة غير متوقعة من أعمال إنجيلبرت همبردينك.

كان هناك مطبخ صغير وعدة درجات كبيرة تؤدي إلى غرفة نوم مفتوحة. أدى غياب الباب بين الطوابق إلى خلق شعور يشبه الدور العلوي.

كان الحمام بجوار السرير يحتوي على حوض استحمام مبلط مع نافذة تطل على المدينة. وعلى الرغم من أن الزجاج كان يبدو وكأنه يتجه في اتجاه واحد، إلا أنني استمعت إلى النصيحة بخفض الستارة.

كان المرحاض موجودًا في الزاوية، ويحتوي على بيديت كهربائي.

خدمة الغرف ليست خيارا

هناك خياران للمشي في المناطق القريبة. الأول هو الذهاب إلى جزيرة نودول، التي تقع في منتصف الجسر، حيث يجتمع السكان المحليون والسياح لتناول الدجاج المقلي الكوري وشرب البيرة. والثاني هو الذهاب إلى أسفل جناح الفندق، حيث يمكنك المشي على طول النهر.

جائعًا ومنهكًا من شدة الحر، توجهت إلى برجي الخاص. وفي غياب المتاجر، أدركت الأمر عندما طلبت البيتزا، فأرشدت سائق التوصيل المرتبك.

“نعم، على الجسر، أنا لا أمزح، المقهى السابق!” قلت له.

ومع حلول الليل، كشف السحر الحقيقي عن نفسه. وتحولت مجموعة المركبات التي لا تنتهي إلى شرائط ساحرة من الضوء. احتسيت النبيذ، وعزفت موسيقى الجاز، وتأملت المشهد الحضري المتلألئ الذي يكاد يكون ساحرًا.

تحولت الفوضى في الخارج إلى رقصة باليه حضرية. شعرت بسلام غريب في هذه المساحة الحميمة للغاية.

وفي الوقت نفسه، شعرت أيضًا بأنني مكشوفة بعض الشيء في رداء الحمام الخاص بي، وأنا أتطلع خارج النافذة.

لقد نمت، وكانت حركة المرور تتصرف مثل الاستجابة الحسية الذاتية (ASMR).

لقد كانت تجربة فريدة من نوعها، ولكنها تأتي بسعر مرتفع

المناظر خلابة، وقد استمتعت بشكل مدهش بالتناغم الحضري لحركة المرور في الأسفل. إنه ليس مكانًا فاخرًا بالمعنى التقليدي، لكنه لا يشبه أي مكان آخر أقمت فيه من قبل.

بالنسبة لي، فإن فكرة النوم فوق أحد أكثر الجسور ازدحامًا في سيول تلتقط طاقة المدينة بطريقة غير متوقعة.

لكن لا تتوقع خدمة الغرف أو وسائل الراحة القريبة. فالأمر يتعلق أكثر بالتجربة والإطلالات وليس بوسائل الراحة التقليدية في الفنادق.

قد يرى السكان المحليون الأمر على أنه ليس أكثر من وسيلة باهظة الثمن في تنقلاتهم اليومية، على الرغم من أن السياح الذين لديهم أموال إضافية قد يحصلون على شيء فريد من نوعه.

يجب على الأشخاص الذين ينامون خفيفًا التأكد من عدم نسيان سدادات الأذن.